انخفاض سعر الذهب اليوم وعيار 21 يسجل 3070 جنيهًا    المؤتمر الدولي للنشر العربي يناقش تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على البشرية    رؤساء شركات التوزيع يستعرضون خطط القضاء على سرقة التيار باجتماعات القابضة    الأعاصير تتسبب في مقتل أربعة أشخاص بولاية أوكلاهوما الأمريكية    اسقاط 5 طائرات جوية بدون طيار فوق البحر الأحمر    الجيش الجزائري: القضاء على إرهابي في عملية عسكرية غربي العاصمة    شبانة: الزمالك يحتاج للتتويج ببطولة تشعر لاعبيه بجماهيرية النادي وحجم الانتصارات    السعودية تصدر بيانا بشأن حادث مطار الملك خالد الدولي    الجيش الأمريكي "يشتبك" مع 5 مسيرات فوق البحر الأحمر    يعيش في قلق وضغط.. هل تُصدر المحكمة الجنائية مذكرة باعتقال نتنياهو؟    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 29 إبريل 2024 بالمصانع بعد التحديث الأخير    مواعيد مباريات اليوم لمجموعة الصعود ببطولة دوري المحترفين    أسماء.. الأوقاف تفتتح 19 مسجدًا الجمعة المقبل    ما المحظورات التي وضعتها "التعليم" لطلاب الثانوية خلال الامتحانات؟    تكلف 3 ملايين دولار.. تفاصيل حفل زفاف الملياردير الهندي في الأهرامات    مواعيد مباريات اي سي ميلان المتبقية في الدوري الإيطالي 2023-2024    ميدو: هذا المهاجم أكثر لاعب تعرض للظلم في الزمالك    صحف السعودية| مطار الملك خالد الدولي يعلن تعطل طائرة وخروجها عن مسارها.. وبن فرحان يترأس اجتماع اللجنة الوزارية العربية بشأن غزة    أمير هشام: تصرف مصطفى شلبي أمام دريمز الغاني ساذج وحركته سيئة    المندوه: كان يمكننا إضافة أكثر من 3 أهداف أمام دريمز.. ولماذا يتم انتقاد شيكابالا بإستمرار؟    بعد وفاة والدتها.. رانيا فريد شوقي فى زيارة للسيدة نفسية    مصرع شخص وإصابة 16 آخرين في حادث تصادم بالمنيا    علييف يبلغ بلينكن ببدء عملية ترسيم الحدود بين أذربيجان وأرمينيا    إصابة 13 شخصا بحالة اختناق بعد استنشاق غاز الكلور في قنا    عمره 3 أعوام.. أمن قنا ينجح في تحرير طفل خطفه جاره لطلب فدية    ختام فعاليات مبادرة «دوّي» بكفر الشيخ    خالد الغندور يوجه انتقادات حادة ل محمد عبد المنعم ومصطفى شلبي (فيديو)    سامي مغاوري يكشف سبب استمراره في الفن 50 عامًا    شاهد صور زواج مصطفى شعبان وهدى الناظر تثير السوشيال ميديا    شقيقة الفلسطيني باسم خندقجي ل«الوطن»: أخي تعرض للتعذيب بعد ترشحه لجائزة البوكر    سامي مغاوري عن صلاح السعدني: «فنان موسوعي واستفدت من أفكاره»    تموين الإسكندرية: توريد نحو 5427 طن قمح إلى الصوامع والشون    برلمانية: افتتاح مركز البيانات والحوسبة يؤكد اهتمام الدولة بمواكبة التقدم التكنولوجي    بعد عامين من انطلاقه.. برلماني: الحوار الوطني خلق حالة من التلاحم    بعد طرح برومو الحلقة القادمة.. صاحبة السعادة تتصدر ترند مواقع التواصل الاجتماعي    "السكر والكلى".. من هم المرضى الأكثر عرضة للإصابة بالجلطات؟    تحرك عاجل من الخطيب ضد السولية والشحات.. مدحت شلبي يكشف التفاصيل    فراس ياغى: ضغوط تمارس على الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية للوصول لهدنة في غزة    السفيه يواصل الهذيان :بلاش كليات تجارة وآداب وحقوق.. ومغردون : ترهات السيسي كلام مصاطب لا تصدر عن رئيس    فيديو.. سامي مغاوري: أنا اتظلمت.. وجلينا مأخدش حقه    من أرشيفنا | ذهبت لزيارة أمها دون إذنه.. فعاقبها بالطلاق    إخلاء سبيل سائق سيارة الزفاف المتسبب في مصرع عروسين ومصور ب قنا    فهم حساسية العين وخطوات الوقاية الفعّالة    العناية بصحة الرموش.. وصفات طبيعية ونصائح فعّالة لتعزيز النمو والحفاظ على جمالها    «حياة كريمة».. جامعة كفر الشيخ تكرم الفريق الطبي المشارك بالقوافل الطبية    ربان الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في مصر يحتفل بعيد الشعانين ورتبة الناهيرة    مصرع شاب في انقلاب سيارة نقل بالوادي الجديد    ضربة للمحتكرين.. ضبط 135 ألف عبوة سجائر مخبأة لرفع الأسعار    هل يؤثر تراجع الطلب على الأسماك في سعر الدواجن.. مسئول بالاتحاد العام للدواجن يجيب    الإفتاء توضح حكم تخصيص جزء من الزكاة لمساعدة الغارمين وخدمة المجتمع    دعاء في جوف الليل: اللهم جُد علينا بكرمك وأنعم علينا بغفرانك    3 حالات لا يجوز فيها الإرث شرعًا.. يوضحها أمين الفتوى    وزير الاتصالات: 170 خدمة رقمية على بوابة مصر الرقمية    البابا ثيودروس الثاني يحتفل بأحد الشعانين في الإسكندرية    الاستعداد للعريس السماوي أبرز احتفالات الرهبان    بالصور.. الوادي الجديد تستقبل 120 طالبًا وطالبة من كلية آداب جامعة حلوان    طريقة تحضير بودينج الشوكولاتة    محمد أبو هاشم: حجاج كثر يقعون في هذا الخطأ أثناء المناسك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انتقام السيد جوزيه.. (سيناريو صحفي)
نشر في في الجول يوم 08 - 09 - 2016

"أريد فقط تذكيره أننا كنا أصدقاء ل4 سنوات.. ما الذي حدث لجوزيه الذي كنت أعرفه؟!".. بيب جوارديولا في مؤتمر صحفي بتاريخ 26 أبريل 2011، وقبل يوم واحد من مباراة ذهاب قبل نهائي دوري الأبطال ضد ريال مدريد.
(1) آفان تتر
يكتب التاريخ الشاشة: يوليو 2012
شاشة صغيرة تعرض فيديو بتصوير بطئ، مكتوب عليه "نهائي أبطال الكؤوس 1997". النهائي الذي فاز به برشلونة على باريس سان جيرمان، وأثناء الاحتفالات يظهر اللاعب بيب جوارديولا يرتدي الرقم 4، يعانق لاعبين آخرين، قبل أن يلمح شخصاً من بعيد لا يظهر في الصورة، يتحرك ويشير ناحيته قبل أن يفتح يديه عن آخرها، يظهر الشخص الآخر.. جوزيه مورينيو.. مترجم ومساعد سير بوبي روبسون مدرب الفريق، يتعانقان بشدة، ويقفزان سوياً من على الأرض.
