أصبح الأهلي يمتلك أربعة لاعبين على مستوى عال في وسط ملعبه الهجومي بعد العودة القوية لوليد سليمان من الإصابة، فهل يستحق اللاعب مكانا أساسيا في الفريق على حساب أحد الثلاثي رمضان صبحي ومؤمن زكريا وعبد الله السعيد؟ قدرة وليد سليمان الرائعة على صناعة الأهداف ظهرت واضحة في مباريات الأهلي الأخيرة، فهو صاحب الكرة العرضية التي حولها السعيد داخل شباك يانج أفريكانز ليحجز الفريق مقعده في دور المجموعات دون اللجوء لركلات الترجيح. ومرة أخرى قام بكرة عرضية متقنة بعد مراوغة جميلة لمدافع حرس الحدود، فحول مؤمن زكريا الكرة داخل الشباك. وليد صنع 3 أهداف في مشاركاته الأخيرة رغم مشاركته كأساسي مرتين فقط حين غاب رمضان صبحي بسبب الإيقاف، لعب مباراتي سموحة وحرس الحدود منذ البداية. فبخلاف كرتيه العرضيتين المتقنتين في مباراتي يانج أفريكانز والحدود، مرر كرة بينية رائعة لمؤمن زكريا ليحرز الأهلي الهدف الثالث في مرمى العنيد سموحة. أداء وليد سليمان أضاف الكثير للأهلي في ظل غياب رمضان صبحي، قدرته على اللعب في الجبهة اليمنى أو اليسرى يضفي قوة هجومية أكبر للقلعة الحمراء. ثلاثي يعتمد الأهلي في تشكيله الثابت مع الهولندي مارتن يول على مؤمن ورمضان والسعيد خلف رأس الحربة الرئيسي ماليك إيفونا. ورغم الخسارة أمام وادي دجلة مؤخرا والتي كانت الأولى تحت قيادة مدرب توتنام السابق، إلا أنه لا يوجد مجال للشك أنه يقدم مستوى مميز وأصبح قريبا للغاية من استرجاع درع الدوري. ويعود الفضل بنسبة كبيرة إلى هذا الثلاثي المتألق. فأهداف مؤمن زكريا الخمسة في أخر 5 لقاءات ومستوى رمضان صبحي المميز وأداء السعيد الرائع ساهم بقوة في اعتلاء الأهلي لصدارة المسابقة بفارق مريح عن أقرب ملاحقيه الزمالك. لكن يبقى السؤال، هل يستحق وليد سليمان مكانا أساسيا على حساب أحد اللاعبين الثلاثة؟ لنستعرض معا أرقام وليد مقارنة بالسعيد ومؤمن ورمضان حتى يتسنى لنا الإجابة على هذا السؤال الصعب. أفضل صانع تؤكد أرقام اللاعبين الأربعة في الدوري أن أفضلهم في صناعة الأهداف هو وليد سليمان دون منازع، وهو أيضا أفضل من يقوم بكرات عرضية متقنة تسبب مشاكل للمنافسين. فوليد يصنع هدفا كل 233 دقيقة، مقابل 385 لرمضان و432 للسعيد و843 لمؤمن. ويقوم بعرضية متقنة كل 55 دقيقة، مقابل 90 للسعيد و154 لرمضان و562 لمؤمن. مؤمن الهجومي صناعة وليد الرائعة للأهداف والفرص تقابلها دقة وإتقان مؤمن زكريا على المرمى، فهو الأفضل من بين الرباعي في هز شباك المنافسين. فمؤمن يسجل هدفا كل 169 دقيقة مقابل 216 للسعيد الذي يتشارك معه صدراة هدافي الفريق في الدوري ب10 أهداف، ومع الأخذ في الاعتبار أن نصف أهداف السعيد جاءت من ركلات جزاء. محاولات مؤمن الصحيحة على المرمى أيضا أفضل من الثلاثي رمضان والسعيد ووليد، فهو يقوم بمحاولة بين العارضة والقائمين كل 67 دقيقة مقابل 80 للسعيد و116 لوليد و220 لرمضان. كفاءة مؤمن في أداء الأهلي لا تقاس فقط بمدى قدرته على تهديد المنافسين، وإنما بسبب قوته في الاحتفاظ بالكرة. فهو أفضل قاطع للكرة وأفضل من يحتفظ بها من بين رباعي الأهلي. مؤمن يقطع الكرة كل 5 دقائق مقابل 10 لوليد و12 للسعيد ورمضان، ويفقدها كل 11 دقيقة مقابل 9 للسعيد ورمضان و7 لوليد. رمضان أدق يتفوق صاحب ال18 عاما على الرباعي في شيئين، الأول هو قدرته المذهلة على المراوغة والثاني هو دقة التمرير. رغم قلة خبرة رمضان صبحي إلا أنه لا يخطيء التمرير مثل الثلاثي الآخر، فنسبة تمريراته الصحيحة تبلغ 82% مقابل 80% للسعيد و79% لوليد و78% لمؤمن. وفي المراوغات حدث ولا حرج، فهو يقوم بمراوغة صحيحة كل 22 دقيقة مقابل 58 للسعيد ومؤمن و67 لوليد. السعيد أكثر لم يغب نجم الإسماعيلي السابق أي مباراة عن الأهلي هذا الموسم، هو الأكثر مشاركة من بين الرباعي. يعد السعيد ركيزة أساسية في الأهلي نظرا لخبرته الكبيرة، قدرته الرائعة على قراءة الملعب والقيام بتمريرات حاسمة، إضافة لتسديداته المتقنة وتميزه في الكرات الثابتة وركلات الجزاء. استمرارية الأداء والعطاء للسعيد تجعله لاعبا لا غنى عنه في الأهلي وهو ما أدى إلى دخوله قائمة الفراعنة في الشهور الأخيرة.