تمكن الأرجنتيني دييجو سيميوني من قيادة فريقه أتلتيكو مدريد الإسباني إلى نهائي دوري الأبطال مجددا بعد الخسارة في لشبونة منذ عامين ليقارع غريمه ريال مدريد مجددا على ملعب سان سيرو. مر عامان ولم يتغير شيء في سيميوني بنفس فلسفته وأسلوبه الذي لا يتغير. فيما يلي أبرز 10 تصريحات تعكس شخصيته: - اللعب الجميل؟ يمكن للبعض القول بأن أسلوب سيميوني واعتماده المفرط على الدفاع ليس ممتعا. معهم الحق في كل هذا ولكن لكرة القدم وجوه عديدة. العالم نفسه لا يمكن أن يسير على نفس الشاكلة وكرة القدم أيضا. لا بد من وجود اختلافات. تتفوق الجودة في بعض الأحيان على الجمال. سيميوني يعرف هذا جيدا ولذا اعترف به في حوار مع صحيفة (كلارين) الأرجنتينية في السابع من أغسطس عام 2009 وقال "أفضل اللعب جيدا على اللعب الجميل". هذا هو المبدأ الذي يعتمده ال"تشولو" مع أنجح نسخة للأتلتي في العقد الأخير وسبب نجاحه وكرهه من قبل البعض في نفس الوقت. - الأفضل: تمكن أتلتيكو تحت سيميوني من الفوز على فرق أفضل منه كثيرا، سواء من حيث التاريخ أو الميزانية أو جودة اللاعبين. الأمثلة واضحة وكثيرة وأبرزها ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونخ. هل الأمر محض صدفة أم أن هناك أمر أخر؟ "يفوز بالحرب من يستخدم جنوده بشكل أفضل". سيميوني أثبت أنه قادر على تحقيق هذا. فالملعب بالنسبة له عبارة عن ساحة حرب واللاعبون هم جنوده. عليهم التحلي بالانضباط وتنفيذ التعليمات حرفيا أمام الخصوم الأقوى من أجل الانتصار. -الهزيمة: "الهزيمة هي أفضل شيء كان من الممكن أن يحدث لنا". للوهلة الأولى قد يبدو هذا التصريح غير صادر عن سيميوني ولكن هذا الرجل يعرف تماما ما الذي يفعله وقدرته على تحويل كل شيء سيء لرفع معنويات فريقه أمر مذهل. تلك الكلمات خرجت من فم الأرجنتيني عقب الخسارة من ليفانتي وضياع فرصة المنافسة على لقب الليجا هذا الموسم، ولكنه اعتبرها أمرا جيدا للتركيز في نهائي ميلانو دون أي ضغوط أخرى ونقل هذه الرسالة للاعبين والجماهير علنا. -الأسنان: هل تعجبت من مدى خشونة لاعبي أتلتيكو مدريد وقوتهم البدنية؟ كما سبق وأظهر سيميوني فإنه لا يهتم بالجماليات بل بالجودة وطريقته في الوصول للجودة تعتمد على القوة والانضباط. إلى أي حد يذهب هذا الأمر؟ كرة القدم يجب أن تلعبها حاملا سكين بين أسنانك".. قال هذا التصريح وهو لاعب وطبقه على فريقه حينما أصبح مدربا. لك أن تتخيل لعب الكرة وسكين بين أسنانك. الخطأ سيكون قاتلا. قد يكلفك حياتك، كذلك عدم الانضباط قد يكلفك الخسارة أو ربما لقب ما. -الوالدة: يتفق أغلب محبي كرة القدم بكل تأكيد مع الكلمات التالية التي قالها سيميوني والتي حتى لو رحل الأرجنتيني عن تدريب أتلتيكو في يوم من الأيام ستظل صادقة: "في هذه الحياة يمكنك أن تغيير أي شيء باستثناء الفريق الذي تشجعه ووالدتك". يلعب الأرجنتيني على هذا الوتر بصورة جيدة. فيسينتي كالديرون والجحيم الذي يصنعه مشجعوه في كل مباراة يشهد على ذلك. يقرأ سيميوني كثيرا في علم النفس كما كشف في كتابه (استراتيجية التحفيز) ويطبقه جيدا لرسم صورة معينة له أمام الجماهير وايجاد رد فعل