يُضاء نور الأستوديو بعد انتهاء الفيديو، السيد جوزيه مورينيو، أمام ميكروفون محطة "كادينا سير" الإسبانية والمذيع يتوجه بالسؤال إلى المدير الفني لنادي ريال مدريد عما إذا كان يتذكر تلك اللحظة؟ فيقول مبتسماً "نعم بالتأكيد، لازلت حتى أملك صورة لهذا العناق" "لقد كنا قريبين من بعضنا".
يسأله المُذيع "وماذا حدث بعد ذلك؟!"، مورينيو ينظر إلى الكاميرا.. ولا يرد.
(قطع)
---
(2)
مشهد 1
ليل/داخلي
فندق في لشبونة
يُكتب على الشاشة: لشبونة – أبريل 2008
يجلس ثلاثة رجال على طاولة، وبها كرسي رابع فارغ. الرجال الثلاثة (يُكتب على الشاشة أسماءهم وصفتهم مع حركة الحوار) هم: "تكسييكي بيجرستين – المدير الرياضي لنادي برشلونة".. "مارك انجلا – نائب رئيس نادي برشلونة" و"خورخي مينديز – مدير أعمال جوزيه مورينيو".
تكسيكي ينظر في ساعته، التي تشير للتاسعة إلا عدة دقائق، ينظر إلى انجلا، بينما يلاحظ مينديز تلك النظرات، فيقول بثقة أن "السيد جوزيه لا يتأخر أبداً عن موعده".
تكسيكي لا يبدو مستريحاً، ينظر بعيداً في أحيان كثيرة، بينما انجلا هو من يحاول فتح الحديث مع مينديز.
انجلا: هل السيد مورينيو يقضي وقتاً سعيداً في إجازته؟
مينديز: نعم بالتأكيد. هو لا يحب البعد كثيراً عن الكرة، ولكن في تلك الفترة على الأقل يشعر بالراحة لفكرة الأجازة الطويلة بعد مرحلة مضغوطة كتشيلسي، والآن.. يتطلّع للأفضل.
يبتسم انجلا بينما وجه تكسيكي يظل جامداً، وفي تلك اللحظة يأتي السيد مورينيو، في يده شنطة لابتوب "ماك-إير" صغيرة، يُسلم على الرجال الثلاثة ثم يجلس بثقة، ومباشرةً يبدأ في الحديث.
مورينيو: أنا سعيد بوجودكم هنا سيد بيجرستين وسيد انجلا، لقد كنت في هذا النادي لأربع سنوات رائعة في حياتي، وأنا سعيد للعودة له مرة أخرى.
تكسيكي (بجمود): القرار لم يتخذ بعد، نحن هنا للحديث معك من أجل ذلك.
مورينيو (مبتسماً بثقة): أنت هنا من أجل المدرب الأفضل في العالم، أؤكد لك ذلك.
يفتح مورينيو جهاز ال"ماك-بوك"، ويخرج من جيبه "USB" ويضعه في الجهاز، ويظهر عليه بعض الصور المرتبة من 1 إلى 7، يُدير الشاشة ناحيتهم ويبدأ في الحديث مع حركة الصور.
مورينيو: برشلونة على صورته الحالية يملك لاعبين رائعين، ولكنه يفتقد للقوة البدنية واللعب المباشر على المرمى.
مورينيو: ما أنوي فعله هو اللعب ب(4-3-3)، إنها الخطة التي لعبت بها دائماً، في الأمام لا يمكن اللعب بهنري وإيتو معاً، يجب أن يكون واحد فقط منهم، ميسي ورنالدينيو رائعين ولكن سأطور معهم كيفية تأدية المهام الدفاعية.
مورينيو وهو يشير إلى الصور: تحديداً ميسي، يجب أن يعرف أن الجناح دوره ليس فقط أن يهاجم أو يدخل لعمق الملعب أو حتى يحرز الأهداف ولكن يجب أن تكون مهامه بطول الخط، العمل البدني على ميسي يجب أن يكون ضخماً لأجعله الأفضل في العالم، بينما رونالدينيو يحتاج لتعامل نفسي سأكون قادراً عليه وسيعود ليصبح المايسترو.
يشرب كوباً من الماء، ويتابع نظرات تكسيكي المتأملة وانجلا المنبهرة، ثم يغير الصورة ويبدأ في الحديث ثانياً.
مورينيو: في المنتصف سنحتاج الكثير من العمل والصفقات، يايا توريه سيكون في حساباتي، إنه رائع جداً، قوي بدنياً، وقادر على الالتحام، وقدمه رائعة على المرمى، ولكن من بجانبه ومن أمامه؟ (ويسترق النظر إليهما قبل أن يُكمل) في الحقيقة شابي هنرنانديز وأندريس إنيستا ليسا الأنسب لهذا الدور، (يكاد "تكسيكي" يقاطعه ولكنه يكمل سريعاً) لا أقول فليذهبا خارج النادي ولكن لن يكونا الأفراد الأساسيين معي.
مورينيو: وسط الملعب في تلك الخطة يحتاج لالتحاماتٍ قوية.. لاعب قادر على تكسير هجمات الخصوم، في فرقي مثلاً: "كوستينا" في بورتو كان رائعاً و"ماكليلي" في تشيلسي كان جباراً، في برشلونة لا يوجد مثل هذا اللاعب، ولا أجد أفضل حالياً من "مايكل إيسين" للتعاقد معه.
مورينيو: إذاً لدينا مايكل إيسين وبجانبه يايا توريه، من اللاعب الثالث (ويغير للصورة الرابعة التي تشير لمهام هذا اللاعب بين الوسط والهجوم) ديكو كان رائعاً ولكنه أصبح أبطأ وأقل مهارة، لن يناسب خطتي، من الممكن أن أجرب ميسي ولكنه أفضل على الجناح، نحن بحاجة للاعب يكون قادراً على الهجوم والانطلاق كمهاجم ثاني.. أو التسديد من خارج المنطقة.. وفي نفس الوقت يرتد بسرعة للدفاع ويلتحم بدنياً بشكل قوي، وهناك لاعب واحد أراه مناسبلذلك.. وهو ليس غريباً أبداً عن هنا.. سيسك فابريجاس.
لا أحد يُعلق، يبدو أن الجميع يفكرون في كلام مورينيو، الذي أكمل بحماس: تخيل معي ثلاثي وسط كهذا وهجوم كهذا؟ لا يوجد ما يمنع، إيسين كذلك علاقته جيدة معي ولن ندفع أكثر من 20 مليوناً، فابريجاس قد يكون صعباً ولكني أعلم أن رغبته الشخصية هي العودة هنا وفي النهاية يمكن الضغط عليهم لأنهم بحاجة للأموال، كذلك لدي عدة أسماء مقترحة للدفاع والأظهرة، وبهذا قد لا نصرف أكثر من 100 مليون يورو ولكن نصنع فريقاً يكون الأفضل لسنوات.
يُغلق مورينيو أخيراً جهاز ال"ماك-إير"، ويعطي "الفلاشة" إلى تكسيكي، يقول له مبتسماً إنها هدية منه، يأخذها المدير الرياضي، قبل أن يتحدث انجلا.
