ربما لم يتوقع أكثر المتفائلين من مشجعي ريال مدريد في شهر يناير الماضي أن يجلس بعدها بأربعة أشهر لمشاهدة فريقه يلعب نهائي دوري أبطال أوروبا وربما يتوج به من جديد. عند تولي زيدان لقيادة ريال مدريد كان المطلوب منه إعادة ريال مدريد إلى المنافسة مرة أخرى واستعادة هيبة الفريق الملكي بعد حالة من التدهور تحت قيادة بنيتيث والآن أصبح الفرنسي مطالب أيضا بالتتويج بدوري أبطال أوروبا وأن يكرر إنجاز المدرب المؤقت بعام 2000 الإسباني فسينتي ديل بوسكي. ما اشبه اليوم بالبارحة التاريخ أحيانا ما يكرر نفسه والآن ربما يفعلها مرة أخرى بعد 16 عاما من موسم 2000/1999 الذي شهد تعيين جون توشاك مدربا لريال مدريد والذي تمت إقالته مبكرا وبعد شهرين فقط من بداية الموسم وليقرر ريال مدريد تعيين مدرب فريق كاستيا السابق فسينتي ديل بوسكي مدربا لريال مدريد. "من الأسهل أن ترى خنزير يطير فوق البيرنابيو من أن أستطيع تصحيح غرفة الملابس هنا" - توشاك توشاك وصل إلى ريال مدريد بالهدف ذاته الذي وصل إليه بنيتيث وهو إعادة ترتيب غرفة ملابس ريال مدريد والتي وصفها بالمستهترة في تلك الفترة، فالمدربان كانا يمتازان بالشخصية القوية والرغبة في السيطرة على كل شىء يقوم به أي لاعب بالفريق. نتيجة توشاك وبنيتيث كانت واحدة فتم إقالة الثنائي بعد خلافات واضحه مع اللاعبين داخل غرف الملابس وعدم قدرتهم على التعامل مع نجوم الفريق وثقتهم كانت تصب فقط في صالح اللاعبين الذين طلبا التعاقد معهم، هذه الخلافات أثرت على نتائج الفريق بشكل سلبي لينتج عنها إقالة توشاك في نوفمبر وإقالة بنيتيث في يناير. الحل في ريال مدريد كاستيا زين الدين زيدان في 2016، الفرنسي نجح في السير على خطى المدرب الإسباني ونجح في إكتساب ثقة غرفة ملابس ريال مدريد وعلى طريقة ديل بوسكي الذي قرر الإعتماد على خمسة مدافعين قرر زيدان الإتجاه لكاسيميرو وسحب إحدى نجوم الفريق بخط الوسط "خاميس" ليضيف قوة دفاعية لفريقه. ديل بوسكي وزيدان "أوروبيا" كان عليهم المرور من فريق ألماني وفريق أنجليزي بالأدوار الإقصائية من أجل مواجهة فريق إسباني بالمباراة النهائي. فريق ديل بوسكي نجح في المرور من مانشستر يونايتد بمباراة تاريخيه لراؤول وريدونو ثم المرور من بايرن ميونيخ بالمربع الذهبي ليتأهل لملاقاة فالنسيا بالنهائي، وزيدان نجح في المرور من فولفسبورج بهاتريك رونالدو ثم فريق مانشستر الأخر "مانشستر سيتي" ليكون عليه مواجهة أتليتكو بالمباراة النهائية. ديل بوسكي بعام 2000 كان عليه مواجهة أحد أفضل الفرق الإسبانية فالنسيا تحت قيادة هيكتور كوبر الذي نجح في الفوز بالسوبر الإسباني في ذلك الموسم على حساب برشلونة وجاء بالمركز الثالث بالدوري الإسباني خلف ديبورتيفو لا كرونيا وبرشلونة ثم الوصول لنهائي دوري أبطال أوروبا مرتين متتالين. وزيدان في 2016 سيكون عليه أيضا مواجهة أحد أفضل الفرق الإسبانية في الوقت الحالي تحت قيادة سيميوني الذي توجه معهم بالليجا والكاس خلال العامين الماضيين وأحتل المركز الثالث بالليجا هذا الموسم ونجح هذا الموسم في الوصل لنهائي دوري أبطال أوروبا الثاني له خلال ثلاث أعوام. فهل يحصل زيدان على النهاية ذاتها التي حصل عليها ديل بوسكي 2000؟