يوم السبت القادم ستشهد موقعة نهائي دوري أبطال أوروبا بين بايرن ودورتموند نزالا قويا بين المهاجمين ماريو ماندزوكيتش وروبيرت ليفاندوفسكي. ويسلط موقع فيفا الرسمي الضوء على هذين القناصين البارعين للبايرن ودورتموند قبل موقعة السبت وجاء تقرير فيفا كما يلي:. لا يتمتع ماريو ماندزوكيتش وروبيرت ليفاندوفسكي بالهدوء وبرودة الدم أمام المرمى فحسب بل إنهما يشاركان أيضا في الواجب الدفاعي. وكان النجم الكرواتي في صفوف العملاق البافاري والنجم البولندي لبوروسيا دورتموند قد سجلا العديد من الأهداف المهمة غير أنهما تألقا أيضا من خلال عملهما الجماعي الكبير. كما يتميزان بالقوة البدنية والجري الكثير إضافة إلى السرعة والمهارات المتنوعة. ويجسد كلاهما نموذج المهاجم العصري حيث إنهما ساهما بنصيب كبير في تأهل فريقيهما إلى نهائي دوري أبطال أوروبا الذي سيقام يوم السبت المقبل. وقبل النهائي المرتقب الذي سيجمع هذين الفريقين الألمانيين المرموقين على أرض ملعب ويمبلي في مدينة لندن وضع موقع فيفا بعض الأرقام المهمة الخاصة بكل من ماندزوكيتش وليفاندوفسكي تحت المجهر. نتمنى لكم متعة كبيرة خلال هذه المقارنة بين أكثر المهاجمين تألقا في الوقت الحالي في القارة العجوز! العمر: ماندزوكيتش: 27 (تاريخ الولادة: 21 مايو 1986) ليفاندوفسكي: 24 (تاريخ الولادة: 21 أغسطس 1988) يوجد كلا المهاجمين بكل تأكيد في أوج مسيرتهما الكروية خاصة أن عمر كل واحد منهما يبلغ 27 و24 سنة. وقد وقع كل من ماندزوكيتش وليفاندوفسكي على عروض لامعة في بلديهما قبل الانتقال في موسم 2010/2011 إلى دوري البوندسليجا الألماني. وكان المهاجم الكرواتي قد تمكن في ذلك الوقت من إحراز جائزة أفضل هداف في الدوري الكرواتي الممتاز في حين توج ليفاندوفسكي أفضل هداف على مستوى دوري الدرجة الثانية والدوري الممتاز البولنديين. وبالمقارنة بينهما، يمكن القول إن ماندزوكيتش تألق في وقت متأخر لأن ليفاندوفسكي كان شابا يافعا في سن الواحد والعشرين عند الانتقال إلى الدوري الألماني الممتاز. لكن ومع ذلك، فإنهما يشتركان في أمرين: أولا، لم يكونا معروفين قبل انتقالهما إلى ألمانيا. وثانيا، فقد احتاجا لوقت معين ليتمكنا من الخروج من الظل وفرض مؤهلاتهما على المنافسين في النادي. فبينما كان اللاعب الكرواتي ينتظر دوره في نادي فولفسبورج خلف النجم البوسني إدين دزيكو، كان يتعين على الشاب البولندي التنافس مع لوكاس باريوس المهاجم الباراجواني الرسمي في ذلك الوقت في نادي بوروسيا دورتموند. طول القامة: ماندزوكيتش: 187 سنتيمترا ليفاندوفسكي: 184 سنتيمترا يتفوق ماندزوكيتش على ليفاندوفسكي بثلاث سنتيمترا على مستوى طول القامة. فكلاهما ينجح في جعل الأمور صعبة وشاقة على المدافعين وذلك بفضل اندفاعهما البدني الكبير وقتاليتهما العالية. وعندما تكون الكرة في حوزتهما، يكون من المستحيل تقريبا انتزاعها لاسيما وأن كلا المهاجمين يعرفان كيفية التغطية على الساحرة المستديرة بشكل ممتاز. وكان زميل ليفاندوفسكي في الفريق ماتس هاملز قد أوضح قائلا: "أنا مسرور أن روبيرت يلعب في فريقي لأن الدفاع ضده يعد أصعب مهمة يمكنني تخيلها". وحتى في الكرات العالية، يستطيع كلاهما مجابهة أقوى المدافعين المتأخرين. وبفضل توقيت