انجلا: لديك أفكاراً رائعة سيد مورينيو، إذا استطعت فعلاً أن تكون هذا الفريق سيكون لدينا الأفضل في العالم.
يشكره مورينيو ولكن نظره يكون مُعلقاً بتكسيكي الذي يتحدث أخيراً.
تكسيكي: لا شك أنها رؤية مثيرة للاهتمام، قد نتحدث عن شابي وإنيستا لأنهما من أبناء الفريق ولن يكون مقبولاً معاملتهم بشكل غير مناسب، ولكن سأنقل للجميع ما قلته ورؤيتك للفريق.
أنا فقط أريد سؤالك سيد مورينيو عن شيء آخر، إذا كنت قد قضيت في برشلونة –حسب كلامك- 4 من أفضل سنوات حياتك.. فلماذا هاجمت الفريق وفرانك ريكارد وقتما كنت في تشيلسي؟
مورينيو (يُجيب دون تفكير): لأن تلك هي كرة القدم.
تكسيكي: ماذا تقصد؟
مورينيو: هل تظن أن المباراة فقط 90 دقيقة؟ تبدأ وتنتهي بصافرة حكم؟ هذا ليس حقيقيا، كرة القدم أشبة بالحرب.. والملعب هو فقط المعركة، ولكن قبلها وبعدها هناك ألاعيب نفسية وطريقة تعامل ترفع من معنويات لاعبيك وتحطم من الفريق الآخر، لذلك فكرة القدم التي أعرفها تبدأ بالمؤتمر الصحفي وتنتهي بالمؤتمر الصحفي، وحينما هاجمت برسا كان ذلك فقط لأنني المدير الفني لتشيلسي وأرغب في الفوز بالمباراة، ولكن في قلبي؟ أدين لهذا النادي بالكثير جداً.
تكسيكي: سنحتاج للحديث بشأن ذلك أيضاً، تعرف أن لدينا قواعد صارمة في النادي، لأن برشلونة ليس مجرد فريق.. هو وَطَن.
(لا يبدو على وجه مورينيو الراحة.. يبدو لوهلة كأنه يشعر بالضجر ولكن تكسيكي يُكمل)
تكسيكي: نحن الآن وضعنا عدة خيارات فيما يخص بحثنا عن المدير الفني الأنسب، وتحدثنا لجس نبضهم بالفعل، كان هناك أرسين فينجر
(يضحك مورينيو بسخرية غير متأدبة مما يلفت انتباه تكسيكي ولا يفوّته).
تكسيكي يتابع: السيد فينجر مدرب كبير، ونحن نحترم جداً الكرة التي يقدمها والثورة التي صنعها في إنجلترا كلها (ثم وهو يرمقه بنظرة) لقد كان مرجحاً عنك (ومورينيو يبتلع غضبه في تلك اللحظة) ولكنه للأسف قام بشروط إعجازية من قبيل عقد طويل الأمد ل8 سنوات وأشياء من هذا القبيل، خلاف ذلك كان هناك فالفيرادي مدرب إسبانيول وبيلليجريني مدرب فياريال ولكن نسبة قبولهما محدودة داخل النادي، خاصة مع الأوضاع غير الجيدة التي نمر بها هذا الموسم، وفي النهاية تبقى اسمين فقط مرشحين بقوة.
انتبه "مورينيو" ليعرف اسم المدرب الآخر الذي ينافسه على شيء بوزن تدريب برشلونة.
تكسيكي: أنت.. وجوارديولا
مورينيو (بعدم فهم) : جوارديولا من؟
تكسيكي: جوارديولا.. بيب جوارديولا.. قائد الفريق السابق
مورينيو (تستمر على ملامحه عدم الفهم وينظر ليمينه وشماله ثم يقول لخورخي مينديز): هل أصبت بغيبوبة أو شيء من هذا القبيل؟
مينديز: لا أنت بخير.
مورينيو: ألسنا في عام 2008؟
مينديز: نعم
مورينيو (ناظراً لتكسيكي وانجلا): إذا كنت لم أصب بغيبوبة ونحن لازلنا في 2008 فكيف من المفترض أن يكون جوارديولا مرشحاً لتدريب برشلونة؟! هل درَّب فريقاً في الدرجة الأولى من قبل؟
انجلا (يتدخل أخيراً لتهدئة الحديث الذي بدأ يحتد): بيب يقوم بعمل رائع في الفريق الثاني "بارسا ب" ولذلك...
مورينيو (بحدة): الفريق الثاني هو الفريق الثاني! الأمر أشبه بأن تحضر ناشئاً في العاشرة من عمره وتضعه في كأس العالم!
تكسيكي (متدخلاً وبشكل قاطع): بعيداً عن رأيك سيد مورينيو ولكن هذا هو الوضع، لدينا انقسام في الإدارة وجئت للحديث معك بسبب ذلك، وسأنقل لهم كل ما حدث.
وقام تكسيكي وتبعه انجلا، بينما مورينيو حاول في النهاية أن يداري غضبه وغروره المجروح بفعل وضعه في خيار مع مدرب لم يدرب في دوري ممتاز من الأصل، فقام وسلم عليهما وقال إنه "سعد بمقابلتهما اليوم، وسينتظر أن يراهم قريباً في كاتالونيا".
مورينيو يتابعهم وهم يمشون، وينظر لمنديز ويقول بتعجب وهزة رأس آسفة: "بيب؟!" "كيف يفكر هؤلاء الناس؟!"
(قطع)
---
مشهد 2
ليل/داخلي
منزل مورينيو
على الشاشة: مايو 2008
مورينيو يجلس في منزله، طاولة العشاء مع العائلة، ماتيلدا والأولاد، يبدو في مزاجِ رائق، قبل أن يرن هاتفه برقم خورخي منديز.
مورينيو: كان يجب أن تنضم لنا الليلة خورخي
خورخي: أهلاً جوزيه
مورينيو: ماذا في صوتك؟
خورخي: لا شيء.. أردت فقط أن أخبرك قبل أن تعرف من التلفزيون أو الإنترنت
مورينيو (بقلق): تخبرني بماذا؟
خورخي: لقد أعلن خوان لابورتا عن اسم المدرب.
مورينيو: و...؟
خورخي: لقد اختاروا ذلك الطفل المدلل.
يأخذ مورينيو التليفون بعيداً إلى غرفته، ليرد بكل ما يملك من طاقة هدوء.
مورينيو: خورخي، لازلت لا أفهمك قليلاً، أريدك أن تخبرني.. وبكلماتٍ واضحة تماماً.. عما حدث.
خورخي: حسناً جوزيه، لابورتا خرج الآن في مؤتمر صحفي، وجه الشكر لفرانك ريكارد، وأعلن أن المدرب الجديد للفريق هو جوارديولا.
مورينيو:....
خورخي: جوزيه؟!
مورينيو: أنا فقط أريد أن أستوعب، كان لديهم جوزيه مورينيو الفائز بدوري الأبطال رفقة بورتو والذي صنع فريقاً بطلاً في إنجلترا من لا شيء، واختاروا مدرب الفريق "ب" لأنه فاز بعدة مباريات في دوري الدرجة الثانية؟!
خورخي: بأقل الكلمات وأكثرها وضوحاً.. نعم مورينيو.. هذا ما أخبرك به.
