كانت ألبانيا إحدى مفاجآت التصفيات الأوروبية والتأهل لليورو للمرة الأولى في تاريخها بقيادة المدرب الإيطالي جيوفاني دي بياسي والذي بدأ بناء كرة القدم الألبانية منذ وصوله في 2011. قام دي بياسي ببناء منتخب جديد وزرع بداخله العقلية الإيطالية الدفاعية بروح الشباب الألباني الذي أُعجب بحلم ومشروع المدرب ورفضوا تمثيل منتخبات أخرى عكس ما حدث مع زملاؤهم سابقا. مشروع دي بياسي بدأ بجني ثماره في التصفيات الأخيرة والتأهل لليورو ولكن الفريق خرج نظريا بعد أول هزيمتين. لكن عمليا يمكن لألبانيا التأهل إن فازت بنتيجة كبيرة على رومانيا في الجولة الأخيرة ولم يحقق أربعة من منتخبات المركز الثالث في بقية المجموعات أكثر من 3 نقاط أيضا. ألبانيا قدمت مباراتين مميزتين أمام الجارة سويسرا والمستضيف فرنسا ولكن في النهاية الخسارة كانت النتيجة النهائية وصفر نقاط كان الرصيد وبصفر أهداف أيضا. دي بياسي كأي إيطالي يعتمد على الدفاع أولا وإغلاق المساحات بداية من خط الوسط وترك الكرة للخصم والاعتماد على الهجمات المرتدة. متوسط نسبة استحواذ ألبانيا مع دي بياسي هو 43% فقط والفريق لم تستقبل شباكه سوى 5 أهداف فقط طوال التصفيات ولم يسجلوا سوى 10 أهداف في 8 مباريات. الفريق اعتمد على الهجمات المرتدة السريعة مستغلا اندفاع المنافسين أمامه ولكن المنتخب لا يمتلك المهاجم "الخطاف" القادر على حسم اللقاءات والتسجيل من نصف فرصة وهي مشكلة كبيرة ظهرت في اليورو. ألبانيا قدمت أداء مميزا أمام سويسرا في المباراة الأولى ولكن أضاع لاعبوها بدل الانفراد ثلاثة ولم يستغلوا الفرص التي جاءت لهم. وأمام فرنسا أيضا كانت ألبانيا مميزة خصوصا في الشوط الأول ولكنها أيضا فشلت في استغلال الفرص التي أتيحت لها وهي مشكلة كبرى لفريق بعقلية إيطالية لعدم وجود وفرة من الفرص ولا رفاهية إضاعتها لندرة الحصول عليها. أما الجانب الدفاعي فألبانيا مميزة عندما تكون الكرة على الأرض ولكن عندما تتحول إلى عرضيات تخسر تفوقها. ثلاثة أهداف هزت شباك ألبانيا منهم هدفين من عرضيات في البطولة وفي التصفيات كانت الأطراف الدفاعية المشكلة التي أدت إلى معظم الأهداف التي هزت شباك ألبانيا. الغريب أن الأطراف هي نقطة قوة ألبانيا الهجومية ولكنها دفاعيا السبب في إضاعة مجهود زملائهم بجانب رعونة المهاجمين. دي بياسي فشل في إيجاد مهاجم قادر على خطف أنصاف الفرص وتحويلها إلى أهداف كما فشل قبل انطلاق البطولة في إيجاد حل لمشكلة العرضيات دفاعيا وهو ما أدى إلى عدم تسجيل أي هدف أو حصد أي نقطة في المشاركة القارية الأولى.