ربما كان لغياب جيلبرتو بعض الفوائد عندما يلتقي الأهلي بالنجم الساحلي في تونس وعينه تنصب على العودة من مدينة سوسة بنتيجة تمنحه أفضيلة حين يلتقي الفريقان في مباراة العودة. جيلبرتو يمثل أكثر من ثلث قوة الأهلي في المباريات الأخيرة للمارد الأحمر، وفي بعض الأحيان كانت تحركاته في وسط الملعب وغزواته في الجبهة اليسرى أهم من دور محمد أبو تريكة ذاته، لكن غيابه حصر خيارات المدير الفني البرتغالي مانويل جوزيه وجعلها أكثر وضوحا وهو ما يزيد من التركيز داخل الفريق. في البداية يمكننا وضع المعطيات ونحدد النتائج المرجوة من اللقاء حتى نحدد أفضل الطرق ليصل الأهلي إلى مراده. المعطيات تتركز في غياب البديل الكفء لجيلبرتو إذ لم ينل أحمد شديد قناوي الكثير من التشجيع أثناء مشاركاته القليلة بالقميص الأحمر هذا الموسم، كما يمكننا القول أن العمق الدفاعي والتغطية أمام المدافعين هي أقل الأدوار فاعلية في الأهلي حاليا. ومن واقع مباريات الأهلي الأخيرة، فإن جوزيه لم يعد يملك الكثير من حس المغامرة ومعه كل الحق بالنظر لكمية المباريات وتراجع مستوى العديد من لاعبي الفريق، لذا وكما حدث أمام أسيك في أبيدجان والاتحاد في ليبيا فسيكون شاغل الأهلي الأكبر هو الخروج بنتيجة طيبة حتى لو كانت التعادل. وبالتالي فإن المعطيات والنتائج ستسير جوزيه في طريق من اتجاه واحد، خطوطه العريضة هي التأمين الدفاعي وعدم بداية الضغط على الخصم إلا من منتصف الملعب وتقليل الاندفاع البدني من ظهيري الجنب وأخيرا فرض واجبات دفاعية على أصحاب المهام الهجومية.
جيلبرتو وقد يلجأ جوزيه إلى حيلة معتادة دائما ما تنجح في علاج ضعف جبهة الأهلي اليسرى وهي ميل أحد قلبي الدفاع ناحية الظهير ويكون إما أحمد السيد أو شادي محمد وينضم للعمق مجددا في حال وقوع الأهلي تحت الضغط. وسيكون من أمام هذا المدافع لاعبان أحدهما محمد بركات ويتحدد دوره كمدافع أيسر حين يرغب الأهلي في قتل حماسة المنافس و يتحول إلى العمق ليدع متنفسا للسيد حتى يتقدم ويضع المنافس تحت الضغط مع بعض التأمين من فلافيو الذي يميل نسبيا إلى هذا الجانب لقتل خطورة ظهير النجم الأيمن. وبالتالي يتحدد من تلك النقطة أن إسلام الشاطر هو أصلح ممثل لجبهة الأهلي اليمنى نسبة إلى قدراته الدفاعية الكبيرة، كما أن فكرة المهاجم الأوحد تبدو الأقرب للتنفيذ في تونس والخيار لن يكون سوى فلافيو. وأعتقد أن جوزيه قد تنفس الصعداء حين لمح بعض التطور في ارتكازه التونسي أنيس بوجلبان خاصة وأن المباراة كأنما خلقت ليتألق فيها ابن نادي الصفاقسي. وسيشارك حسام عاشور وحسن مصطفى بوجا في خط الوسط مع تعليمات هجومية لمصطفى بالاندفاع حتى يقلل المساحة المفروض على تريكة تغطيتها خاصة في حال تواجد بركات على الجبهة اليسرى، ولو نجح مصطفى في هذا الدور سيجنب الأهلي كثيرا من النقلات العرضية وسيمنحهم إيجابية دائمة. الأهلي لن يلعب دون تغطية فالطريقة ثابتة وهي1-4-3-2 إذ يشارك فلافيو مهاجما ومن خلفه أبو تريكة وبركات كظهير أيسر يقابله الشاطر بجوار ثالوث الوسط ومن خلفهم مثلث دفاعي رأسه عماد النحاس وقاعدته شادي والسيد. ومع الوقت يتحرك الأهلي هجوميا عبر تحول قلب الدفاع المائل ناحية اليسار إلى مركز الظهير مانحا الحرية إلى بركات ليتحول إلى صانع لعب، يعطي بدوره الحرية لتريكة الذي يشارك فلافيو وقتها خط الهجوم.