مورينيو (يهز رأسه ويخرج نفسه من فمه ببطء): حسناً خورخي.. شكراً لأنك أخبرتني.
يغلق مورينيو معه الخط، ويطلب رقم خوان لابورتا.
مورينيو: أوووه، أنا فقط أردت أن أهنئكم.
لابورتا: حسناً.. شكراً.
مورينيو: أردت أن أهنئكم بشدة، فقد ارتكبتم لتوكم خطأ فادحاً، قد يكون أكبر خطأ في تاريخ النادي
لابورتا: سيد مورينيو أريد أن تعرف أننا نحترمك كثيراً، والأصوات كانت متساوية تقريباً بينك وبين بيب، ولكن في النهاية يوان كرويف حسم الأمر.
مورينيو: كرويف؟ ذلك الذي خسر 4-0 في نهائي الأبطال؟! أهذا هو؟
لابورتا (بحدة وبلهجة تغيرت تماماً): نعم، هو، كرويف الذي صنع نهضة هذا النادي في العصر الحديث، هو من قال لنا إن "جوارديولا هو الأنسب لهذا النادي"، وأنه سيقامر عليه بكل ما يملك.
أغلق مورينيو الهاتف، ووقف بملامح جامدة يرى انعكاسها على زجاج الشباك وقلبه ممتلئ بالغضب: تخيل أنه يُكسر الهاتف الآن.. يُكسر التلفاز.. يكسر الغرفة من حوله، وملامحه على زجاج الشباك جامدة، تخيل نفسه وهو يُمسك بجوارديولا وكرويف ويضربهما بعنف، وملامحه على زجاج الشباك جامدة، ثم تخيل نفسه ينتصر.. أنه يدرب فريقاً آخر وينتصر على برشلونة في كامب نو.
يقف في منتصف الملعب والجمهور كله يصفق له.. وأنه ينظر ناحية "جوارديولا وكرويف ولابورتا" نظرة "من السيد الآن؟"، وأعجبته تلك الصورة كثيراً، لدرجة أن عينيه على زجاج الشباك أصبحت لامعة.
أمسك بالتليفون، واتصل بخورخي منديز مرة أخرى، وقال له رسالة قصيرة للغاية: "اتصل بماسيمو موراتي، قل له إننا موافقون على عرض إنتر، ويمكن أن نذهب لإيطاليا خلال الأسبوع القادم".
(قطع)
---
(3)
مر مورينيو بالعديد من لحظات الهزيمة، ولكن على الأغلب لم يمس أي منها غروره بالقدر الذي حدث في تلك الليلة التي عرف فيها أن إدارة برشلونة فضلت مدربا شابا لا على الرجل الذي –ولفرط الغرور والقيمة- وصف نفسه ب"الاستثنائي" فأصبح الناس ينادوه ب"الاستثنائي"!
كان صاحب "معجزة بورتو" في 2004، والذي عاد بعدها بعامٍ واحد ليقود تشيلسي لفوز بالدوري الإنجليزي ب"أكبر عدد من النقاط في تاريخه" وبهزيمة واحدة أمام مانشستر سيتي منعته من أن يحقق "لقباً ذهبياً دون خسارة" كعدوه اللندني الذي فعلها قبل عام.
كان استثنائياً بالفعل.. لا مراوغة في ذلك.
ولهذا السبب كان واثقاً بشدة أن برشلونة سيعود إليه من جديد، وانتظر أن يشاهد الجماهير وهي تجري وراء "جوارديولا وكرويف ولابورتا" في الشوارع، ولكن ما حدث أنه اضطر في ذلك الموسم أن يجلس ويشاهد "خصمه الشاب" والرجل الذي اختاروه عوضاً عنه وهو يحقق "أعظم موسم في تاريخ الأندية على الإطلاق".
والأهم أن جوارديولا كان (يخلق) كرة قدم لم يشاهد الناس مثلها منذ أياكس/فان جال في التسعينيات، شاهد مورينيو أفكاره مَقلوبة، كأنها انعكاس مُضاد في المرآة، وبدلاً من الاستغناء عن شابي وإنيستا أصبحا حجر الأساس في "برشلونة الجديد"، مئات التمريرات وتدوير الكرة عوضاً عن اللعب المباشر، الجميع يهاجم والجميع يحرز أهدافاً، فيكتور فالديز الوحيد من التشكيل الأساسي الذي لم يسجل في هذا الموسم، تشافي وحده سجل 10 أهدافاً!
الثلاثي الأمامي (وهنري فيه على الجناح وليس القلب) يحرز 100 هدفا، كان يشعر في أحيانٍ كثيرة أن جوارديولا يظهر له من شاشة التلفاز ويخرج لسانه، وفي النهاية؟ 6 بطولات.. والرجل الذي انتظر أن يجري الناس وراءه في الشوارع.. كان يلمس السماء بعد أن رفعوه على الأعناق عقب السداسية.
زاد من وطأة كل هذا أن الموسم الأول لمورينيو في إيطاليا كان متوسطاً! فاز بالدوري الذي اعتاد أن يفوز به سلفه مانشيني أمام خصوم مترنحين، أصبح الثاني في مجموعته (الضعيفة) بدوري الأبطال وراء "باناثانايكوس" اليوناني، وتوارى ظله تماماً بعد أن خرج في دور ال16 من مانشستر يونايتد.
أصبحت الأمور تزداد شخصية، لن يحتاج فقط لهزيمة جوارديولا، ولكنه سيحتاج للحظة كبرى لا تنسى، سيحتاج ليس فقط لهزيمته.. ولكن هزيمة منطقه الكروي والتيكي تاكا التي جلبها من الجحيم، سيحتاج لهزيمة كتالونيا كلها.
وكرد فعل على ما يحدث في إسبانيا بدأ ثورته في ميلان.. استغنى عن 29 لاعباً! من ضمنهم كبار الفريق مثل فيجو وكريسبو وكروزوأدريانو، ولكن الخسارة الأهم كان اسمها زلاتان إبراهيموفيتش.. مهاجمه الأول ولاعبه المفضل الذي اختار الذهاب لبرشلونة كي يحقق حلمه.
شيئاً جديداً يأخذه منه جوارديولا، فزاد من أسباب الانتقام سبباً، ولم يجد بكل ما في قلبه من غضب في تلك اللحظة إلا أن يخبر زلاتان أنني "أعلم بأنك ذاهب إلى هناك من أجل الفوز بدوري الأبطال، ولكن أريد أن أخبرك شيئاً.. نحن من سنفوز به!".
كانت نكتة رجل مهزوم حين قِيلت.. من كان يصدق أن ذلك سيحدث فعلاً؟ ولكنه كان لازال استثنائياً.
صنع "خلطته المفضلة"، أحضر ميليتو ولوشيو وتياجو موتا وويسلي شنايدر، طور من أداء كامبياسو وستناكوفيتش، صنع من مايكون أفضل ظهير أيمن في العالم، ثم ضربته المفضلة: صامويل إيتو.. الذي أخبره في المرة الأولى التي رآه فيها بأنني "أعلم بأنك تشعر بالغضب والإهانة من الطريقة التي رحلت بها، لا أستطيع الكذب فهم لم يحترموا تاريخك كفاية بالفعل، ولكننا سنعرفهم أنهم كانوا مُخطئين".
