كانت نتائج المرحلة الأخيرة للدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليجا) يوم السبت رحيمة بفريق هامبورج، حيث كانت بمثابة طوق النجاة للفريق حتى يبقى على قيد الحياة مجددا، في ظل سعيه لتجنب الهبوط إلى الدرجة الثانية للمرة الأولى في تاريخه. ومر على تواجد هامبورج في الدرجة الأولى 50 عاما و260 يوما، وتأمل جماهير الفريق ألا يتوقف دوران الساعة بعد سبعة أيام حينما تنتهي مباراة إياب الدور الفاصل لتجنب الهبوط والتي سيخوضها هامبورج مع صاحب المركز الثالث في ترتيب الدرجة الثانية يوم الأحد القادم. ورغم فشل الفريق في تحقيق الفوز للمرة الخامسة على التوالي، بعدما تلقى الخسارة 2/ 3 أمام مضيفه ماينز أمس السبت، إلا أن الفريق مازال محتفظا بآماله في البقاء بالدرجة الأولى، بعدما خسر منافساه إينتراخت براونشفيج ونورنبرج أيضا أمام هوفنهايم وشالكة على الترتيب، ليهبطا سويا إلى الدرجة الثانية. ومن المقرر أن يخوض هامبورج مباراتي الذهاب والعودة بالدور الفاصل مع صاحب المركز الثالث بالدرجة الثانية (والذي سيكون أي من فريقي بادربورن أو فيورث) يومي 15، 18 مايو القادم. وصرح رافاييل فان دير فارت لاعب هامبورج "مازلنا نمتلك الفرصة للبقاء في الدوري، ونرغب بشدة في اغتنامها". وأضاف اللاعب الهولندي "ينبغي علينا الاستفادة من الأمور الإيجابية التي خرجنا بها من مباراة اليوم، وإظهارها في مباراتي يومي الخميس والأحد القادمين حتى نبقى في الدرجة الأولى". من جانبه، قال دينيس ديكماير لاعب الفريق "قدمنا أداء جيدا في الشوط الأول، وتلقت شباكنا هدفا غبيا، ولكن سنحت لنا عدة فرص، وفي الشوط الثاني كان اللقاء مفتوحا، وأتيحت لكلا الفريقين المزيد من الفرص". أضاف ديكماير "هدفنا هو البقاء في الدرجة الأولى، وبخوضنا للمواجهة الفاصلة فإننا مازلنا نمتلك مصيرنا". ويعد هامبورج هو الفريق الوحيد الذي لم يهبط إلى الدرجة الثانية منذ أن كان عضوا مؤسسا في بوندسليجا، وخاض مباراته الأولى في البطولة يوم 28 أغسطس 1963، ولكن يبدو أن القائمين على الفريق سعداء بامتلاكهم فرصة تجنب الهبوط عن طريق خوض الدور الفاصل، رغم أن هامبورج حصل هذا الموسم على المركز السادس عشر (الثالث من القاع) وهو أسوأ مركز يحققه الفريق في بوندسليجا طوال تاريخه. وحتى إذا بقي الفريق في الدرجة الأولى، فإن المواسم الماضية أكدت أن الأمور لا تسير على ما يرام داخل النادي مما أدى لانخفاض مستوى الفريق الذي توج بلقب الدوري الألماني ثلاث مرات، وبكأس الأندية الأوروبية مرة واحدة، والذي كان يلعب له في السابق أساطير كرة القدم الألمانية مثل أوفي زيلر، فيليز ماجات، مانفريد كالتز، وهورست روبيتش. ويفتقد هامبورج في السنوات الأخيرة إلى التنظيم داخل وخارج الملعب، حيث عقد الفريق العديد من الصفقات غير الناجحة سواء على مستوى اللاعبين أو المدربين، كما تبدو أحوال النادي المالية في حالة يرثى لها، ويعاني الفريق من عدة مشاكل داخلية بين أعضاء مجلس الإدارة، وربما يتولى مجلس إدارة جديد شئون النادي قبل نهاية الشهر الجاري. وربما لن تستطيع الإدارة الجديدة النجاة بالفريق من شبح الهبوط، ولكن ربما تساهم على الأقل في إعادة تنظيم الأمور، والسعي للعودة سريعا إلى الدرجة الأولى. في المقابل، أعرب المهاجم الألماني السابق أوفي زيلر عن مخاوفه من حدوث الأسوأ، حسبما أشار في عموده بصحيفة (هامبورجر أبندبلات) الألمانية أمس السبت. وكتب زيلر "إن الخبراء فقط هم الذي سوف يتذكرون الأندية المؤسسة لدوري الدرجة الأولى الألماني. أعزائي اللاعبين، لو كان الأمر بيدي لعلقت أسماء هذه الأندية بحروف كبيرة على جدران غرفة خلع الملابس، وأقول لكم: نحن لا نرغب في أن نلقي نفس المصير الذي واجهته أندية ساربروكن، دويسبورج، كارلسروه أو كايزر سلاوترن، فهؤلاء تواروا عن الأضواء عقب هبوطهم، وأصبح الكثيرون لا يتذكرون أسمائهم حاليا". ومن المرجح أن يتسبب هبوط هامبورج في إعطاء الفرصة لغريمه اللدود بايرن ميونيخ في تحطيم رقمه القياسي كأكثر الأندية مشاركة في الدرجة الأولى دون انقطاع، بعدما حافظ الفريق البافاري على تواجده في البطولة منذ صعوده إلى الدرجة الأولى عام 1965. ومن المفارقات العجيبة أن هامبورج مازال يحتل المرتبة الثامنة عشر في قائمة أندية كرة القدم الأكثر قيمة والتي أصدرتها مجلة فوربس. ويرجع آخر لقب فاز به هامبورج إلى عام 1987 حينما توج بكأس ألمانيا، وذلك بعد أربعة أعوام من فوزه بالدوري الألماني لآخر مرة، وبكأس الأندية الأوروبية تحت قيادة مدربه الأسطوري إيرنست هابل. وتواصلت نتائج هامبورج الجيدة في العقد الماضي، حيث حصل الفريق على المركز الثالث عامي 2000، 2006، كما تواجد الفريق في المراكز الخمس الأولى لأكثر من ثلاث مرات حتى عام 2009. وبدأ انهيار هامبورج منذ شهر مايو عام 2009 بعدما فشل الفريق خلال هذا الشهر في الحصول على المركز الثالث المؤهل لبطولة دوري أبطال أوروبا، كما خرج من الدور قبل النهائي لبطولتي كأس ألمانيا وكأس الاتحاد الأوروبي أمام فيردر بريمن، وفي العام التالي فشل في التأهل إلى نهائي بطولة الدوري الأوروبي على يد فولهام الانجليزي. وفي موسم 2011-2012 حصل الفريق على المركز الخامس عشر، قبل أن يحتل المركز السابع في موسم 2012-2013. أما هذا الموسم، فقد ابتعد الكثير من لاعبي هامبورج عن مستواهم المعهود، في مقدمتهم فان دير فارت، كما ضربت الإصابات بعنف العديد من لاعبي الفريق مثل الهداف بيير ميشيل لاسوجا المعار إلى صفوف هامبورج من فريق هيرتا برلين. كما أثار هامبورج دهشة المتابعين بتعاقده مع مجموعة من اللاعبين قليلي الخبرة خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية مثل أولا جون وأوسيم بوي اللذين لم يلعبا كثيرا مع الفريق هذا الموسم. وسواء نجح هامبورج في البقاء في بوندسليجا أو فشل، فإن مستقبل (عمالقة الشمال) مازال غير آمن.