"قدمنا مباراة جيدة ولكننا كنا ساذجين في بعض الفترات".. هكذا وصف أرسين فينجر فريقه خلال هزيمة أرسنال بالأمس أمام برشلونة بهدفين مقابل لا شيء. أرسين فينجر اعترف بسذاجة الفريق، لكنه لم يعترف بمسؤوليته عن ذلك. ستة أشهر مضت على تصريحات جاري نيفيل المحلل في شبكة قنوات "سكاي سبورت" لكن أرسين فينجر لم يفهم بعد على ما يبدو. بداية الموسم الجاري بعد مباراة ليفربول، صرح جاري نيفيل قائلا "عدم تعاقد أرسين فينجر مع لاعب ارتكاز جديد لأبع سنوات متتالية وبداية الموسم الجاري على هذه الوضعية يعني أنه إما جاهل أو ساذج". هنري لم يكن بنفس القسوة بحكم العشرة ربما، فاكتفى بالتصديق على خطأ فينجر بعدم التعاقد مع لاعب ارتكاز، مؤكدا أن سانتي كازورلا في الوضعية الحالية هو الأنسب لهذا المركز، وأن الانتقالات الشتوية في شهر يناير ستكون العامل الفيصل بأن يكون أرسنال بطلا في نهاية الموسم. "لا أعلم أين الغرور فيما يتحدث عنه المحللون، أنا لدي من الخبرة والعمر في أرسنال ما يجعلني أعرف جيدا ما أفعله".. وبتلك الطريقة كان رد فينجر ويبدو فيه واثقا بنفسه. يناير 2016 وصلنا لشهر يناير وقد تحقق حديث الثلاثة، جاري نيفيل حذر من عدم التعاقد مع لاعب ارتكاز وقد ظهر تضرر الفريق من غياب اللاعب القاطع للكرات في وسط الملعب خاصة بعد إصابة فرانسين كوكيلينن. أما حديث هنري بأن فترة الانتقالات الشتوية ستكون العامل الفيصل والتي منح فيها فرصة لفينجر فقد تحقق أيضا بما أرسنال مازال منافسا على البطولة رغم بلوغه هذا الشهر بدون التدعيم. وحتى كلام فينجر بأنه أكثر دراية بفريقه لم يثبت خطأً، فالفريق مازال منافسا على اللقب باختيارات التي بدأ بها الموسم، لكن صدق فينجر إلى هنا قد يكون لحظيا إذا تغير الحال في الدور الثاني. وفي شهر يناير انتظر الجميع تحرك فينجر، وهنا وقع الاختيار على محمد النني. النني لاعب ارتكاز لديه من الخبرة لأمر الجيد بما أنه قادم من دوري متوسط المستوى في أوروبا ومن نادي بازل دائم التواجد في المسابقات الأوروبية، والأهم أن أرقامه مبشرة باحتلال المرتبة الثالثة في أفضلية التمرير بين لاعبي بطولة الدوري الأوروبي. النني وصل النني وقرر أرسين فينجر قيده بقائمة الفريق الأوروبية سريعا ليكون دعما للفريق. وفي الوقت الذي انتظر فيه الجميع أن يكون للنني دورا مع الفريق يعوض به سلبيات الفريق التي تعاقدوا معه لسدها، كان فينجر وفيا لعاداته بعدم إشراك صفقاته الجديدة سريعا حتى يتعرف على الأجواء. "طالع التفاصيل" النني لم يشترك مع أرسنال سوى في مباراتين مع أرسنال في بطولة الكأس وأمام فريقين من دوري الدرجة الثاني هما بيرنلي وهال سيتي، ومن هنا كان تواجده أمام برشلونة سيصبح مخاطرة من الرجل الفرنسي. مباراة برشلونة وصلنا لمباراة الحكم على قرارات فينجر، فطيلة الموسم لن يقابل أرسنال من هو أقوى من برشلونة، وتلك هي الطريقة الأنسب للحكم على مدى نجاح فينجر في تدبيراته. أرسنال خسر بهدفين مقابل لا شيء على أرضه في ملعب الإمارات. قد تبدو الخسارة طبيعية أمام الفريق الأقوى في العالم هذه الأيام، لكن ماذا إن كانت تغييرات فينجر ساهمت في ذلك! "عندما تجد اللاعب يوجه زملائه كثيرا داخل الملعب، فاعلم أنه لا يقود بدوره شخصيا. فلاميني أصبح مثل الدجاجة مقطوعة الرأس، يركض قاردا ذراعية ولا يقدم شيء لفريقه"... جيمي كاراجر محلل "سكاي سبورت" هاجم مستوىماتيو فيلاميني بتلك الطريقة. أرسين فينجر استقدم محمد النني وهذا يعني أنه أفضل ممن يملكهم أو على الأقل في مستواهم، ولكن فينجر في مباراة برشلونة وفي الشوط الثاني حينما احتاج لإعادة امتلاك الكرة بوسط الملعب مرة أخرى، فضل إشراك ماتيو فملاني على محمد النني الذي لم يدخله في قائمة المباراة من الأساس. فلاميني شارك في المباراة بالدقيقة ال 82 وبالدقيقة التالية قبل أن يلمس الفرنسي الكرة لأول مرة، كان قد ارتكب خطأ داخل منطقة الجزاء وأهدى برشلونة ركلة جزاء هدف ثاني أنهوا به المباراة. مرة أخرى أرسنال كان ضحية لاعبي الارتكاز في الفريق، ومرة أخرى اقترن لفظ "السذاجة" بأرسنال وإن كانت بوصف فينجر هذه المرة، لكن هل سذاجة أرسنال من اللاعبين فقط؟ أم أن لفينجر يد في ذلك؟