إذا كان جمال الغندور رئيس لجنة الحكام يمتلك الشرف أو الكرامة فيجب عليه أن يتقدم باستقالته من منصبه بعد المؤامرة التي تعرض لها الأهلي في مباراته أمام الإسماعيلي ، وسيكون ذلك أشرف له بدلا من أن يقوم بالدفاع عن أخطاء الحكم الإماراتي فريد علي. وقعت هذه الكلمات كالصدمة على رؤوس جميع من تابع المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب مباراة الأهلي مع المقاولون العرب بعدما نطق بها المدرب البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للنادي الأهلي في حق جمال الغندور. وإذا كان بعض مسئولي ومدربي الأندية يعترضون على بعض الحكام في مبارياتهم السابقة قبل ذلك ، فإن هذه تعد المرة الأولى التي يعترض فيها مدرب على لجنة الحكام بالكامل متمثلة في رئيسها ويتهمه بعدم الشرف والكرامة ، ويتهمه أيضا بتدبير مؤامرة ضد فريقه. وبلا شك فإن كل من شاهد مباراة الأهلي مع الإسماعيلي اتفق على أن الحكم الاماراتي فريد علي كان له أخطاء كبيرة وجسيمة ولكنها كانت أخطاء على الفريقين وليس على الأهلي فقط ، بل وربما تعرض الإسماعيلي لظلم أكبر بعدما احتسب عليه ثلاثة تسللات غير صحيحة بالمرة كانت كفيلة بمضاعفة النتيجة وإلحاق هزيمة تاريخية بالأهلي قوامها نصف دستة أهداف ، والجميع بما فيهم الأهلوية أنفسهم أكدوا أن أداء الحكم لم يكن مؤثرا في النتيجة وأن الاهلي كان سوف يتعرض للهزيمة حتى لو قام جوزيه نفسه بقيادة المباراة تحكيميا نظرا لأخطائه هو شخصيا في التشكيل والتغيير ونظرا للمستوى المتدني الذي ظهر به لاعبي الأهلي في هذه المباراة وأيضا للمستوى الرائع الذي ظهر به لاعبي الإسماعيلي. وخرج علينا جمال الغندور في تصريحات تليفزيونية يؤكد فيها أنه إذا لم توقع عقوبة رادعة على جوزيه سيقدم استقالته بالفعل ، وقد توقعت أن العقوبة على جوزيه سوف تشمل إيقافه عن قيادة فريق الأهلي من الملعب أربع مباريات على الأقل إلا أن العقوبة جاءت طريفة وكوميدية بتوقيع غرامة 20 ألف جنيه فقط على النادي الأهلي رغم أن هذه الواقعة ليست الأولى للمدرب البرتغالي. فالمدرب البرتغالي قام من قبل بمهاجمة الحكم ياسر عبد الرؤوف واتهمه اتهاما مباشرا بالتحيز ضد الأهلي ، بالإضافة إلى موقفه السابق في العام الماضي بخلع "الجاكيت" الذي يرتديه وإلقائه على الأرض اعتراضا على التحكيم ، بخلاف الحركة المشينة التي قام بها في مباراة الأهلي مع أسيك الإيفواري في البطولة الأفريقية.
وإذا كان بعض مسئولي ومدربي الأندية يعترضون على بعض الحكام في مبارياتهم السابقة قبل ذلك ، فإن هذه تعد المرة الأولى التي يعترض فيها مدرب على لجنة الحكام بالكامل ويبدو أن اتحاد الكرة قد خشي من نفوذ الأهلي ونفوذ مدربه فلم يستطع توقيع عقوبة شخصية عليه بالإيقاف كما فعل من قبل على العديد من المدربين المصريين الغلابة ، ويبدو أن اتحاد الكرة والذي يدار بطريقة "البيزنس" أصبح يفضل توقيع الغرامات المالية بدلا من الإيقاف حتى يستفيد الاتحاد ويزيد دخله ، كما أن غرامة مبلغ تافه هو 20 ألف جنيه مصري لا يمثل أي قيمة للأهلي الذي تتعدى أرباحه 20 مليون جنيه سنويا ويشتري لاعبين بملايين الجنيهات ، وبالتأكيد فإن الاهلي هو الذي سيتحمل العقوبة وليس المدرب نفسه ، وحتى لو تحملها المدرب بنفسه فإن هذا المبلغ لا يمثل أي شيء لمدرب يتقاضى 40 ألف دولار شهريا. ما حدث مع مانويل جوزيه حدث أيضا مع جماهير الإسماعيلي ، وهي التي تعرضت للاعبي غزل المحلة بالسباب وإلقاء الزجاجات الفارغة فكان نصيبهم من العقوبة هو غرامة 10 ألاف جنيه فقط رغم أن العقوبة المناسبة والعادلة هي نقل مباراتين على الأقل خارج ملعبهم أو إقامتها بالإسماعيلية بدون جمهور حتى تكون العقوبة موجهة للجماهير التي ارتكبت الخطأ وليس لمجلس إدارة النادي. أما العقوبة الأغرب والاطرف فهي التي وقعت على نادي أسمنت السويس بتغريمه 2000 جنيه فقط رغم أن إداري الفريق تهجم على حكم مباراة الفريق مع حرس الحدود واعتدى عليه بالدفع والسب وسط مرأى ومسمع من الجميع وكان يجب إيقافه حتى نهاية الموسم. قائمة العقوبات التي قررتها لجنة المسابقات لم تشمل نادي الزمالك رغم قيام جماهيره بالسب الجماعي طوال مباراته أمام انبي ضد النادي الأهلي بألفاظ نابية ، كما قاموا أيضا بسب أحمد شوبير بألفاظ نابية ، وإذا كنا قد رفضنا الهجوم على رئيس لجنة الحكام فبكل تأكيد يجب أن نرفض عملية سب جماعي لرجل محترم هو نائب رئيس اتحاد الكرة وعضو في مجلس الشعب. وإذا كان بعضا من جماهير الزمالك غاضبين من شوبير ويتهموه بالتحيز للأهلي سواء من خلال منصبه في اتحاد الكرة أو من خلال برنامجه التليفزيوني الشهير فإن الرد عليه يجب ألا يكون بهذه الطريقة غير الأخلاقية بل يجب الرد عليه من خلال وسائل الإعلام المختلفة بالنقد الهادىء. للأسف الشديد القصور في تطبيق لوائح العقوبات داخل مصر يعرضنا لعقوبات وخيمة خلال مشاركات الأندية في البطولات العربية والأفريقية بعدما تعودت على "الدلع" داخل مصر ، وهو ما تعرض له الأه