منذ بداية مسيرته التدريبية وهو معروف عنه عداءه اتجاه أصحاب مركز قلب الهجوم بداية من صامويل إيتو مرورا بزلاتان إبراهيموفيتش ثم ماريو ماندزوكيتش جميعهم تدربوا تحت قيادة جوارديولا لأقل من عام ورحل ساخطا على المدرب الإسباني. إيتو رحل بعد مسيرة رائع مع برشلونة وبعد خلافات مع جوارديولا اعترف بها المهاجم الكاميروني، وإبراهيموفيتش عانى أيضا من سوء معاملة الفيلسوف له وهو نفس ما شكى منه ماندزوكيتش بعد رحيله عن بايرن ميونيخ. ولكن مع روبرت ليفاندوفسكي الأمور مختلفة، ليفا هو أول مهاجم "يعمر" مع جوارديولا لأكثر من موسم وأول مهاجم يحظى بمكانة أساسية بالفريق رغم عدم اقتناع جوارديولا بأهمية مهاجم الصندوق وتفضيله للمهاجم الوهمي. إيتو لم يكن له مكان داخل تشكيلة برشلونة مع جوارديولا منذ البداية فهو من مواليد منطقة الجزاء والمدرب الإسباني يريد من مهاجمه أن يكون فراشة متحركة حولها فكان الرحيل هو الأمر الحتمي في النهاية. إبراهيموفيتش يفضل النزول والإستلام من منتصف الملعب أكثر مما كان يجعله يعصى أوامر المدرب ويدخل مربع لاعب أخر. "خطة جوارديولا تعتمد على تقسيم الملعب إلى مربعات كل لاعب يتحرك في مربع أو اثنين ومن يخالف التعليمات يضيع كل شيء تم تخطيطه" هكذا تحدث المهاجم السويدي. أما ماندزوكيتش فقد حاول جاهدا تنفيذ تعليمات مدربه ولكن دون جدوى فرحل غاضبا من جوارديولا وتجاهله وسوء معاملته له. الأمر مختلف مع ليفاندوفسكي فالمهاجم البولندي مثل إيتو من مواليد منطقة الجزاء ولكنه أيضا تربى على يد يورجن كلوب في بروسيا دورتموند وهناك في ملعب سيجنال إيدونا باك كل شيء يتحرك فلا مكان للاعب يقف في مكانه. تربيه ليفاندوفسكي على يد كلوب سهلت الأمور على جوارديولا في إضافة بعض التعديلات البسيطة على صاحب ال27 عاما ليصبح ملائما لطريقة لعب الفيلسوف الإسباني. 91 مباراة سجل خلالهم 61 هدفا وصنع 20 آخرين لزملائه بالفريق خلال موسم وأكثر من ثلثي موسم بقميص البافاري وتحت قيادة مدرب يكره المهاجم رقم 9. ليفاندوفسكي نجح في الجمع بين متطلبات جوارديولا في مهاجم يتحرك حول منطقة الجزاء ليرهق المدافعين ويفتح الطريق للأجنحة وبين مهاجم الصندوق القادر على خطف أنصاف الفرص. فهو يتواجد حول منطقة الجزاء لسحب المدافعين وإرسال الكرة إلى الجناح المنطلق وفي لمح البصر تجده متمركزا بشكل مميز داخل منطقة الجزاء لهز شباك الخصم. ليفاندوفسكي ليس ميسي بالتأكيد ولكنه لم يفعل مثل ماندزوكيتش الذي كان يتواجد أكثر الأوقات على الأطراف ولم يقم بالنزول والعودة إلى منتصف الملعب مثل إبراهيموفيتش ولم يرفض كل ذلك ويقرر البقاء داخل منطقة الجزاء مثل إيتو فكان هو المهاجم الأول الذي ينال ثقة جوارديولا.