جيد وقامة كبيرة يمكن لهذين المهاجمين تسديد ضربات رأسية وزرع الرعب في نفوس المدافعين. وبينما يتفوق ماندزوكيتش في اللعب الهوائي يتمتع ليفاندوفسكي ببراعة أكبر على الأرض. وقد نجح النجم الكرواتي في تسجيل حصة كبيرة من مجموع أهدافه عن طريق الضربات الرأسية كما يتقدم على نظيره البولندي في الفوز بالصراعات الثنائية. وفي المقابل، يجيد ليفاندوفسكي أكثر من غيره التحكم في الكرات الطويلة وانتظار تقدم زملائه في الفريق. الإنجازات المحلية: ماندزوكيتش: 7 ليفاندوفسكي: 6 حل ماندزوكيتش بنادي فولفسبورج بعدما توج بلقب الدوري الكرواتي ثلاث مرات وفاز بالكأس في مناسبتين. صحيح أنه لم يتمكن من إحراز لقب آخر مع فريق الذئاب لكنه نجح في ذلك بعد وقت قصير من تحوله إلى بايرن ميونيخ. فبعد أسابيع قليلة من تعاقده مع العملاق البافاري حقق رفقة أبناء مدينة ميونيخ الكأس الألمانية الممتازة وذلك على حساب فريق دورتموند في مواجهة انتهت بنتيجة 1:2 وهز خلالها الشباك كل من ماندزوكيتش وليفاندوفسكي. إلى جانب ذلك، احتفل ماندزوكيتش مؤخرا مع النادي الأكثر تتويجا بالبطولة الألمانية بالفوز بلقب الدوري الثالث والعشرين على شرفة مبنى البلدية بمدينة ميونيخ. وحتى ليفاندوفسكي توج ببعض الألقاب قبل انتقاله إلى نادي بوروسيا دورتموند إذ أحرز رفقة ليش بوسين لقب الدوري فضلا على الكأس البولندية والكأس الممتازة. أما مع أصحاب اللونين الأسود والأصفر فتوج بدرع البوندسليجا في مناسبتين ورفع أيضا الكأس الألمانية. غير أنه عجز إلى غاية الآن عن تحقيق إنجازات دولية مع كلا الفريقين. ومن المنتظر أن يتغير هذا الوضع قريبا ويحتفل أحدهما بتتويج دولي عظيم. عدد الأهداف والتمريرات الحاسمة مجتمعة في دوري أبطال أوروبا 2012/2013: ماندزوكيتش: 3 (هدفان وتمريرة واحدة في تسع مباريات) ليفاندوفسكي: 12 (عشرة أهداف وتمريرتان حاسمتان في 12 مباراة) إن تفوق ليفاندوفسكي على هذا المستوى واضح جدا لكن لا يجب أن ننسى أن ماندزوكيتش يتخلف في المشاركة مع الفريق بثلاث مباريات بالمقارنة مع قناص دورتموند وبالتالي لم يكن بإمكانه تعويض المساهمات التهديفية التسع التي يتقدم بها النجم البولندي. وكان ليفاندوفسكي قد شارك خلال دوري الصفوة الأوروبي بتسجيل هدف خلال كل مباراة في المعدل. وفي المقابل، ساهم ماندزوكيتش في التوقيع على هدف في كل ثلاث مواجهات. وصرح اللاعب الكراوتي حول هز الشباك بالقول: "واجبي هنا ليس فقط تسجيل الأهداف. يتعين علي هنا في المقام الأول العمل لصالح الفريق". وسيظل مهرجان ليفاندوفسكي التهديفي في ذهاب نصف النهائي أمام ريال مدريد عالقا بشكل خاص في الأذهان، حيث تمكن لوحده من تسجيل رباعية في شباك النادي الملكي معززا حظوظ فريقه في العبور إلى النهائي الكبير. أما ماندزوكيتش فكان إلى غاية الآن متحفظا قليلا، فربما ينتظر النهائي ليفجر موهبته الكبيرة؟ مجموع قيمة الانتقالات: ماندزوكيتش: 21.5 مليون يورو ليفاندوفسكي: 5.1 مليون يورو وهنا يتقدم ماندزوكيتش بشكل جلي خاصة أنه انتقل إلى فولفسبورج مقابل 7 ملايين يورو زد على ذلك توقيعه لنادي بايرن ميونيخ مقابل 13 مليون يورو. ومن أجل الاستفادة من خدمات ليفاندوفسكي دفع بوروسيا دورنموند في ذلك الوقت 4.5 ملايين يورو. ونظرا إلى أن قيمته الحالية في بورصة الانتقالات تقدر بحوالي 28 مليون يورو، يتبين أنه استثمار مربح للغاية. إن الأداء القوي والمدهش للمهاجم البولندي دفع العديد من الأندية الكبيرة لتقديم عروض مغرية، وعليه يتفوق هنا ليفاندوفسكي بشكل واضح. وحسب تقارير إعلامية، فإن بايرن ميونيخ قد يكون من أبرز المهتمين بالمهاجم البولندي وبالتالي ربما سنرى تنافسا محموما بين هذين المهاجمين حول مكان رسمي في خط هجوم العملاق البافاري. إلى ذلك، سيكون نهائي يوم السبت فرصة مناسبة لكلا اللاعبين للتألق ورفع أسهمهما في سوق الانتدابات. عدد الأهداف مع المنتخب الوطني: ماندزوكيتش: 11 هدفا في 40 مباراة ليفاندوفسكي: 17 هدفا في 53 مباراة لا شك أن بطولة أمم أوروبا 2012 ستبقى خالدة في ذاكرة كلا المهاجمين. بالنسبة إلى ليفاندوفسكي، كان الأمر يتعلق ببطولة أقيمت في بلده حيث علق عليه مواطنوه الكثير من الآمال، إلا أن الحصيلة لم ترق في نهاية الأمر إلى مستوى التطلعات. صحيح أنه نجح خلال مباراة الافتتاح في تسجيل أول هدف له في النهائيات القارية لكنه لم يحقق رفقة فريقه سوى نقطتين ليكون مصيره في النهاية الخروج من دور المجموعات. وفيما يخص ماندزوكيتش شكلت هذه البطولة القارية فرصة للتألق على الساحة الدولية. فبتوقيعه على ثلاثة أهداف وعروض مبهرة ضد كل من إيطاليا وأسبانيا تمكن من إثارة إعجاب النادي البافاري. وبالرغم من خروجه من الدور الأول كان رابع أفضل هداف في الدورة ليصبح بذلك من أفضل المهاجمين في أوروبا. أما الحصيلة الأفضل في هذا التقييم فيحظى بها كذلك النجم البولندي الذي يهز الشباك في المعدل في كل ثلاث مباريات لصالح منتخب بلاده. أما ماندزوكيتش فلا يسجل سوى مرة واحدة في كل أربع مباريات لفائدة المنتخب الكرواتي. المسافة المقطوعة خلال دوري أبطال أوروبا موسم 2012/2013: ماندزوكيتش: 76.5 كلم في 640 دقيقة ليفاندوفسكي: 123.1 كلم في 1000 دقيقة وعلى غرار تسجيلهما لأهداف كثيرة يبذل كلا اللاعبين مجهودات كبيرة من أجل مصلحة الفريق. وبناء عليه، قطع ليفاندوفسكي في المتوسط 11.1 كلم في 90 دقيقة خلال دوري الأبطال الحالي، في حين جرى ماندزوكيتش مسافة مماثلة حيث وقع 10.9 كلم. ولا يتوانى المهاجمان في العدو في كل أرجاء الملعب وملء المساحات الفارغة حيث إنهما لا ينتظران تسلم الكرات في منطقة الجزاء بل يعملان بجد وجهد كبيرين في الخلف أيضا. وعلق ماندزوكيتش فيما يخص مؤهلاته الكروية قائلا: "في السابق، كان المهاجم يتوجه إلى المساحات الفارغة فقط وينتظر الفرص التهديفية. أما اليوم فيجب علي أن أصنع بنفسي بعض الفرص ليتمكن الآخرون من تسجيل الأهداف". وقال مدرب بايرن ميونيخ يوب هاينكيس، الذي كان هو أيضا مهاجما عالميا في السابق، بخصوص مهاجمه ماندزوكيتش: "إنه لاعب عظيم ويتقن اللعب الجماعي". وإذا أخدنا يعين الاعتبار أن كلا المهاجمين ارتكب حتى الآن خلال دوري الأبطال لهذا الموسم 24 خطأ، وهو ما يجعلهما إلى جانب زميل ماندزوكيتش في الفريق خافي مارتينيز الأفضل من بين جميع لاعبي هذه النسخة من دوري الأبطال، يمكننا القول إن أهدافهما الكثيرة حولتهما إلى أبطال لكن جهودهما العملاقة على أرض الملعب جعلتهما لاعبين استثنائيين وعكست أسلوبا كرويا خاصا بكل واحد منهما.