على غير عادة الأبطال .. لم يأت فوز النادي الاهلي ببطولة الدوري لهذا الموسم عن طريق أقدام مهاجميه ، بل على العكس يعتبر خط الهجوم هو نقطة الضعف الوحيدة في الفريق ، ولكنه عوض ذلك الضعف بنجوم خط الوسط والدفاع. فبنظرة بسيطة لأهداف "الشياطين الحمر" بعد مباراة القمة سنجد أن الأهلي أحرز 49 هدفا ، ونظرياً هو يمتلك أقوى خط هجوم ، إلا أن أهداف هذا الخط الأقوى في الدوري لم تزد عن ثمانية أهداف فقط موزعة بين أربعة لعماد متعب هداف الموسم الماضي وثلاثة لأسامة حسني المصاب أغلب فترات الموسم وواحد فقط للأنجولي فلافيو رغم مشاركته الدائمة كأساسي. ودائماً ما ينسب الجميع انتصارات الأهلي إلى نجمي خط الوسط محمد أبو تريكة وبركات اللذين أحرزا ما يقرب من نصف أهداف القافلة الحمراء جعلت أبو تريكة يتصدر قائمة هدافي الدوري برصيد 15 هدفاً ، فيما أعاقت الإصابة التي تعرض لها بركات الضلع الآخر في انتصارات الأهلي منذ مارس الماضي استمراره في المنافسه على لقب الهداف وتوقف رصيده عند 8 أهداف. كما كان لخط الدفاع دور مؤثر في انتصارات الفريق ، فلم تهتز شباك الفريق الأحمر سوى أربع مرات في 23 مباراة أداها الفريق حتى الآن ، وهو عدد ضئيل جداً خاصة أن ثاني أقوى خط دفاع في البطولة هو إنبي واستقبلت شباكه 15 هدفاً. ولا يكتفي غالباً خط دفاع الأهلي بواجباته الدفاعية ، فهو يتمتع بمواهب تهديفية عالية ويكفي أن عماد النحاس قائد دفاع الفريق أحرز سبعة أهداف ، وهو يقترب مما أحرزه مهاجمو الفريق مجتمعون ، ويعد شادي محمد وإسلام الشاطر هما المدافعان الوحيدان اللذان يشاركان بشكل دائم ولم يسجلا للأهلي ، بينما سجل كل من محمد عبد الوهاب وأحمد السيد ووائل جمعة.
أبو تريكة ولا ينكر أحد دور حارس المرمى عصام الحضري الذي حافظ على نظافة شباكه في آخر 11 مباراة خاضها الفريق حتى مباراة المقاولون العرب ودوره في حسم المباريات لصالح فريقه بعد حالة الازدهار التي يعيشها منذ الموسم الماضي والتي تجلت مع ناديه ومع المنتخب الوطني في بطولة الأمم الأفريقية ويرجعها البعض إلى زيادة تخوفه من فقدان مركزه كحارس أساسي للفريق ، وكذلك الطريقة التي تم بها سحب شارة قيادة الفريق بعد مباراة اتحاد العاصمة في القاهرة. ورغم الانتقادات الدائمة الموجهة من الكثيرين في مصر باستثناء الأهلي وجماهيره للمدير الفني مانويل جوزيه ، إلا أنه من الطبيعي أن يكون له دور في إنجازات الفريق حتى وإن أشار المنتقدون إلى جاهزية الفريق وعدم فاعلية جوزيه في الأحيان التي يغيب فيها النجوم. وكالعادة حقق الأهلى هذا الموسم أرقاماً قياسية جديدة فالفريق لم يهزم في 54 مباراة في الدوري ، وهو بذلك يتفوق على الرقم السابق للزمالك 52 مباراة وأيضاً حقق رقماً أفريقياً بعدما لم يهزم في 20 مباراة متتالية خلال دوري أبطال أفريقيا حتى مباراة ريناسيمينتو في القاهرة. ويؤخذ على الفريق أنه لم يستفد من جهود اللاعبين الجدد الذين تعاقد معهم الأهلي مثلما حدث في الموسم الماضي عندما استنفرت النجوم الجدد "أبو تريكة ، بركات ، حسن مصطفى ، عماد النحاس" حينها قوة الفريق وعادوا للجزيرة بأول بطولة دوري بعد غياب أربعة مواسم وحصدوا بطولة دوري أبطال أفريقيا. ففشلت الكثير من الصفقات الجديدة وما زال البعض الآخر يحاول إثبات مهاراته رغم أن الموسم قارب على الانتهاء فعمرو فتحي الشهير بسماكة لم يقدم أي شيء حتى الآن رغم الضجة التي أثيرت حوله ، بينما أبعدت الإصابة الغاني أكوتي منساه أغلب فترات الموسم ، وتأخر محمد عبدالله في الحصول على فرصة المشاركة ، بينما ظل نادر السيد على دكة البدلاء حتى إشعار آخر.