(إفي): في غضون ساعات، تنطلق بطولة ويمبلدون، ثالث بطولات الجراند سلام الأربع الكبرى، بعراقتها وتقاليدها وفي جعبتها اجابات للكثير من الأسئلة التي تدور في أذهان عشاق التنس، وأبرزها: هل تتمكن الفرنسية ايميلي ماوريسمو من الدفاع عن "لقب" البطولة؟ ماوريسمو، التي اعتزلت اللعبة في 2009 قادت مواطنتها المعتزلة أيضا ماريون بارتولي للفوز بلقب ويمبلدون، الوحيد من بين بطولات الجراند سلام الأربع الكبرى الذي توجت به قبل أن تعتزل اللعبة مباشرة، لتبدأ رحلة الدفاع عن اللقب ولكن مع بطل آخر. فقد أعلن البريطاني آندي موراي، المصنف الخامس عالميا بين لاعبي التنس المحترفين، التعاقد مع ماوريسمو، التي سبق لها الفوز بالبطولة كلاعبة، لتدريبه خلفا للأمريكي إيفان ليندل، ليبدآ سويا رحلة دفاعهما عن "لقبيهما" في البطولة. ولن تكون مهمة موراي في البطولة سهلة، وكذلك الحال بالنسبة لمدربته، ليس فقط لعنصر الوقت، حيث أعلن موراي تعاقده مع ماوريسمو في الثامن من الشهر الجاري، أي قبل أقل من ثلاثة أسابيع على انطلاق البطولة. فالأمور ربما لن تسير مع ماوريسمو كما كانت في النسخة الماضية من البطولة، والتي فازت فيها لاعبتها في النهائي على الألمانية سابين ليزسكي، حيث قدمت "خدمات" كبيرة لبارتولي، عندما أزاحت من طريقها لاعبات بحجم الأمريكية سيرينا ويليامز والبولندية أنييسكا رادفانسكا، قبل أن "تنهار" خلال مباراة النهائي. ولكن هذا لا يقلل من العمل الذي قامت به ماوريسمو مع بارتولي، التي بدت في هذه البطولة أكثر اتزانا وثقة في النفس، فضلا عن أدائها الهجومي من الخط الخلفي للملعب وايجاد زوايا تسديد رائعة واللعب على الشبكة بشكل ليس بالرائع لكنه كان كفيلا بحسم الجانب الأكبر من تلك النقاط لصالحها. وهذا هو ربما ما يحتاج إليه موراي: اتقان مهارات الهجوم على الشبكة، وهي أحد نقاط القوة في ماوريسمو كلاعبة، ولعب هذا الأمر دورا كبيرا في تتويجها ببطولة ويمبلدون عام 2006. لم تكن ماوريسمو تجيد هذا التكتيك فقط، وانما كذلك "التكتيك المضاد" أو الفوز بالنقاط التي يصعد فيها المنافس على الشبكة من خلال "الباسينج شوت"، وهي ضربات اما بمحاذاة الخط أو عرضية بزاوية حادة للغاية بعيدة عن متناول المنافس يصعب عليه ردها داخل الملعب، نفس السلاح الذي يسعى موراي بالتأكيد للحصول عليه. ففي ظل استعانة أكبر منافسيه، الصربي نوفاك ديوكوفيتش والسويسري روجيه فيدرير بنجوم معتزلين لتحسين مهاراتهم على الشبكة، يحتاج موراي إلى اتقان تقنية "الردع" من الخط الخلفي، تحبط ليس فقط خططهم الهجومية على الشبكة، وانما مساعيهم ل"تضميد الجراح" على حسابه. لم يفز فيدرير بأي لقب "كبير" منذ أن توج بويمبلدون قبل عامين على حساب موراي، ويسعى لتوسيع الفارق عن الإسباني رافائيل نادال في عدد مرات الفوز ببطولات الجراند سلام الأربع الكبرى، والذي يحمل "المايسترو" رقمه القياسي (17 لقب)، بفارق ثلاثة فقط عن "رافا". كذلك يسعى فيدرير للاقتراب من رقم نادال القياسي في عدد مرات الفوز بواحدة من بطولات الجراند سلام الأربع الكبرى، بعد أن توج "رافا" ببطولة رولان جاروس للمرة التاسعة، بينما يسعى "المايسترو" للقبه الثامن في ويمبلدون. نادال من جانبه يرغب في تجاوز المخاوف التي تساوره على الأرضية العشبية من تعرضه للاصابة، الأمر الذي اعترف بأنه أثر على مباراته الوحيدة التي لعبها في النسخة الماضية من البطولة. كما يسعى للفوز بأكبر عدد من النقاط في ظل صراعه مع "نولي" على صدارة تصنيف رابطة لاعبي التنس المحترفين، قبل موسم الأراضي الصلبة، الذي يدافع في نصفه الأول عن عدد كبير من النقاط. أما ديوكوفيتش، فيحاول تجاوز اخفاقه في نهائي رولان جاروس للمرة الثانية أمام نادال، ومحاولة الفوز بأول ألقابه الكبرى هذا الموسم، أو على الأقل الوصول إلى النهائي كما حدث العام الماضي لتجنب خسارة النقاط في اطار مساعيه الكبيرة والمعلنة لاستعادة صدارة التصنيف.