ايجابي منهم في الملعب لصالح الفريق، عبر خلق علاقة من الوفاء غير المشروط التي لا تتضمن صافرات استهجان بلا سبب. - الرجولة: لا يحتاج سيميوني في فريقه إلى أفضل لاعب في العالم ومنافسه، بل لمجموعة من الرجال. في بعض الأحيان يصفهم البعض بعصابة. ولكن الأرجنتيني يشدد دائما على الاشارة لمن يعملون تحت امرته ب"الرجال" أو "الفتية". قبل نهائي لشبونة، استغل سيميوني المؤتمر الصحفي لتقديم رسالة خاصة للاعبيه بهذا الصدد حينما قال "أشكر والدات اللاعبين على ولادتهم بهذه الرجولة الكبيرة". لم يقل سيميوني تحديدا كلمة "رجولة" بالإسبانية بل كلمة أخرى لا مفر من أن تترجم بهذه الطريقة حفاظا على آداب العمل الصحفي. أصبح الجميع يعرفها الآن بكل تأكيد. - الوحل: يتذكر الجميع ما فعله سيميوني في مباراة مالاجا هذا الموسم حينما كانت هناك هجمة مرتدة للفريق الأندلسي ودفع الأرجنتيني أحد حاملي الكرات لالقاء الكرة داخل الملعب وافقاد أي هدف قد يهز شباك فريقه شرعيته. كلف هذا الأمر سيميوني الايقاف ثلاث مباريات. لا يعد هذا شيئا شريفا في عالم كرة القدم. إنه أمر قبيح بعض الشيء. أشبه بالوحل، ولكن هل يخشى سيميوني الوحل؟ الاجابة هي بكل تأكيد لا فالرجل سبق وقال "حينما أشاهد الوحل أغطس فيه برأسي. أحب التحديات في عالم كرة القدم". هذه المرة خسر سيميوني التحدي بالايقاف ولاحقا بفقدان فرصة الاستمرار في منافسة البرسا على اللقب حتى الجولة الأخيرة وخسارة الوصافة لصالح الريال. هل سيتكرر الأمر في ميلانو؟ يتبقى قليل من الوقت ليتضح الأمر. - سيطرة: كيف يتمكن سيميوني من السيطرة على لاعبيه واقناعهم بهذه الصورة بأن أسلوبه وفلسفته هي الأنسب للفريق؟ لا يجد الأرجنتيني ذات نفسه تفسيرا لهذا سوى هبة القيادة. على الأقل هذا ما قاله في السابع من الشهر الجاري بحوار مع مجلة (جوت دو). الأمر بالنسبة له بسيط للغاية "إما أن تتبعني أو لا تتبعني. لا تفاوض حول القيادة". إنها السيطرة، فهنا لا مجال للتحجج بالتهاب في المعدة من أجل بث رسالة معينة للمدرب أو الادارة أو التصريح بأنك "حزين" من أجل تحسين راتبك. -المزعج: نوفمبر 2013. يحل سيميوني ضيفا على برنامج (بارتيدو دي لاس دوسي) على اذاعة (كادينا كوبي). يسأله المذيع عن طموحه مع الفريق. يجيب الأرجنتيني بكل بساطة "أسعى فقط لأن نصبح فريقا مزعجا". يمكن لسيميوني النوم قرير العين الآن فهو بكل تأكيد حقق ما أراد وأكثر؛ فهل هناك شك حول أن أتلتيكو ليس فريقا مزعجا لأي خصم؟ مع سيميوني لم يتوقف الأمر عن الازعاج بل تضمن ألقابا ونهائي دوري الأبطال مرتين وربما لقب دوري الأبطال الأول في تاريخ ال"روخيبلانكوس". -النهائي: "لا يمكنك اختيار منافسك في النهائي. عليك أن تخوضه وتفوز به". تصريح سيميوني قبل كأس السوبر الأوروبي أمام تشيلسي في 2012 الذي تمكن من التتويج به مع ال"روخيبلانكوس". في نسخة 2014 من دوري الأبطال لم يختر سيميوني بكل تأكيد ريال مدريد. خاض النهائي ولكنه لم يفز. أمامه في 2016 الآن فرصة جديدة لرد الدين، ولكن حتى لو لم يحدث هذا فإن هذا لن يغير شيئا. هذا التصريح ينبع عن شخصية مقاتلة والأرجنتيني ولد على هذه الفطرة.