حاول أن تخرج من المعسكر بدون إذن الجوهري لتستنشق الهواء بعد يوم تدريب شاق. النتيجة أنك ستتعرض لصاعقة كهربائية! لا يوجد مهرب. عليك أن تظل هنا تتدرب وتستعد لكأس العالم 1990. أنا حسام حسن، المهاجم ربما الأفضل في تاريخ مصر. وشقيقي هو غالبا أفضل ظهير أيمن شاهدته الملاعب في وطننا. قصة حياة التوأم يحكيها حسام وإبراهيم على حلقات، وتلك عن مونديال إيطاليا. كل ما يلي يرد على لسان حسام وإبراهيم حسن: -- "كابتن الجوهري أرسل سمير عدلي مدير المنتخب إلى إيطاليا لاختيار أنسب فندق لمنتخب مصر استعدادا لكأس العالم". "واضح جدا أن كابتن الجوهري كان يرغب في أن يضعنا تحت الأسر استعدادا للمونديال. لقد اختار سمير عدلي أسوأ فندق ممكن". "فندق منعزل. تقريبا نحن لم نشاهد إيطاليا خلال كأس العالم 1990". "حرمنا الجوهري من كل شيء لدرجة أنك لو حاولت الخروج من المعسكر لاستنشاق الهواء ستصدم من أن المدير الفني كهرب الأبواب لمنعنا من الخروج!!!". "لكن رغم كل هذا لم يشعر أحد منا بالضيق. كنا نتدرب على المعارك التي تنتظرنا من خلال مكتبة فيديو لكابتن الجوهري ومباريات ودية مع منتخبات بحجم استكلندا ورومانيا". فان باستن! "قبل مباراة هولندا لم نكن نصدق أننا سنلعب أمام فان باستن، خوليت، ريكارد. أووف. أشبه كأنك اليوم ستلعب ضد ميسي". "هناك أمر أخر كنا نخاف منه، أحجام لاعبي منتخب هولندا غير عادي. عمالقة!". "لكن بعد صافرة الحكم نسينا كل شيء. بدأنا نقاتل في الملعب، أهدرنا العديد من الفرص ثم جاءت ضربة لنا حين سجل منتخب هولندا هدفا". حيلة الجوهري "حسنا لم نستسلم. وفي كرة تدربت عليها كثيرا مع كابتن الجوهري، حين تصل الكرة لقدم هشام يكن علي أن أعود للخلف، ثم أنتظر لحظة وأدور بجسمي كله لأنطلق راكضا لأضرب أخر مدافع في هولندا". "كنا نعلم أن هولندا تلعب على مصيدة التسلل ولهذا صنع الجوهري تلك الحيلة ونجحت!". "ركضت بكومان وسبقته. ركضت ولم أكن أرغب في الحصول على ركلة جزاء، جذبني من قميصي ولم أسقط وظللت أركض". "لكن في النهاية كوع في وجهي جعلني أسقط وطرت من سرعتي فاحتسب الحكم ركلة جزاء لي". مجدي عبد الغني "كنت رقم 1 أو 2 في ترتيب ركلات الترجيح. من يصل إلى الكرة أولا أنا أو مجدي سيلعبها. وصل مجدي". "ذهبت نحوه وقلت له في أذنه ربنا يوفقك". "كنت في قمة الاستعداد أنا وإبراهيم، لو لم يسجلها مجدي وارتدت من فان بروكلن لن ندع لاعبا من هولندا يصل إلى الكرة قبلنا". "نجح مجدي وسجل هدفه وطرنا من الفرح". "لكن حين عدنا من الملعب الجوهري تحدث معنا بعد المباراة. قال بكل هدوء لا يتصور: احنا ماعملناش حاجة. احنا تعادلنا مع هولندا". "لم نكن نعلم أن مصر مقلوبة!". البكاء "قبل مباراة إنجلترا طلبوا منا تحضير حقائبنا لتنزل إلى بهو الفندق. لو خسرنا سنعود إلى مصر". "رفضنا أنا وحسام. كنا نثق في أننا سنواصل المسيرة". "حين سجل منتخب إنجلترا في مرمانا بكيت. قبل انتهاء اللقاء ذهبت إلى الحكم وحاولت منعه من إطلاق الصافرة، لم نكن نصدق أننا لن نستمر في رحلة كأس العالم". "لكن حين عدنا إلى مصر اكتشفنا أننا نجحنا".