خلال البقية الباقية من هذا الموسم صنع مورينيو تاريخاً، لم يفز بدوري الأبطال في "مدريد" بعد هزيمة بايرين ميونيخ 2-0، ولكنه فاز بها قبلها بأسابيع في "كامب نو"، وحين جرى إلى منتصف الملعب وهو يرفع رقم "واحد"، كان يحقق انتقامه الخاص.. رد الصفعة التي تلقاها في لشبونة قبل عامين ونصف.. ويصنع اللحظة كما تخيلها.. في منتصف "كامب نو" وهو يهزم جوارديولا وكرويف والجمهور وكتالونيا كلها.
قطع
--
(3)
مشهد 3
ليل/خارجي
ملعب كامب نو
يكتب التاريخ: 28 أبريل 2010
بيب جوارديولا يقف على الخط، ينظر ناحية مورينيو الذي انطلق إلى منتصف الملعب وهو يرفع رقم "واحد"، رشفة واحدة من الماء كعادته حين يتوتر، ثم نظر ناحية مساعده تيتو فيلانوفا وسأله بعينٍ هائمة وصوت منخفض حزين وهو يشير نحو صديقه القديم: "لماذا يفعل ذلك؟!"
(قطع)
---
مشهد 4
ليل/خارجي
ملعب كامب نو
يكتب التاريخ: 29 نوفمبر 2010
على يافطة الملعب مكتوب "برشلونة 5-0 ريال مدريد" والدقيقة 91:54
فريق برشلونة كله، ال11 لاعباً، والدكة، والإداريين، يلتفون ملتصقين في دائرة وكتلة واحدة من الأنفاس والبشر، يحتفلون، قبل أن يخرج اللاعب جيرارد بيكيه من بينهم وهو يشير بعلامة "5" فترفعها الجماهير كلها.. كل جماهير "كامب نو" ترفع أياديها وتشير "5".
مورينيو كان يجلس على الدكة، لم يتحرك، كأنه يخشى أن يقوم بأي فعل يجعل أحد ينتبه إليه، حتى أنه كان يشعر أن الكوفية الرمادية التي يلفها حول رقبته تزداد ضيقاً وتكاد تخنفه ولكنه لم يمد يده ليفكها قليلاً.
تابع بعدها أطول دقيقة في حياته، ثم شاهد أطياف لما يحدث: راموس يدخل بعنف وقسوة في قدم ميسي، يُطرد ويلكم قائده في المنتخب كارليس بويول في صدره وقائده الآخر شابي بلكمه في وجهه، حتى القائد الأول للمنتخب إيكير كاسياس كان يزعق في جيراد بيكيه ويخبطه في صدره، كان جنوناً في أرضِ الملعب بينما مورينيو لازال مشغولاً بتلك الكوفية التي تضيق على رقبته معدقائق المباراة.
صافرة الحكم أفاقته، قام وبالكاد يذكر ما حدث، توجه إلى غرفة الملابس، رأى أمامه جوارديولا مبتسماً، هل يسخر مني؟! الآن اكتمل الكابوس.. مد يديه بأطراف أصابعه.. ثم جرى للداخل.. وكان أول ما فعله أن خلع الكوفية الرمادية بسرعة وشهق بقوة.
(قطع)
---
(4)
عاش مورينيوأسعد 5 أشهر في حياته بين نهائي مدريد مع إنتر ميلان وليلة 29 نوفمبر في كتالونيا مع الريال.
حين جاء إلى مدريد كان يُدرك أن كل شيء يمكن فعله مع إنتر قد حدث، ولن يكون هناك أفضل، بينما ريال هو النادي الأكبر، كل شيء سيكون مُتاحاً، حتى لبن العصفور إن أراد، والأهم أنه سيكون في موقع مُناسب لإلحاق هزائم متتالية في معاركه ضد "كتالونيا/جوارديولا/كرويف"، هزائم تصنع في النهاية انتصاره الكبير في حرب.
جاء إلى العاصمة كال"ملك"، أشهر كالحلم، الجميع يثق به، والبداية كانت "استثنائية"، المركز الأول بعد 12 جولة، فاز ب10 وتعادل في مبارتين فقط خارج الديار، كان الفريق مُرعباً، وحين ذهب إلى كامب نو في المباراة ال13 كان يتطلع للحظة أخرى يكون فيها في منتصف الملعب ويكون هو "السيد".
كان واثقاً، حتى أنه امتلك من الجرأة أن يدلي بلقاء صحفي قبل المباراة بأيام يقول فيه "خمس نصائح للفوز على برسا جوارديولا"، مشيراً إلى أن الأمر يعد سهلاً.
في "مدريد".. كان الجميع مُوقناً من الفوز.. هل سينسى أحداً مدى خيبة الأمل؟
وليلة ال5-0 غيَّرت شيئاً في قَلب مورينيو.
أطلقت شيئاً متوحشاً وعنيفاً وغاضباً، وجعلته كذلك أكثر حذراً وخوفاً وبرجماتية، كانت كسرة لا تُنسى، وإعادة بطيئة وعلى مرأى ومسمع من المليارات حول العالم لليلة لشبونة قبل ثلاث سنوات.جوارديولا كسر أنفه، حتى أنه خرج في المؤتمر الصحفي ليقول إنه "يشكر السنيور كرويف لأنه آمن بكل هذا" "لقد فعلنا كل شيء على طريقتنا ومثلما نؤمن"، شعر مورينيو بأنه يخرج له لسانه مرة أخرى.
ومن حينها، كل لحظة تالية أصبحت حرباً.
---
(5)
مشهد 5
ليل/داخلي
غرفة داخلية في قاعة المؤتمرات الصحفية
(سانتياجو بيرنابيو)
يُكتب التاريخ على الشاشة: 26 أبريل 2010– المؤتمر الصحفي لقبل نهائي دوري الأبطال
يقف جوارديولا، وحوله ماسكيرانو وشابي وعدد من قادة برشلونة، ومعهم إداريي الفريق، ينظرون بدهشة إلى الشاشة التي تنقل المؤتمر الصحفي لمورينيو في الغرفة الأخرى.
كان مورينيو يقول:"هناك مجموعة لم أرها في حياتي من المدربين اسمها "بيب"، إنها مجموعة تنتقد الحكام حين يفعلون الصواب".
مورينيو يضيف"والآن حين أنظر إلى كلمات بيب وأحاول فهمها، أدرك أنه اعتاد على ذلك، لقد عايش فضيحة ستامفورد بريدج عام 2009 ولعب أمام إنتر ب10 لاعبين لثلاثة أرباع المباراة، انتصاراته حققت بتلك الطريقة، ولذلك فإذا أصاب الحكام فإننا جميعاً نكون سعداء، باستثناء جوارديولا".
كان جوارديولا ينظر، ويضع يده على فمه، ملامحه غاضبة للغاية ولكنه لا يتحدث، اقترب منه تيتو فيلانوفا وحاول أن يضع يده على كتفه فابتعد جوارديولا كأنه مُسّ بكهرباء.
فيلانوفا قال:"يجب أن نتعامل مع الموقف بهدوء، أقترح ألا ترد عليه، وأن يخرج معك ماسكيرانو ليتحدث".جوارديولا لم يرد على ذلك، أشار بإصبعه إلى الشاشة وقال:"هل دعاني بيب؟ هل قال بيب فقط؟".
