ولماذا لا يتولى مانويل جوزيه مسؤولية المنتخب؟ بعد انتهاء لقاء الأهلي والاتحاد الليبي كان هناك فكران متضادان للغاية في الأوساط الرياضية أولهما هو مدى ضعف الأهلي رغم وصوله لنهائي البطولة الأصعب على مستوى القارة والثاني كان خطأ جوزيه مدرب الفريق عندما أخرج محمد أبو تريكة من أرض الملعب. النقطة الثانية أثارت في ذهني سؤال تعجيزي.. ماذا سيكون رد فعل الجمهور تجاه مدرب مصري يخرج أبو تريكة من الملعب فيظهر فريقه تحت ضغط بشكل كبير ويكاد يودع البطولة بهدف ضال كان قريبا من شباك عصام الحضري؟. وتعالوا نضع فرضيتين خياليتين.. الأولى أن مرمى الأهلي استقبل هدفا في لحظات المباراة الأخيرة بطريق الصدفة، والثانية هي لو حدث ذلك مع المنتخب وودعنا بطولة غانا بعد ذات التغيير من قبل المعلم، هل كنا لنرحمه من النقد أو نحميه من الإقالة؟. لقد انشق الناس على أنفسهم.. هل حسن شحاتة رجل يملك القدرة على نقل المنتخب من مرحلة التمثيل المشرف في البطولات القارية والفرجة على غيرنا من منتخبات في المحافل العالمية، والسبب أن للمعلم حسنات لم يبتلعها الكل وسيئات محت الكثير من حسناته. فمهما حاولت إقناعي بقدراته الفنية سيظل في ذهني صورته وهو عاجز أمام الفريق الإيفواري في تصفيات كأس العالم السابقة ومهما حاولت أنا إقناعك بأنه مدرب ضعيف ستظل أنت مؤمنا بأن كأس الأمم تحققت في عهده. رأيي الخاص أن الفارق بينهما يظهر في مثال.. شادي محمد عندما كان يطرح أرضا مع كل هجمة في عهد توني أوليفيرا وتألقه الآن مع جوزيه، بينما شحاتة يمكن معه أن ترى فارق الناتج من أحمد حسن أو ميدو أو تريكة نفسه في أنديتهم وبقمصان المنتخب.. لكني في النهاية أحترم رأيك ولست بصدد التطويل في شرح مدى تفوق جوزيه على شحاتة. بالقطع هناك من المنطق ما يمنعنا من المقارنة بين تدريب الأندية والمنتخبت لكن، جوزيه نجح في البطولات المجمعة القصيرة التي تشبه اعداد المنتخبات ككأس العالم للأندية ونجح في إثبات قدراته كمعد نفسي وكمدير "فني". العجوز البرتغالي بات مثار إعجاب الكل ولم يعد هناك أي خلاف عليه بين أنصاره أو أعداءه، فمقولة إن نجوم الأهلي قادرين على تحقيق ذات الإنجازات دون مدرب تكسرت عندما شاهدنا فريق مدجج بالنجوم كالزمالك وهو غير قادر على تغيير نتيجة سلبية أمام طلائع الجيش وأسمنت السويس.. كما أن الكل يعلم تماما أن الأهلي خارج حالته العالية التي كان عليها خلال الأعوام الفائتة، ورغم ذلك لازال اللون الأحمر على القمة.
لا أكاد أتمنى أكثر من رؤية جوزيه ومعه مدرب واعد كهاني رمزي بجواره يتعلم منه حتى يحمل الراية من بعده ويصبح للكرة المصرية أملا في المستقبل الأهلي بطل الكأس رغم ضعفه الدفاعي الحالي وانهيار عماده "النحاس" وذلك لأن مدرب الفريق واع واستخدم أدواته لقلب النتيجة أكثر من مرة.. الأهلي بطل السوبر رغم أنه قدم مباراة لم يكن فيها هو الطرف الأعلى بل كان كمثيله الإسماعيلي إلا أن جوزيه ملك مفاتيح الفوز في يده وقام بتغييرات محت خطورة الدراويش حين كان الأهلي منهارا في الخلف. ورغم ضعف الأهلي وعجز دفاعاته عن صد هجوم المقاولون العرب في الدوري إلا أن فكر جوزيه قاد الفريق للتغلب على الزمالك في القمة الأخيرة، ومن بعد تعادل مع الاتحاد الليبي دون أهداف في ليبيا وفاز عليه دون جهد في القاهرة. لا جدال.. إنه ساحر!. فعندما وجد أن ظهيري جنب فريقه بعيدين عن مستواهم قدم جيلبرتو ووضع أحمد السيد من وراءه، وعندما وجد أن لاعبي الارتكاز غير قادرين على فرض اسلوب الأهلي حول بركات إلى العمق واعتمد على مهاجم وحيد واستخدم لاعبين من ذوي الحس الدفاعي في مهام هجومية، فهو يعلم جيدا ما بين يديه وكيف يستغل كفاءتهم. جوزيه حاليا يدرك تماما كل أدوات الكرة المصرية ويعلم كل صغيرة وكبيرة فيها .. وسيقود المنتخب من منطلق المدرب الناجح الحائز على ثقة اللاعبين واحترامهم، وهو يعلم مدى قابليتنا لتعلم الخطط ويعرف كيف يصل لغايته. فلا خلاف على جوزيه كمدرب رائع ولا على قدرته على تحويل "الفسيخ إلى شربات"، وشاهد على ذلك أن الأهلي طرف في النهائي الافريقي وهو يمر بأحلك ظروفه على مستوى اللاعبين المرهقين والمشتتين بين البطولات.. ويدعم ذلك أيضا الشكل الذي ظهر عليها البطل المصري أمام إنترناسيونال البرازيلي الذي يفوق الأهلي بكثير على المستويات الفردية.. فلماذا لا نستغله في صالح البلاد ككل؟ ولا أكاد أتمنى أكثر من رؤية جوزيه ومعه مدرب واعد كهاني رمزي بجواره يتعلم منه حتى يحمل الراية من بعده ويصبح للكرة المصرية أملا في المستقبل بدلا مما نراه في هذا الدوري المخيب الذي فشل في تقديم منافس حقيقي للبطل الوحيد خلال أربع سنوات كاملة.. "اللي بنبات فيه بنصبح فيه". من طه بصري إلى محسن صالح الذي سيحل فاروق جعفر مكانه ليخلفه محمد صلاح وهكذا لا جديد يذكر ولا قديم يعاد. وأخيرا أقول إن الدفع بوائل جمعة محل أبوتريكة لم يك