لا يمكن أن تكون متابعا للدوري الألماني ولا تعرف هامبورج، ليس فقط لكونه فريق كبير بالبطولات، ولكن لأنه لم يهبط أبدا. فمنذ انطلاق الدوري الألماني في 1963 ذاقت كل الفريق طعم اللعب في القسم الثاني إلا هامبورج العريق، ولكن العملاق الشمالي بات مهددا بالغياب عن البوندزليجا الموسم المقبل. هامبورج – عمالقة الشمال- كما يحلو لعشاقة تسميته ؛هو الفريق الألمانى الوحيد الذى لم يتذوق أبدا طعم الهبوط الى منافسات دورى الدرجة الثانية منذ أن لعب أول مبارة له فى البطولة فى ال28 من اغسطس 1963. هامبورج الذى لم تغب شمسه عن منافسات "البوندزليجا" طوال 51 عاما ؛ يجد نفسه مع انتهاء الموسم الحالى مهددا – ولأول مرة فى تاريخه – بالهبوط الى دورى الدرجة الثانية. ويعانى هامبورج من حالة من عدم الإستقرار منذ ما يقرب من 5 مواسم ؛وبالتحديد مع نهاية موسم 2009 ؛ حيث فشل هامبورج فى الحصول على المركز الثالث المؤهل لدورى أبطال أوروبا ؛ كما خرج من نصف نهائى الكأس امام فيردر بريمن ؛ ثم ليعود ويسقط أمام نفس الفريق فى نصف نهائى كأس الإتحاد الأوروبى ليخرج خالى الوفاض من الموسم. وفى الموسم التالى 2009/2010 ؛ فشل أيضا هامبورج فى التأهل إلى نهائى الدورى الأوروبى ؛بعد سقوطه فى نصف النهائى أمام فولهام الانجليزى 1-2 فى مبارة العودة بعد تعادله سلبيا فى مبارة الذهاب. وتواصل سقوط هامبورج باحتلاله للمركز 15 فى موسم 2011-2012 ؛ ثم عاد ليحتل المركز السابع فى الموسم التالى 2012-2013 ليبتعد أكثر و أكثر عن المنافسة محليا و أوروبيا.
هامبورج قد يهبط الموسم الحالى لم يكن أفضل حالا من سابقيه سواء من ناحية النتائج ؛ أو حتى على مستوى الإستقرار الفنى ؛ الذى شهد تعاقب 4 مديرين فنيين على تدريب الفريق خلال الموسم. خمس جولات كانت كافية تماما لتطيح برأس اول الضحايا "تورستن فينك" من على رأس الجهاز الفنى بعد سقوط مدو للفريق امام بروسيا دورتموند 2-6 ليحتل المركز الخامس عشر وفى شباكه 15 هدفا بعد 5 جولات فقط من بداية الموسم فى بداية تعتبر الأسوء للفريق منذ ما يقارب عقد من الزمان ؛ ليتولى المهمة من بعده مساعده "رودولفو كاردوزو" بشكل مؤقت. بعد ذلك قامت إدارة الفريق بالإستعانة بخدمات الهولندى "برت فان مارفيك" المدير الفنى السابق لمنتخب هولندا ؛ فى محاولة لتحسين أوضاع الفريق . بيد أن هامبورج لم يجد ضالته فى المدير الفنى الهولندى –الذى قاد منتخب بلاده للتأهل لنهائى مونديال 2010- بعد تذبذب نتائج الفريق معه ؛ حيث خاض "فان مارفيك" 14 مبارة خلال 143 يوما قضاها على رأس الادارة الفنية للفريق ؛ حقق فيها 3 انتصارات و 3 تعادلات و 8 هزائم منها 7 متتالية ؛ كانت كافية لاعلان "اوليفر كروز"-المدير الرياضى لهامبورج- نبأ إقالة "فان مارفيك" فى بيان على موقع النادى الرسمى فى 16 فبراير 2014. ويبدو أن إدارة "هامبورج" قد استوعب الدرس – ولو متأخرا – بأن تغيير الأجهزة الفنية ليس هو الحل الأمثل لإنقاذ موسم الفريق ؛ فقامت بالتعاقد مع المخضرم "ميركو سلومكا" –المدير الفنى الاسبق لشالكه و هانوفر- بعقد يمتد حتى يونيو 2016 ويظل ساريا حتى فى حالة هبوط الفريق ؛ فى محاولة للحفاظ على اكبر قدر من الإستقرار فيما تبقى من الموسم. إدارة الفريق حاولت بشتى الطرق الحفاظ على بقاء "هامبورج" ضمن اندية الصفوة ؛ لدرجة جعلت الإدارة تقدم على خطوة غير مسبوقة بالتعاقد مع المتخصص فى الطاقة العضوية و المعالج النفسى "جوزيف كوهنيرت" ؛ فى محاولة لإعادة تأهيل اللاعبين نفسيا