شابي اقترب منه وقال له أن يهدأ، فكرر السؤال وهو يضغط على أسنانه "هل دعاني بيب؟".. وشعر شابي بالقلق وقال :"نعم".
فسأل جوارديولا:"وهل كان يقصد أن كل بطولاتنا نحققها بالحكام؟ أننا فزنا بالسداسية بالحكام؟ أننا انتصرنا عليهم 5-0 بالحكام؟".
تدخل فيلانوفا من جديد.. وقال:"بيب، تبدو متعباً وعصبياً جداً، الأفضل ألا تخرج للمؤتمر".
ولكن جوارديولا غيَّر ملامحه في ثانية، ابتسم وجعلها أهدأ، وقال:"بالعكس، أنا بخير، أريد أن أخرج للمؤتمر وحدي".
وخرج من الغرفة دون أن يكمل الحديث مع أحد، والجميع كان قلقاً.
(قطع)
---
مشهد 6
ليل/داخلي
قاعة المؤتمرات الصحفية الخاصة في سانتياجو بيرناباو
يجلس جوارديولا في مكانه، فلاشات الكاميرا توجه ناحيته، متوتر بشكل واضح، ويخبط بأطراف أصابعه على الطاولة، يكون صامتاً لثلاثين ثانية وهو ينظر بعينٍ مُشتتة إلى الصحفيين وإلى عضو الويفا الجالس بجانبه ويقدم المؤتمر، قبل أن يبلع ريقه ويبدأ في الحديث:
جوارديولا يبدأ المؤتمر"السنيور مورينيو ناداني بيب، حسناً، سأناديه أنا أيضاً جوزيه، أهلا جوزيه".
جوارديولا: "أريد أن أعرف أي كاميرا هي الخاصة به" (وينظر ناحية الكاميرات المختلفة) "حسناً، يبدو أن كلها هنا له، كل شيء هنا ملكه ويعرفه".
جوارديولا"لكن ما يهمني أن غداً، في الساعة 8:45 سنلعب مباراة كرة قدم في الملعب، خارج الملعب اعتاد هو الفوز، كان يفوز طوال السنة، هذا الموسم وفي المواسم اللاحقة، يمكنه الفوز ب"دوري أبطال المؤتمرات الصحفية"، جميل.. يمكنه الفوز بذلك، فهو الرئيس بهذه الغرفة، ولا أستطيع منافسته، ولو أراد برشلونة إيجاد شخص ينافسه فعليه البحث عن مدرب آخر لأنني لن أستطيع فعل ذلك".
جوارديولا "ما أعرفه فقط أن لدينا مباراة غداً، قد نفوز وقد نخسر، ولكنا سننال احترام العالم وسنكون فخورين بأنفسنا لأننا أتينا إلى هنا لنلعب كرة القدم بأفضل شكل ممكن".
يَصمت جوارديولا قليلاً، كأنه يأخذ نفسه بعد أن قال كل شيء دفعة واحدة، ربماجاء على باله لحظة العناق عام 1997 أو جلسات التسكُّع والحديث قبل و بعد التدريبات لمدة 4 سنوات، لا يعرف أحد ما جاء على باله ولكنه بدأ يتحدث بطريقة مُختلفة، أكثر هدوء وأقل تحدياً.
جوارديولا"أنا فقط أريد أن أعرف، ماذا حدث لجوزيه الذي كنت أعرفه؟" لقد عرفنا بعضنا لأربع سنوات، هو يعرفني، وأنا أعرفه، إذا كانت صحافة مدريد وكلمات فلورنتينو بيريز أهم عنده من علاقتنا فهذا يعود إليه، لا شيء يمكن أن أفعله، الأمر فقط يترك مرارة قوية في الحلق حين يفعل شخص كان قريباً منك ما يفعله هو الآن، وإذا كان الأمر كذلك فدعونا نقول أنها كانت أربعة سنوات من زمالة العمل وليس الصداقة".
أكمل جوارديولا حديثه عن المباراة، كان أكثر ثقة، وأكثر هدوءاً، كأنه أخرج جبلاً من قلبه، يبتسم للصحافة وللعدسات وينهي المؤتمر ويخرج بخطواتٍ خفيفة.
(قطع)
---
(6)
مورينيو خسر في ذلك اليوم داخل "غرفة المؤتمرات اللعينة"، كلمات جوارديولا بجانبيها الرياضي والشخصي كانت مؤثرة في الجميع، ولكن السؤال الذي لم يطرحه أحد أصلاً ويمكن التفكير فيه من باب الجوانب المختلفة والمعقدة للحكايات والبشر: هل كانت كلمات جوارديولا المؤثرة شيء يخرج من قلبه فعلاً؟ أم أنها "طريقة أخرى للفوز" وتكتيك آخر في المؤتمرات الصحفية يختلف عن ذلك الذي يعتمده مورينيو؟!
موريينو بعدها بيوم خسر المباراة 2-0، مما جعل الأمور أسوأ، وأصبح الاختيار عند الصحافة أسهل: هناك "رجل طيب" هو جوارديولا و"شرير" هو مورينيو.
الطيب يظل طيباً على طول الخط، والشرير مخطئ وسيء وقاسٍ على طول الخط.
من المُلفت مثلاً كيف أن الذاكرة الجمعية قد استقرت على أن تكون مباراة إنتر ميلان في "كامب نو" التي لعبها مورينيو بشكل دفاعي صارم جداً، ولأنه يلعب ضد أقوى فريق في العالم ب10 لاعبين، تلك المباراة أصبحت الذكرى عن موسم إنتر التاريخي، في حين أن مباراة ال3-1 في "سان سيرو" قبلها بثمانية أيام فقط، والتي قدم فيها مورينيو عرضاً مُدهشاً، قد نُسيت تماماً!
حتى حينما تُذكر يتم ذلك على استحياء، ويُربط "ببركان إيطاليا" و"الفريق الإسباني الذي أتى براً وكان مرهقاً"، كأن برشلونة لا يمكن أن يسقط في مباراة أو ينتصر مورينيو على جوارديولا دون أسباب كونية!
وبالمثل، يتم تجاوز الموسم الثاني القوي جداً الذي قدمه "مدريد"، وفاز بالدوري بفارق 9 نقاط كاملة عن برشلونة، ولأنه موسم جوارديولا الأخير ففي النهاية "كان متفوقاً عليه"، بل يمكن القول أنه حصل على الدوري في "كامب نو" بعد الفوز 1-2، وكان قريباً من دوري الأبطال لولا 3 ضربات جزاء كوميدية ضائعة، في أقوى نسخة للفريق خلال العشر سنوات الأخيرة، والنسخة الوحيدة التي تشعر بكونها نداً حقيقياً لطوفان برشلونة.
كل هذا يتم نسيانه كأنه ليس موجوداً، أو المرور عليه بشكل عابر من أجل صورة أسهل عن "الرجل الطيب" في مقابل "الرجل الشرير".
