بالرغم من أن نادي توتنهام هوتسبر الذي انضم إليه أحمد حسام "ميدو" هو أحد أعرق الأندية البريطانية ، فإن الواقع الذي يعيشه الفريق حاليا سيضع المهاجم المصري أمام العديد من العقبات الصعبة والتحديات الشخصية التي سيجد نفسه مطالبا باجتيازها خلال محطته السادسة في عالم الاحتراف الأوروبي. فتاريخ إنشاء توتنهام هوتسبر يعود إلى عام 1883 ، وهو ما يجعله ثالث أقدم أندية لندن الموجودة حتى يومنا هذا بعد فولهام (1879) وواتفورد (1881) ، وترجع تسميته بال"هوتسبر" نسبة إلى نبيل إنجليزي يدعي سير هنري بيرسي أطلق عليه ويليام شكسبير لقب "هنري هوتسبر" في أحد أعماله الأدبية وكان المقر القديم للنادي على مقربة من منزله. وبعدها بست سنوات انتقل توتنهام إلى شمال لندن حيث يقع ملعبه الحالي "وايت هارت لين" الذي يسع ما يزيد عن 38 ألف متفرج ، بالقرب من مقر الأرسنال غريمه التاريخي ، حيث سيحصل ميدو على فرصة المشاركة في دربي شمال لندن الذي يجمع الفريقين مرتين على الأقل سنويا. ويضم دولاب بطولات توتنهام 16 بطولة تتمثل في حصول الفريق على الدوري الإنجليزي مرتين وكأس إنجلترا 8 مرات وكأس رابطة المحترفين 3 مرات بالإضافة إلى كأس الاتحاد الأوروبي مرتين وكأس الأندية أبطال الكئوس مرة واحدة. ورغم الماضي العريق للفريق ، فإن الواقع يؤكد أن آخر هذه البطولات التي فاز بها الفريق كانت عندما فاز بكأس رابطة المحترفين على حساب ليستر سيتي عام 1999 ، وسيحرم ميدو من المشاركة في بطولات أوروبا كما فعل مع أياكس ومارسيليا وروما ، نظرا لابتعاد توتنهام عن احتلال مراكز المقدمة في الدوري المحلي منذ فترة طويلة حيث لم يخرج من دائرة المراكز من الثامن حتى الرابع عشر خلال الأعوام العشرة الأخيرة. وسيتعرض ميدو لمنافسة شرسة مع مهاجمي فريقه الجديد وهم هداف الفريق الإنجليزي الشاب جيرمين ديفوه والمالي فريدريك كانوتيه والأيرلندي روبي كين وجميعهم أعضاء في التشكيلة الأساسية لمنتخبات بلادهم ،بالإضافة للوافد الجديد المغربي منير الحمداني الذي تم التعاقد معه في نفس توقيت ضم ميدو.
ورغم صعوبة المنافسة واعتراف المدرب الهولندي مارتين يول بأن ميدو والحمداني جاءا لتدعيم خط هجوم الفريق كبدلاء لنجومه الأساسيين ، إلا أن ميدو سيحصل بالتأكيد على فرصته للمشاركة في المباريات نظرا لطول موسم في إنجلترا حيث يشارك الفريق في 3 بطولات محلية سنويا مما يعني أن الفريق يخوض 45 مباراة في المتوسط كل موسم. وفي حالة توصل ميدو إلى "اتفاق صلح" مع الجهاز الفني لمنتخب مصر فسيصعب استدعاء المهاجم المصري لأداء مباريات المنتخب ماعدا في أوقات الفراغات الدولية المخصصة للمباريات الدولية الرسمية أو الودية التي تلعب فيها المنتخبات الأوروبية وليس "حسب ظروف" الاتحاد المصري لكرة القدم. كما لن يقابل مسئولو توتنهام مشاركة ميدو مع مصر في نهائيات كأس الأمم الإفريقية عام 2006 بالترحاب نظرا لتعارض موعدها مع ارتباطات الفريق المحلية ، وتعرض كانوتيه الموسم الماضي لموقف مماثل عندما خسر موقعه في التشكيلة الأساسية لتوتنهام لإصراره على المشاركة مع مالي في نهائيات كأس الأمم الإفريقية في تونس 2004 رغم كونه حقا أصيلا للاعب حسب لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم. ويضم الفريق نجوما يعرفهم المصريون جيدا ولعب ميدو ضد بعضا منهم مثل المدافع المغربي المخضرم نور الدين نايبت والكاميروني تيموثي أتوبا وحارس مرمى إنجلترا بول روبنسون وليدلي كينج قلب دفاع المنتخب الإنجليزي. وفيما يتعلق بطريقة إدارة الفريق فالمدرب الهولندي مارتين يول يتولى كافة الشئون الفنية اليومية للفريق ، تحت إشراف من "الرجل القوي في النادي" الدنماركي فرانك أرنسين مدير الكرة الذي تم التعاقد معه مطلع الموسم الجاري ليقوم بالتخطيط طويل المدى للنشاط الكروي في النادي وليحصل توتنهام على المكانة المتناسبة مع إمكاناته الكبيرة. وقد تسبب الصدام بين أرنسين والفرنسي جاك سانتيني المدرب السابق لتوتنهام في رحيل الأخير مطلع الموسم الحالي ، وهو ما يكشف عن حصول مدرب توتنهام على صلاحيات أقل من غالبية مدربي الدوري الإنجليزي الذين يقومون بالإشراف على النشاط الكروي للفرق التي يقومون بتدريبها مثل فيرجسون وفينجر ومورينيو وألارديس وكربشلي. وسيكون على النجم المصري أن يلتزم بالسلوك الرياضي داخل الملعب وخارجه ويبتعد عن القيام بدور ال"بودي جارد" مثلما اعتاد في الاحتكاكات الجماعية التي تحدث أحيانا مع المنافسين نظرا لقيام اللجنة التأديبية في الإتحاد الإنجليزي بمراقبة المباريات ورصد أي تجاوز سواء أثناء اللعب أو في تصريحات اللاعبين خلال المؤتمرات الصحفية والتي تعاقب المخالفين بالإيقاف لمدة لا تقل عن 3 مباريات بالإضافة لغرامات