للخروج من تأثير تعثرات الفريق المتتالية ؛ وهو ما أتى بنتائجه إيجابيا على الفريق ؛ وفقا لما اكده لاعب وسط الفريق "تولجاى على ارسلان" ؛ الذى صرح قائلا عن "كوهنيرت" : " انه يبث فينا طاقة ايجابية كبيرة و يجعلنا هادئين وكأنه يأخذنا فى رحلة روحانية". وكنتيجة لذلك ؛ أتت بداية "سلومكا" كانت مشجعة الى حد بعيد ؛ بعد ان استهل مشواره بفوز صريح على بروسيا دورتموند 3-0 ؛ غير ان الرياح لا تأتى دوما بما تشتهيه السفن ؛ وكنتيجة منطقية لتعاقب الاجهزة الفنية واختلاف الفكر الفنى لكل مدرب : أثر ذلك سلبا على أداء الفريق ؛و بدأت نتائج الفريق فى التراجع مرة اخرى ؛ ولم ينجح "سلومكا" بعد هذه البداية سوى فى تحقيق فوزين اثنين فقط وتعادلين و سقط فى 8 مواجهات لينهى "هامبورج" موسمه فى المركز السادس عشر معرضا نفسه لشبح الهبوط للدرجة الثانية للمرة الأولى فى تاريخه وهو الموسم الأسوء له فى تاريخه ؛ حيث لم يسبق لهامبورج ان خسر 21 مبارة فى موسم واحد من قبل ؛ ولا ان استقبلت شباكه ل75 هدفا فى موسم واحد أيضا!
فان دير فارت ويبدو أن وضع الفريق الحرج دفع بعض اللاعبين للخروج عقب خسارة الفريق امام ماينز 2-3 فى الجولة الاخيرة للتصريح بأنهم سوف يقاتلون على فرصتهم الأخيرة للبقاء ضمن دورى الأضواء ؛ حيث صرح قائد الفريق الهولندى "رافائيل فان ديرفارت": "مازلنا نمتلك الفرصة للبقاء في الدوري، ونرغب بشدة في اغتنامها" ؛ واضاف قائلا : " ينبغي علينا الاستفادة من الأمور الإيجابية التي خرجنا بها من مباراة اليوم، وإظهارها في مباراتي يومي الخميس والأحد القادمين حتى نبقى في الدرجة الأولى". من جانبه قال مدافع الفريق "دينيس ديكماير" : " هدفنا هو البقاء في الدرجة الأولى، وبخوضنا للمواجهة الفاصلة فإننا مازلنا نمتلك مصيرنا بأيدينا". ويفتقد هامبورج في السنوات الأخيرة إلى التنظيم داخل وخارج الملعب، حيث عقد الفريق العديد من الصفقات غير الناجحة سواء على مستوى اللاعبين أو المدربين والذى لم يستفد منهم النادى بالشكل الأمثل ؛ مثل "اولاه جون" جناح بنفيكا البرتغالى او "اوسايم بوى" لاعب اليوفنتوس الايطالى ؛ والذى تعاقد معهم فى فترة الانتقالات الشتوية خلال الموسم المنتهى ولم يضيفا الكثير لاداء الفريق وعدم مشاركتهما بصفة اساسية مع الفريق. أيضا من أسباب تراجع مستوى الفريق هذا الموسم ابتعاد الكثير من اللاعبين المؤثرين عن مستواهم المعهود وعلى رأس هؤلاء قائد الفريق "رافايل فان دير فارت" ؛ إضافة الى ذلك الاصابات المتعددة التى اصابت عدد كبير من لاعبى الفريق وابرزهم هداف الفريق "بيير ميشيل لاسوجا". وفى تعليق له على وضع هامبورج الحرج ؛ صرح المهاجم الالمانى السابق " أوفى زيللر" من مخاوفه من ان يواجه هامبورج مصير الفرق المؤسسة للدورى الالمانى والذين تواروا عن الاضواء تماما عقب هبوطهم امثال: ساربروكن أو دويسبورج أو كايزرسلاوترن أو كارلسروه قائلا للاعبى هامبورج: " لو كان الامر بيدى لعلقت اسماء هذه الاندية غرفة خلع ملابس الفريق ليتذكر اللاعبون مصير تلك الأندية". جدير بالذكر ان هامبورج سيخوض جولة فاصلة مع نادى "فيورث" الذى يحتل المركز الثالث فى ترتيب دورى الدرجة الثانية – خلف كل من اف سى كولن و باديربورن المتأهلين رسميا لمنافسات البوندزليجا الموسم القادم – من مبارتين ستقامان يومى 15 و 18 من مايو الجارى لتحديد هوية الفريق ال18 المكمل لعقد فرق البوندزليجا للموسم الجديد.....فهل ينجح هامبورج فى البقاء ام تتحقق مخاوف " اوفى زيللر" ؟؟