ما لم يلحظه أحد، أو يضعه في سياقٍ مختلف عن سطحية "رجل طيب/رجل شرير"، أن تلك المنافسة والحدة في المشاعر ورغم أنها طوّرت في مورينيو ومنحته وقوداً –في موسمه الثاني تحديداً- ليخرج أفضل ما فريقه، إلا أنها أحرقت الكثير من روحه وأظهرته كأنما قد فُتت تماماً، كأنه فاوست جديد، باع قلبه للشيطان، من أجل لحظة انتصار، دون أن يدري ما سيخسره بعد ذلك.
أحد أكثر الجوانب مثلاً التي ميّزت مورينيو وخلقت كاريزمته طوال سنواته التدريبية (حتى 2011) كانت حالة العشق والثقة والاحترام بينه وبين لاعبيه، صورته وهو يبكي مع ماتيراتزي أثناء مغادرته إنتر ميلان كانت أيقونية أكثر من لحظة كأس الأبطال ذاتها، زلاتان إبراهيموفيتش يقول إن مورينيو هو الرجل الذي قد يموت من أجله، فرانك لامبارد وجون تيري يصرحان مراراً أنه كان المدرب الأقرب والرجل الذي يفعلان أي شيء كي ينتصرا معه، كان خليطاً عظيماً وجذاباً للغاية.
قصة كفاح (المترجم الذي صار أعظم مدرب في العالم) ونجاح مدهش (الفائز بمعجزتي دوري أبطال رفقة بورتو وإنتر ميلان) وعلاقات جيدة بلاعبيه وفريقه (لأنه أيضاً يمكن أن يموت من أجلهم) مما يوازن طاقة العداء التي يخلقها مع العالم الخارجي.
شيء كهذا فُقد تماماً منذ 2011، ويبدو أكبر مؤشر على التغيُّر الذي أصابه والجانب الذي تآكل في روحه، أصبح فريق مورينيو يمر بمشاكل داخلية ضخمة، مشكلته مع أوزيل، راموس يرتدي قميص الألماني تحت قميصه، انقسام غرفة الملابس بسبب صراعه مع كاسياس، وحديثه عن "وجود خائن بالفريق"، التوتر والضغط والطاقة التي لم يمحها حتى الفوز بالدوري في الموسم الثاني،هناك شيء قد استحال سواداً.
حتى رحيل جوارديولا لم يمح ذلك لأن الأمور خرجت داخله عن السيطرة، وكانت اللحظة الفارقة فعلاً، اللحظة التي لم يعد فيها مورينيو هو مورينيو حين خرج إلى الإعلام في 2013 ليهزأ بلاعبه بيبي الذي اعترض قبلاً على بعض المشاكل في الفريق ودافع عن كاسياس، فحول "المدرب" لاعبه لنكتة إعلامية وقال إن "مشكلة بيبي تدعى فاران" "من الصعب على لاعب في ال31 أن يتقبل وجود شاب في ال19 من عمره يلعب أساسياً ويؤدي بشكل رائع" "من هنا تغيرت حياة بيبي".
من هنا، أكثر من أي لحظة أخرى، بدا أن حياة مورينيو قد تغيرت، لم يعد للاعبيه "من يمكن أن تموت لأجله"، وطوال النزاع والحرب وضغط الرغبة الملحة في الانتقام انتزع جانباً عزيزاً منه، وبالمثل.. قلت جاذبيته كمدرب، أصبح يقوم بأفعالٍ طفولية كوضع إصبعه في عين تيتو فيلانوفا،حتى نجاحاته نفسها لم تعد بذات البريق، فهو لم يفز بشيءٍ مع مدريد في الموسم الثالث، وحين عاد لتشيلسي لم يصنع شيئاً للتاريخ.. فاز ب"دوري" عادي ضد خصوم مترنحين وخرج في موسمين من دوري الأبطال (أحدهما من دور ال16 ضد فريق ب10 لاعبين)، ساءت علاقته بلاعبيه، ولم تعد كرة القدم التي يقدمها لها شخصية.
ليست نسخ بورتو وتشيلسي القديم وإنتر ميلان.. كانت نسخة مملة تجعل الفريق مقترناً باللعب الميت والفوز 1-0 حتى لو أمام خصم أضعف كثيراً، وبشكل يضر شعبيته، اعترض لاعبوه عليه، أبدى هازارد علناً ضيقه من الخطة الدفاعية التي يلعب بها، فرد مورينيو بمهاجمته أمام الإعلام مرة أخرى وبشكل عنيف، وصولاً لتتابع منطقي يخص ما حدث في أواخر 2015 بموسمه الثالث مع تشيلسي، كان يحرق المعبد قبل مغادرته وكل التفاصيل صارت كابوسية لدرجة أن لاعبي مورينيو الذين كانوا يوماً يمكن أن يموتوا من أجله وُجهت إليهم تهمة "المؤامرة" من أجل طرده بعيداً!
هناك شيء فقده في رحلة انتقامه منذ 2008، وازداد بجنون وهوس بعد خسارة ال5 في نهاية 2010، وهو لم يَنْسَ جوارديولا أبداً، لدرجة أنه في مايو 2015 وبعد تتويجه بالدوري الإنجليزي بشكل رسمي رفقة تشيلسي، خرج في مؤتمره الصحفي يقول إنه "كان يمكن أن يذهب إلى مكان آخر حيث يمكن لعامل غرف الملابس أن يفوز بالدوري"، في إشارة للأسباني الذي يدرب بايرن ميونيخ في دوري ألماني غير متوازن القوى. بدا واضحاً أنه لم يَنْسَ.. ورغبة الانتقام في قلبه لازالت حيَّة، وأنها فتته ببطء على مدار سنوات وصولاً لانهيار كل شيء مع تشيلسي بعدها.
قبل أن يأتي الصيف بأملٍ جديد.
---
(7)
فبراير 2016: مانشستر سيتي يعلن عن بيب جوارديولا مديراً فنياً للفريق خلفاً لمانويل بيلليجريني وبداية من الموسم الجديد.
مايو 2016: جوزية مورينيو مديراً فنياً لمانشستر يونايتد خلفاً للويس فان جال
إسبانيا كاملة لم تحتملهما، فكيف ستحتملهما نفس المدينة؟!
ولكن الأمر المهم والمُلفت هو أنه، بعد فترة خافتة النجاح بالنسبة لجوارديولا ومتفاوتة بين نجاح متوسط وانهيار كامل بالنسبة لمورينيو، كيف بعد هذا يمكن أن يكون وجود كل منهما مُلهما للآخر؟
----
(8)
مشهد 7
ليل/داخلي
بيت مورينيو في مدينة مانشستر
يكتب التاريخ: 8 يوليو 2016
مورينيو في غرفة مكتبه، يتابع على الشاشة "وقائع المؤتمر الصحفي الأول لجوارديولا مع مانشستر سيتي" الذي أقيم صباحاً.
بعدما ينتهي يُمسك بتليفونه ويطلب رقم جوارديولا في إنجلترا وينتظر حتى يرد.
مورينيو: هل ستستمح لي في تلك المرة أن أقول لك بيب؟
جوارديولا (بقلق): من معي؟
مورينيو: إنه أنا.
جوارديولا: جوزيه؟!
مورينيو (مبتسماً بشدة): نعم.. لقد أصبحنا جيراناً في نفس المدينة، على بعد دقائق بالسيارة، أليس هذا رائعاً؟
جوارديولا:...
مورينيو: لقد شاهدتك اليوم في المؤتمر..
