"هذه هي نهاية الأولتراس"..هكذا أعلنها خافيير تيباس رئيس رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم صراحة تعليقا على واقعة مقتل مشجع لفريق ديبورتيفو لاكورونيا يوم الأحد الماضي على يد مجموعة من أنصار أتلتيكو مدريد خلال اشتباكات عنيفة بين أولتراس الفريقين قبل مباراتهما الاخيرة بالليجا. تفاصيل الحادث البشع هزت الرأي العام في إسبانيا، وأجبرت رئيس الحكومة ماريانو راخوي على التدخل، وكذلك عمدة مدريد أنا بوتيا، حيث وقعت الاشتباكات على مقربة من ملعب فيسنتي كالديرون بالعاصمة الإسبانية. كان المشجع خوسيه تابوادا، الشهير ب"جيمي" (43 عاما) والمنتمي لأولتراس ديبورتيفو قد تعرض لضرب مبرح خلال المواجهات، وألقاه مشجعو الأتلتي في النهر، لكنه لم يمت غرقا وإنما تهشمت جمجمته قبل إنتشاله من الماء. واتفقت الأندية الإسبانية مع المسئولين الحكوميين، بعد إدانة الحادث الذي خلف عشرات الإصابات ايضا، على ضرورة ردع جماعات الأولتراس المتعصبة، بل والقضاء عليها تماما. وأجمعت الأندية على اتباع نموذج ريال مدريد، الذي منع (أولتراس سور) من دخول ملعب سانتياجو برنابيو كمجموعة متحدة بسبب أحداث الشغب التي يتسببون بها وإهاناتهم المستمرة للاعبين والمدربين ومجلس الإدارة، وأبرزها نبش قبر زوجة الرئيس فلورنتينو بيريز، التي توفيت بمرض السرطان، ورفع شعارات نازية اثناء المباريات. وسبق لجوان لابورتا رئيس برشلونة الأسبق ايضا أن شن حربا ضد أولتراس (بويكسوس نويس) وأمر بمنعهم من دخول ملعب كامب نو، حيث تورط أعضائها في قتل مشجع لإسبانيول في وقت سابق. لكن المشكلة استمرت بظهور تلك الجماعات في ملاعب أخرى اثناء لعب الريال أو البرسا خارج الأرض، وهو ما دفع فلورنتينو بيريز قبل أسابيع لإطلاق حملة لحظر دخولهم لمختلف الملاعب الإسبانية. وعانت إسبانيا منذ عقد الثمانينيات من تعدد حوادث العنف والقتل خلال الصدامات بين المشجعين في مختلف أنحاء البلاد، والتي يستخدم خلالها أسلحة نارية وبيضاء ومتفجرات. وبجانب إتباع نموذجي الريال والبرسا، تخطط إسبانيا لتقليد إجراءات صارمة فرضت في دول مجاورة مثل إيطالياوإنجلتراوألمانياوفرنسا. إنجلترا: وفقا للقوانين البريطانية، فإن الأشخاص الذين تتم إدانتهم بالقيام بأحداث شغب مرتبطة بمباريات كرة القدم يتم عقابهم بالحرمان من دخول أي ملعب خلال فترة تتراوح بين 3 و10 اعوام. وأنشأت الشرطة البريطانية وحدة خاصة لمراقبة سلوك المشجعين المتعصبين الذين تحذر المخابرات من تسللهم وسط المتفرجين وافتعالهم للمشاكل، ويتم تكليف مخبرين سريين بمراقبتهم داخل المدرجات. وبحسب الأرقام الرسمية، حتى سبتمبر الماضي، فإن وزارة الداخلية البريطانية قامت بمنع 2273 مشجعا من دخول كافة الملاعب. وترافق الشرطة البريطانية حافلات المشجعين الزوار منذ دخولها المدينة وحتى دخولها الى محيط الملعب، فضلا عن انتشار كاميرات المراقبة داخل الملاعب، مما ترتب عليه انخفاض ملحوظ في معدل حوادث الشغب.
ألمانيا: في عام 1992 بدأت السلطات الألمانية في تجميع بيانات المشجعين "الخطرين" في أرشيف تم توزيعه على جميع الملاعب لمنع دخولهم للمدرجات، وبالمثل تنتشر داخل الملاعب تقنيات حديثة لتصوير الحاضرين. ويطالب اعضاء الأولتراس بتمييزهم عن عناصر الهوليجانز المتشددين، والذين يهوون الصدامات مع الشرطة. لكن الشرطة الألمانية تشتكي من قلة تعاون الأولتراس في التحقيقات لمعرفة هوية المجرمين من الهوليجانز، لذا تضعهم في نفس الخانة. وانخفض نشاط الهوليجانز المرتبط بكرة القدم في الآونة الاخيرة، وظهرت فئة معادية للمسلمين في عديد من المدن الألمانية. فرنسا: تتدخل السلطات الفرنسية لمنع مشجعين بأعينهم من السفر، وليس فقط من دخول الملاعب، اثناء المباريات المهمة، خاصة في مواجهات باريس سان جيرمان ومارسيليا، حيث سبق وأن تعرض مشجع باريسي للقتل في 2010 بسبب مواجهات بين الجماهير. وتفرض الشرطة الفرنسية طوقا أمنيا حول جماهير الفريق الزائر اثناء دخولها للملاعب لمنع أي احتكاكات مع أصحاب الضيافة، بجانب منع دخول أي أعلام أو رايات تحمل شعارات عنصرية أو نازية عملا بالقانون. إيطاليا: تعد إيطاليا من أكثر الدول الأوروبية التي تشهد حوادث شغب خلال مباريات الكرة، لذا اتخذت السلطات إجراءا يعرف باسم "داسبو" يعطيها حق "الفيتو" في منع أشخاص بعينهم من حضور اي مناسبات رياضية. ويعاقب من يثير الشغب بالحرمان من دخول الملاعب لنحو 3 اعوام على الأقل، وقد تزيد الى 5 أو 8 اعوام. كما تم التعاقد مع مخبرين سريين متطوعين لمراقبة الجماهير داخل المدرجات، خاصة في المباريات الحساسة. وقبل 11 عاما صدر أمر إجباري بإصدار "بطاقة المشجع" وهي وثيقة هوية للمشجعين الذين يريدون السفر لمؤازرة فرقهم في ملاعب أخرى، وتمنح لأشخاص لم يتورطوا من قبل في أنشطة إجرامية. ويطبع رقم المقعد على تذاكر المباريات، لسهولة تحديد هوية أي شخص يخرج على النص.