ربما لا يعلم الكثير من أبناء الجيل الحالي عن عبد العزيز عبد الشافي "زيزو" سوى أنه الرجل "الخلوق" الذي يُضرب به المثل كأحد أبناء النادي الأهلي المخلصين. فهو شخصية ذات مكانة خاصة في قلوب جماهير الكرة المصرية بصفة عامة والأهلاوية بصفة خاصة، ولكن قلة المواد الأرشيفية قديما حرمت الكثيرين من مشاهدة ما كان يفعله زيزو بالفانلة الحمراء في فترة السبعينيات حتي ينال هذه المنزلة لدى الأجيال السابقة. فبعد أن أظهر قدرة نادرة على المراوغة والتسجيل من زوايا عجيبة، يعتقد معظم من عاصر أسطورة الأهلي أنه كان يمتلك موهبة تؤهله ليكون الأفضل فنيا في تاريخ الكرة المصرية، غير أن الصراع الطويل مع الإصابة مع ضعف بنيته حال دون ذلك. وفي هذه السلسلة الحصرية يلخص زيزو قصته مع كرة القدم منذ اليوم الأول وحتي اضطرته الإصابة للإعتزال في أوج تألقه وهو في ال27 من العمر. كل ما يلي يحكيه زيزو لFilGoal.com. -- "منذ كنت في الثامنة وأنا كنت لا أتوقف عن لعب كرة القدم. في مركز الشباب الجزيرة وفي المدرسة كنت ألعب وأنا أشعر بأن الله قد أعطاني موهبة مختلفة". "لكن بدأ كل شيء حين جاء لي أعز أصدقائي في المدرسة.. مشجعا رهيبا للزمالك كان، عكسي طبعا لأني وعائلتي بالكامل نعشق النادي الأهلي". "صديقي طلب مني الاختبار معه في الزمالك. كنت غير مرحب بالفكرة، أرغب في الاختبار واللعب في الأهلي. لكن في النهاية اتفقنا على حل وسط". "حين تظهر الفرصة الأولى لنا سننتهزها.. سواء كانت في الزمالك أو الأهلي". "في أحد الأيام واجهنا الزمالك ونحن مع مركز الشباب. الزمالك فاز 3-2 لكني يومها في تلك المباراة أحرزت هدفي فريقي وكنت ممتازا". "كابتن حمادة الشرقاوي رحمه الله كان المسؤول في الزمالك عن جلب لاعبين موهوبين للنادي، تحدث معي بعد اللقاء مباشرة وكان واضحا: لماذا لا تأتي لتنضم لنا، أنا واثق من نجاحك.. هكذا قال". "كان ردي سريعا. لم أفكر حتى، قلت له لا. شكرا لكن لا أنا أهلاوي". "هنا فطن لأمر هام. أدرك كابتن حمادة أن شقيقي هو شوقي عبد الشافي نجم الأهلي الصاعد وقتها وصاحب الاسم الرنان علي مستوي الناشئين. كان شوقي وقتها يتألق مع الأهلي واسمه بات معروفا". "هنا داعبني كابتن حمادة ضاحكا: طب ما كده حلو، واحد في الزمالك والتاني في الأهلي". "صديقي طلب مني وقتها الإنصات لكابتن حمادة. الفرصة جاءت، حسنا بعد تفكير وافقت". شوف جسمك! "ذهبنا إلى الاختبارات لكن علمنا هناك كابتن حمادة الشرقاوي قبل الميعاد بيوم واحد رحل عن الزمالك بعدما جاء له عرض للعمل في الإمارات". "لهذا حين وصلنا نادي الزمالك، وجدنا عددا كبيرا جاء ليختبر ولا أحد يعرفنا. وقتها وضح الأمر، جسدي كان صغيرا في عين الممتحنين وبالتالي لم يمنحوني ولاصديقي فرصة نزول الملعب أصلا". "قررنا أن نحاول مرة أخري ولكن في اليوم التالي تكرر الأمر نفسه فانتهي اختبار الزمالك بالنسبة لي. قال لي صديقي: لماذا لا نجرب حظنا في الترسانة؟..فهو قريب من نادي الزمالك". "هناك كان كابتن حمدي عبد الفتاح في استقبالنا. كان صريحا معي، وقال لي: بص يابني الناس في الملعب أجسامهم عاملة ازاي. هتنزل مش هتعرف حتى تجري معاهم!". "وهنا شكرته وانتهت بالنسبة لي تجربتي الزمالك والترسانة في يوم واحد". إعلان "الغريب أني يومها وقبل أن أعود لمنزلي وجدت إعلانا في الجرائد بمواعيد الاختبارات في النادي الأهلي". "ذهبت إلى الاختبارات طبعا. وكان في ملعب كرة اليد حيث كنا سنلعب تقسيمة 5 ضد 5 لو منحونا الفرصة". "حقيقة كان بإمكاني من البداية وبسهولة أن أطلب واسطة شوقي عبد الشافي. لكني لم أفعل ذلك". "نزلت التقسيمة وكان المسؤول في الأهلي الكابتن مصطفى حسين رحمه الله". لعبة واحدة "لعبة واحدة قمت بها وانتهى كل شيء". "كرة وصلت لي فسندت الكرة وظهري للمرمي وسددتها على الطائر.. هنا أوقف كابتن مصطفى حسين التقسيمة وسجل اسمي في كشوف الناجحين علي الفور!". "في الحقيقة دعوني أخبركم بأن الكرة التي سددتها ذهبت فوق المرمى بكثير. راحت في الشارع يعني!". "لكن اسلوبي ومهارتي في التسديد ربما هو ما أقنع الأهلي بأن قدراتي ربما ليست سيئة". "اسمك ايه؟ قلت أنا عبد العزيز عبد الشافي. وطبعا كان الرد يابني مش تقول انك أخو شوقي". "حسنا اليوم الأول لك سيكون في فريق 15 عاما.. جيل أكبر مني بسنتين.. وظللت ألعب مع سن أكبر من سني لعدة سنوات حتى أصبحت لاعبا في الفريق الأول وأنا في ال16 من عمري". "كان هناك حسن حمدي وفتحي مبروك. ومن يومها بدأت مسيرة الأهلي".