سواء قرأت الكلمة الأولى بتسكين الكاف أو تشديدها، وسواء فهمتها باعتبارها اسم نجم الأهلي الأول وأمل البرتغالي مانويل جوزيه الأكبر في لقاء الزمالك المرتقب أو باعتبارها كلمة شعبية تعني "الخدعة" التي عودنا البرتغالي المخضرم على أنه لا يدخل لقاء قمة بتشكيل خال منها، فالنتيجة واحدة في الحالتين. ورغم حالة التذبذب الذي يعيشها الفريق الأحمر فإن ثقة جماهيره الكبيرة في قدرة لاعبيه على العبور من الممر الضيق الذي اختفى فيه النادي في الآونة الأخيرة وعلى حساب منافسهم التقليدي الزمالك. وفيما لا يختلف اثنان على دور أبو تريكة في تحريك فريق الأهلي وتنشيط هجومه وقيادة وسط الملعب وتمويل المهاجمين، فإن هناك أشياء أخرى غير مهارات أبو تريكة تتحكم في إيقاع المباراة وتوجيه دفتها نحو أحد الفريقين. والرؤية المتعمقة لدولاب حيل جوزيه التي استعملها سابقا لا تكفي عند محاولة استقراء أسلوب لعب الأهلي مساء الاثنين، لأن دراسة أسلوب لعب الزمالك ومواطن قوته وضعفه ودراسة حالة الأهلي الفنية والبدنية في الوقت الحالي لا يقل أهمية عندما يضع المدرب البرتغالي خطته للقاء. وبدءا بثغرات الأهلي، تبدو الأزمة الأكبر أمام جوزيه في تحديد من يمكنه شغل مركز لاعب الارتكاز المتأخر الذي يغيب عنه محمد شوقي بعد احترافه في الدوري الإنجليزي. ولا يسع الجميع إلا أن يتذكروا غياب شوقي عن لقاء القمة الذي جمع الفريقين في قبل نهائي دوري أبطال إفريقيا عندما دفع جوزيه بشادي محمد في هذا المركز، لكن ومع حالة الترهل الذي يمر بها عماد النحاس ونقص سرعته، ربما لا يتمكن جوزيه من انتزاع شادي من خط الظهر. ويفترض بعضهم أن مغامرة جوزيه قد تكون الزج بالنحاس في خط الوسط، نظرا لأن السرعة قد لا تكون عاملا بنافس تأثير تمريرات الدقيقة وهو حال المالي مامادو ديارا لاعب ارتكاز ريال مدريد الإسباني. ولكن هذا الحل يبدو بعيدا تماما عن الواقع لأنه سيتسبب في تغيير العديد من الأسماء، ما يهدد بعدم حدوث التناغم المطلوب بين اللاعبين. وبالنظر لحالة ظهيري الأهلي، فإن الجبهة اليمنى هي ما ستشهد قدرا من المعاناة في ظل ضعف لياقة الشاطر حاليا وعدم فاعلية أحمد عادل، وهو ما قد يجبر جوزيه على اللجوء بركات ظهيرا ومن جنبه يرتكز لاعب يختص بتأمينه كحسن مصطفى مثلا.
والرؤية المتعمقة لدولاب حيل جوزيه لا تكفي عند محاولة استقراء أسلوب لعب الأهلي، لأن دراسة أسلوب لعب الزمالك ومواطن قوته وضعفه ودراسة حالة الأهلي الفنية والبدنية لا يقل أهمية عندما يضع المدرب البرتغالي خطته للقاء. وسيتشابه دور مصطفى وقتها مع أحمد حسن "إستكوزا" في مباراة القمة التي هزم فيها جوزيه نظيره الألماني دراجوسلاف، خاصة وأن عمق الزمالك سيظهر ضعيفا في حال استعمال محمد أبو العلا في العمق لأنه يجيد فن إيصال الكرة نحو اللاعب المتحرك ولكنه يجد بعض الصعوبات في أداء الأدوار الدفاعية. وسيكون بركات أفيد من الشاطر بسبب عدم الثبات التي تشهده الجبهة الزمالك اليسرى منذ بداية الموسم، كما أن تحليل ميكانيكية عملها يثبت أن بركات أقدر من غيره لشغل جانب الأهلي الأيمن. فيمكننا شرح الأزمة في أن كرول يستخدم أبو العلا بجوار علاء عبد الغني في منتصف الملعب ويعتمد على أحمد مجدي في الجانب الأيسر ويلعب شيكابالا كصانع لعب مع ميل في تحركه للناحية اليمتى حتى يساند أحمد غانم سلطان، هذا ما يحدث في البداية. أما مع الهجمة منتظمة فإن شيكابالا يتحول للعمق وهو ما يتسبب في ترك سلطان بلا مساند، فيضطر لاعب الارتكاز علاء عبد الغني للميل ناحية اليمين، ولأن أبو العلا ضعيف من الناحية الدفاعية فيلجأ كرول إلى تحويله إلى مركز الظهير الأيسر ويلزم مجدي بالعودة للعمق ليرتكز بجوار عبد العني وهو مايمثل ثغرة زمالكاوية لأن نجاح تلك الطريقة تقتضي الكثير من الحركة والسرعة والتناغم. ولو استقر جوزيه على استخدام بركات على الجانب الأيمن رغم أن الشاطر يملك مثل حظوظه لما يقدم من خدمات دفاعية فسنبدأ في البحث عن الأصلح للارتكاز أمام دفاع الأهلي، ويبدو واضحا أن حسام عاشور حجز أحد المكانين بعدما ادخر جوزيه طاقته في لقاء المقاولون. ومع اهتزاز أداء التونسي أنيس بوجلبان سيكون أمام جوزيه إما حسن مصطفى دون "فزلكة" أو اللجوء لفكرة أخرى استخدمها أمام أسيك الإيفواري في دوري أبطال إفريقيا بإدخال جيلبيرتو إلى العمق مع استخدام مصطفى متقدما لتأمين الوسط، معتمدا على بركات في الطرف الأيسر والشاطر في اليمين. وفي حال تطبيق جوزيه لقاعدة رأس الحربة الأوحد، فإن الأنجولي فلافيو أمادو لن يجد أي صعوبة في شغل هذا المركز، لتفوقه الواضح على أسامة حسني وعماد متعب. ويمكن القول بإن خط دفاع الأهلي هو الأكثر ثباتا في التشكيل إذ سيكون من الصعب أن يخرج عن عماد النحاس على الرغم من هبوط مستواه وشادي محمد ووائل جمعة. وتجدر الإشارة إلى أن عصام الحضري سيكون أحد أهم أوراق الأهلي في تلك المباراة إذ سيحمل مسؤولية تحريك خط ظهر الأهلي لحرمان عمرو ز