لا أدري ما إذا كانت إدارة نادي ليفربول قد فهمت رسالة ستيفن جيرارد عندما قال إنه يتمنى اللعب مرة أخرى إلى جوار زميله السابق مايكل اوين أم لا. وليس بالضرورة أن تتحقق أمنية جيرارد بانتقاله إلى ريال مدريد ، وهو أمر محتمل للغاية خلال الصيف المقبل ، ولكن على الأقل يمكن لجيرارد أن يغادر النادي الذي تربى بين جدرانه إلى أي وجهة في العالم خلال الصيف المقبل دون أن يلومه أحد ، تماما مثلما فعل أوين العام الماضي. وما لا تدركه إدارة ليفربول أن فريقها يعاني من أزمة حقيقية ، وأن جيرارد ليس وحده المرشح للرحيل بنهاية الموسم ، بل هناك النرويجي الرائع يون أرني ريسا وأي لاعب يتألق مع "الحمر" ، لأنك ببساطة لا تستطيع الوقوف في وجه لاعب يبحث عن طموح الفوز بالبطولات ، وتطالبه بالبقاء مع فريق ينتظر "مفتاح الفرج". وما يدفعني للكتابة عن ليفربول هو أن تراجع هذا الفريق يحرمني مثل كل عشاق الكرة الإنجليزية من الاستمتاع بوجود قوة كبرى يمكنها أن تضاف للفرق المتنافسة على الزعامة حاليا مثل تشيلسي ومانشستر يونايتد والأرسنال ، والتي تستمد قوتها من اعتمادها على دعم مالي هائل يوفر لها القدرة على شراء أفضل اللاعبين. وسوف يستمر نزيف النجوم في الفريق طالما ابتعد عن المنافسة على البطولات المحلية والأوروبية ، والتي أعتقد أن إدارة النادي ممثلة في رئيسه ديفيد مورس ومديره التنفيذي ريك باري تتحمل مسئولية هذا الوضع المأساوي الذي جعل ليفربول - نادي القرن العشرين في إنجلترا - يخرج من الكأس على يد فريق اسمه بارنلي ، وينهزم في الدوري من "طوب الأرض" ، ويصارع كل عام لاحتلال المركز الرابع ليلحق بمكان في دوري أبطال أوروبا. والمؤسف أن إدارة ليفربول تصر على إنفرادها بالإدارة مهما كان الثمن فقد تلقت مطلع الموسم الجاري عروضا لزيادة رأس مال الفريق بشرط المشاركة في الإدارة من رئيس الوزراء التايلاندي ، ثم من مشجع الفريق المليونير البريطاني ستيف مورجان. وقوبلت كافة العروض بالرفض من إدارة النادي رغم الخسائر المالية التي تحققت العام الماضي ، والحاجة الشديدة للمال لبناء ملعب الفريق الجديد في ستانلي بارك الذي رفضت إدارة النادي عرضا من جارهم إيفرتون للاشتراك فيه واقتسام التكلفة والاستفادة من دعم يقدمه لهم مجلس مدينة ليفربول ، حتى يكون الملعب خاصا ب"الحمر" وحدهم على طريقة "أقرع ونزهي". والمدهش أن ريك باري خرج علينا منذ أيام ليؤكد أن فكرة اتفاق الأرسنال مع شركة طيران الإمارات لتمويل نفقات ملعبهم الجديد تبدو مدهشة ويمكن تطبيقها في ليفربول ، وهذا التصريح أثار غيظي فعلا .. فهل وظيفة إدارة "الحمر" أن تنتظر تقليد إدارات الفرق الأخرى؟!
"وما يدفعني للكتابة عن ليفربول هو أن تراجع هذا الفريق يحرمني مثل كل عشاق الكرة الإنجليزية من الاستمتاع بوجود قوة كبرى يمكنها أن تضاف للفرق المتنافسة على الزعامة حاليا مثل تشيلسي ومانشستر يونايتد والأرسنال". ثم إن الأرسنال حصل على التمويل لأنه بطل دوري وصاحب أرقام قياسية ، فأين ليفربول منه حاليا؟! والممل هو سماع تصريحات الإدارة والجهاز الفني بضرورة الحصول على المركز الرابع للحاق بمقعد في دوري أبطال أوروبا الموسم القادم ، وهي نغمة نسمعها سنويا ، وهو ما يدفعك إلى التساؤل : ماذا سيفعل ليفربول بالمشاركة في هذه البطولة؟ هل ينوي المنافسة على اللقب الأوروبي مثلا؟ أم أنه خارج منها لا محالة سواء من الدور الأول أو على يد ليفركوزن أو حتى ميلان أو ريال مدريد؟! أليس من الأجدى مشاركة ليفربول في كأس الاتحاد الأوروبي مثلا لينافس فرقا في متناول اليد؟! أقولها وبمنتهى الأسف أن كرة القدم اليوم لا تعترف إلا بالأغنياء ، ومن يحاول أن يطاول قامة الكبار مثلما فعل بورتو أو موناكو العام الماضي ، فسيتم تفريغه من النجوم ليبدأ مجددا من نقطة السفر..والمزعج أن ليفربول يملك مقومات العمالقة وجماهيريتهم لكن إمكاناته مهدرة. وكما قال مدرب الفريق رافاييل بنيتيث "نحن في حاجة لبناء فريق حول جيرارد" في محاولة لاسترضاء اللاعب ، ليفربول ليس في حاجة لمهاجمين جدد بعد شراء موريينتس والابقاء على باروش ، لكنه في حاجة ماسة لحارس مرمى بدلا من الأخ دوديك "خرابة" ، وبحاجة إلى مدافعين ولاعبي وسط أكفاء لم تنته صلاحيتهم مثل هيبيا وتراوري. والمطلوب ليس أن يبحث ليفربول عن أبراموفيتش جديد يشتري النادي ، لكنه في حاجة للبحث عن مصادر جديدة للتمويل ، إما بزيادة مباشرة لرأس المال أو بانتهاج سياسات تسويقية ناجحة كمانشستر يونايتد ، لإعطاء دفعة مالية لبنيتيث كي يبني فريقا قادرا على المنافسة صاحب التجربة الناجحة مع فالنسيا في إسبانيا رغم إمكانات الفريق التي تقل كثيرا عن ريال مدريد وبرشلونة. أما في حال بقاء إدارة الفريق على ما هي عليه فلن أجد أمامي إلا أن أقول "يسقط ليفربول" أكثر وأكثر لعل جماهيرهم تسقطهم بأيديها وتنقذ النادي من الدوامة التي غاب فيها.