بافار.. "تورام الصغير" الذي وجد نفسه فجأة في المونديال

"في 2006 كنت أرتدي قميص زيدان بمنتخب فرنسا أتابع نهائي كأس العالم، اليوم أمتلك نفس القميص.. ولكن اسمي عليه!".
كانت هذه كلمات بنجامين بافار لاعب المنتخب الفرنسي وشتوتجارت الألماني الذي يبلغ من العمر 21 عاما، قبل مواجهة الأرجنتين في دور ال16 بمونديال روسيا 2018.
بافار اسم لم يكن يعرفه الفرنسيين أنفسهم حتى 2017، حتى ديدييه ديشامب المدير الفني للديوك واجه انتقادات شديدة لاختياره بقائمة الفريق بكأس العالم.. من هذا اللاعب؟
اليوم، بافار يسجل هدفا لن ينسى في شباك رفاق ميسي بفوز تاريخي 4-3.
بافار يحكي عن ذكرياته قائلا: "منذ عام واحد لم يعرفني أحد في فرنسا، قال لي أصدقائي إن سافرت إلى ألمانيا للتوقيع مع نادي شتوتجارت الذي يلعب في الدرجة الثانية سيكون قرار سئ، ولكني فعلت.. واليوم أنا أعيش الحلم".
الحلم الذي يقصده بافار ليس التسجيل في مرمى الأرجنتين في ثمن نهائي المونديال. فوقت الإدلاء بتلك التصريحات للموقع الرسمي للبوندزليجا لم يكن لعب بافار سوى أول مباراتين فقط دور المجموعات.
"بعدما شاركت بشكل أساسي شتوتجارت كان أبي وأمي يضطران للسفر لمدة 6 ساعات كي يشاهدونني، كانوا في المدرجات خلال مواجهة الدنمارك بكأس العالم.. تواجدي في هذه البطولة حدث بفضلهم".
بافان يعتبر أحد إيجابيات ديشامب – وإن ندرت من وجهة نظر البعض – ولكن ربما يترك هذا الشاب ذكرى في كأس العالم بصمة لا تنسى
لم تنس الجماهير استبعاد ديشامب لبعض الأسماء الكبيرة من قائمة فرنسا بكأس العالم. لاجازيت – رابيو – بنزيما – مارسيال. كلها أسماء مثيرة للجدل، ولكن حال استمرار هذا الشاب في تألقه بالبطولة فربما ينسى الجميع أي انتقاد لهذا المدرب الفرنسي.
يقول بافار: "يظنون أني أواجه مشكلة بسبب لعبي لأكثر مركز .. ما المشكلة؟ أنا استمتع بذلك دائكا".
2006.. أنا تورام
"كنت أرتدي قميص عليه اسم زيدان وأنا أشاهد نهائي 2006 أمام إيطاليا.. اليوم أنا ارتدي القميص نفسه، ولكن عليه اسمي".
"على الرغم من إعجابي بزيدان ولكني أرى كنت أعشق لاعبا أخر بنفس الدرجة وهو ليليان تورام، كنت مبهور به لأنه كان يلعب في مركز قلب الدفاع مع ناديه، وفي فرنسا يلعب ظهير أيمن".
"قلت لنفسي لماذا لا أكون تورام؟ نعم حلمت ولكني منذ فترة قصيرة لم أتخيل أني سألعب في كأس العالم".
4 لاعبين هم الأبرز من بين الذين استبعدهم ديشامب، ولكن في الخطوط الخلفية هناك بافار، اللاعب الذي يستطيع أن يلعب في قلب الدفاع أو كظهير أيمن أو لاعب وسط مدافع! .. فهل أصباح "تورام الصغير"؟
2014 .. في المنزل
"شاهدت بطولة كأس العالم 2014 في المنزل، كنت في حالة (صفر)"
"كنت بالكاد أشارك مع شباب ليل، وفي هذا الموسم انتقلت من الظهير الأيمن إلى قلب الدفاع.. لقد عاهدت نفسي على التطور"
"كان تطوري ولعبي لأكثر من مركز في الخطوط الخلفية بفضل مدربي في فترة الشباب والمدير الفني لشباب ليل أيضا، وبعدها بأشهر لعبت أولى مبارياتي في الدوري الفرنسي".
شكرا ديشامب
في 2017 تم استدعاء بافان للمرة الأولى في حياته للمنتخب الفرنسي الأول أمام ويلز، جلس على مقاعد البدلاء وحل بديلا في الشوط الثاني في مركز قلب الدفاع.
6 مباريات فقط خاضها بافار مع فرنسا في المباريات التحضيرية لكأس العالم ما بين التشكيلة الأساسية ومقاعد البدلاء.
استطاع بافار صناعة هدفه الأول في مرمى أمريكا في آخر مباريات فرنسا استعدادا لكاس العالم، وكأنها علامة من القدر!
ليخوض مباراتي أستراليا وبيرو في كأس العالم بالتشكيل الأساسي، ثم يجلس على مقاعد البدلاء عندما أراد ديشامب إراحة الأساسيين في مباراة الدنمارك.
وعن انضمامه للمنتخب، يقول بافار: "إنه لجنون أن يتم استدعائي، لم أتوقع أبدا منذ أقل من عام أن ألعب في كأس العالم".
"أنا أدين لديشامب إيمانه بقدراتي وهذا الذي أظهره لي دائما، أريد أن أشكر هذا الرجل".