جوارديولا: ثم ماذا؟!
مورينيو: أتستمتع دائماً بكونِك الرجل اللطيف؟!
جوارديولاً: ماذا؟!
مورينيو: كونك الرجل اللطيف.. أتحب ذلك؟
جوارديولا: أنا أستمتع فقط بأن أكون أنا
مورينيو: نعم.. الولد الطيب.. الكتالوني المُهذّب.. الفيلسوف الذي يقضي أوقات فراغه في لعب الشطرنج وأيام أجازته في الحديث مع الساسة والكتاب، أتستمتع بتلك الصورة؟ إنها جميلة قطعاً لا ألومك.
جوارديولا: جوزيه.. ماذا تريد؟ نحن على الهاتف هنا ولسنا في غرفة الإعلام.
مورينيو: أنا فقط أحاول النظر للصورة كاملة، لأن من داخلي، أؤمن فعلاً أننا أشخاص متشابهين.
جوارديولا: لا، لسنا متشابهين بأي شكل.
مورينيو: نعم أنت تُنكر ذلك دائماً، الولد المهذب لا يحب أن يكون في نفس الجملة مع الفتى الشرير، ولكن تلك هي الحقيقة، أشعر أحياناً أننا.. مثلاً.. شخصية البطل ونسخته الخفية.. أنت بروس بانر وأنا هالك.. أنت بروس واين وأنا باتمان.. أنت كلارك كينت وأنا سوبر-مان.
مورينيو: أنتَ الشخص الذي يحاول أن يقدم للمجتمع وللجمهور القيم التي يحبونها، الصورة التي تحاول الظهور بشكل مثالي مقبول وجذاب، لا تترك نفسك للغضب الموجود داخلك كبروس بانر فتصبح "هالك" مثلاً، حتى لو كان مقابل ذلك أن يتساقط شعر رأسك شعرة شعرة، وأنا الشخص الذي يظهر كما هو حتى لو كان وحشاً ضخماً وغاضباً، فهو لا يهتم بمن يحبه ومن يكرهه ، لكن في جوهر كل هذا؟ في داخل الشخص العادي والوحش الأخضر.. ألسنا نفس الشيء؟ كلانا عطش وجائع جداً للفوز.. كلانا يحب عمله أكثر من أي شيء.. كلانا يرتبط بلاعبيه ويعتبرهم أهلاً.. كلانا يشترك في الكثير جداً، ألا ترى؟ فوق كل هذا.
جوارديولا: فوق كل هذا أنت تترك الكراهية تبتعتلك، أليس كذلك؟
مورينيو: كراهية؟ أي كراهية؟
جوارديولا: كراهيتك لي.
مورينيو (باستنكار): هل تصدق فعلاً أنني أكرهك؟ أنا أريدك مهزوماً.. أريدك أن تخسر.. أريد أن يحرز فريق 10 أهداف في فريقك، ولكنني لا أكرهك أبداً.
(يسكت الطرفين قليلاً، ل10 ثواني، يسمع مورينيو صوت جوارديولا وهو يشرب بق ماء، ثم يتحدث)
جوارديولا: لقد أحببتك في المقابل يا جوزيه.
مورينيو:....
جوارديولا: لقد كنت صديقي، وكنت الشخص الأقرب في النادي لأربع سنوات، لقد احتفظت بصور كثيرة جداً عن تلك الفترة وكنت أعلق أغلبها، أتعرف ماذا؟ في أغلبها كنت تقف أو تجلس بجواري أو أقف وأجلس بجوارك، وأصبحت كلما أنظر لتلك الصور أشعر بالأسى، لا أعلم كيفية تصريف المشاعر والذكريات التي وُجدت يوماً، لا أعرف كيف يمكن التعامل مع كل هذا.
(مورينيو لا يجيب، يبدو للمرة الأولى صامتاً)
جوارديولاً (بانفعالٍ قوي لدرجة احمرار وجهه): أنت أحمق لأنك جعلت الأمر حرباً بيننا، أنت أسود القلب لأنك بعد أربعة سنوات من الصداقة صار كل ما تملكه هو أنك "لا تكرهني". لقد فعلت كل شيء يا جوزيه، لم يكن أنا، كان أنت، والآن كل هذا لم يعد مهماً، أنت مدرب الفريق الآخر في المدينة، والذي أتوقع منه عداءً مباشراً في أقرب فرصة، أنا متصالح مع ذلك.
(يصمتان مرة أخرى تماماً، يَحُك مورينيو وجنته مُفكراً)
مورينيو: حسناً.. لا أعرف.. أنا فقط أردت الترحيب بك
جوارديولا: حسناً.. شكراً
مورينيو: لا أعرف ما الذي سيحدث، كرة القدم هي الحرب يا بيب، وسأفعل أي شيء من أجل أن يفوز فريقي، أنتَ أيضاً تفعل ذلك، ولكنك تستخدم "طرق أخرى للفوز"، أتظن أن القتل بالسم أفضل من القتل بالبندقية فقط لأن شكله "أجمل"؟! أتظن أن مشاعرنا مختلفة لأنني أتحدث أكثر بينما تفضل أنت أن تكون مؤتمراتك رسمية و-اسمح لي- مملة قليلاً؟! هذا ما أقوله عن "الشخص ونسخته الخفية"، في داخلك نحن متشابهان، وأنا أحب ذلك.
مورينيو: أعتقد أن وجودك هنا سيجعلني شخصاً أفضل، فالسنوات الأربعة الأخيرة كانت مملة بدونك.
جوارديولا:....
مورينيو: حين ينتهي كل هذا، في يوم ما، يتوقف أحد منا، أو كلانا، عن التدريب.. أتمنى أن نلتقي لبعض الوقت.
جوارديولا: ربما.. سنعرف حينها.
مورينيو: أنا أيضاً لدي صورة قديمة لنا في باريس داخل الملعب، لازالت هنا حتى الآن.
(لا يرد جوارديولا)
مورينيو: نَمّ جيداً، فالحياة في إنجلترا ستكون صعبة جداً (يبتسم) لسنا لوحدنا كإسبانيا.. هناك الكثيرين هنا.
جوارديولا (بنصف ابتسامة): نعم، يجب عليك التدرب لتوزيع طاقتك بالتساوي بين الجميع.
مورينيو: لا تقلق من هذا.
للحظة تبدو الأمور صافية تماماً، وكل المشاعر ساكِنة جداً، يضحكان لثانية دون التفكير في "الحرب"، يضحكان لثانية كالأصدقاء القدامى، قبل أن يُغلق كل منهما الهاتف.. وهو يعرف أن أمامه أوقاتاً عصيبة خلال الفترات المقبلة، ولكن على الأقل.. فتلك الليلة ستنتهي بهدوء وبهدنة مؤقتة جداً حتى أول مباراة.
(نهاية)
--
ملحوظة السيناريو يجمع بين الخيال ومشاهد رسمت في عدد من الكتب أبرزها "طرق أخرى للفوز" والذي يستعرض رحلة بيب جوارديولا، وكتاب الجانب الأسود لجوزيه مورينيو والذي قدمه الصحفي دييجو توريس صاحب العداء الكبير للاستثنائي، مع لقطات تم جمعها من المؤتمرات الصحفية للمدربين الإسباني والبرتغالي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.