زعلانين عشان تارديللي تأخر في تغيير ، ونسينا أن محسن صالح وقع في الخطأ نفسه في مباراة الكاميرون في كأس الأمم الأفريقية ، ونسينا أيضا أن الجوهري الذي يتشدقون باسمه منذ فترة أصاب مصر كلها بالشلل في مباراة إنجلترا في مونديال 90 عندما فضل إبقاء هاني رمزي في الملعب "برجل واحدة" على أن يشرك لاعبا بديلا سليما! زعلانين لأن تارديللي أشرك فلانا واستبعد علانا ، ونسينا أن محسن صالح كان "راسه وألف سيف" يضم حسام حسن إلى المنتخب في وقت من الأوقات ، ونسينا أيضا أن الجوهري نفسه الذي قادنا للتأهل إلى المونديال مرة واحدة وخرجنا على يده مرتين كان موته وسمه يسمع حد يقولله كلمة طاهر أبو زيد! زعلانين لأن تارديللي لا يبقى في مصر لفترة طويلة لمتابعة الفريق "غير الموجود" ومباريات الدوري "المتوقفة" وإقامة المعسكرات "إياها" و"عمل الشاي والقهوة" والحديث "بالإكراه" مع 30 أو 40 صحفيا يوميا على الأقل "يا إما ها نقطعه في الجرايد" ، ونسينا أن هنري ميشيل يدرب كوت ديفوار هكذا ، ووينفريد شيفر يدرب الكاميرون هكذا ، وروجيه لوميير يدرب تونس هكذا ، وكل المدربين الأجانب العاملين في القارة الأفريقية يعملون بهذه الطريقة ، وإللي ما يعرفش لازم يعرف .. أما حكاية "مدرب الفصل" هذه التي يصدعون رؤوسنا بها ، فهي حجة سخيفة الغرض منها "تطفيش" المدرب الأجنبي لكي يأتي مدرب مصري يشاركونه في وضع التشكيل والتغيير ويحدثونه في التليفون وقتما يشاءون! زعلانين لأننا لم نتأهل إلى المونديال ، ونعتبر أن تأهلنا إلى المونديال أمرا مفروغا منه وكأننا زبائن في المونديال ، أو كأن المونديال هذا : من أملاك أبونا" ، ونسينا أننا لم نتأهل إلى المونديال إلا في مرتين ، إحداهما في عام 1934 وقت أن لم يكن هناك أحد يلعب الكرة في أفريقيا أصلا ، والثانية في عام 90 عندما توافر لدينا أفضل جيل من اللاعبين ، وساعدنا الحظ بوقوعنا في مجموعة "هايفة" ضمت كينيا ومالاوي ليبيريا ، وأيضا خسرنا من ليبيريا وقتها بهدف أيام الجوهري الذي ازداد "مجاذيبه" هذه الأيام كعادتهم ، ثم تخطينا الجزائر بصعوبة بالغة ، وعندما كان لدينا جيل أكثر روعة في عام 1986 فزنا بكأس الأمم الأفريقية رغم أن مدربنا كان واحد اسمه مايكل سميث!! أما الذي يتأهل الآن أكثر منا في القارة فهم المغرب وتونس ونيجيريا والكاميرون وجنوب أفريقيا ، والأحق منا بالتأهل الآن ليبيا وكوت ديفوار ، والمفروض أن نتعامل مع التأهل للمونديال على أنه مسألة صعبة جدا في ظل تزايد عدد الفرق التي أصبحت أفضل منا بكثير في القارة الأفريقية وتستحق التأهل عنا. المهم أن هذه الانتقادات كلها استمعت إليها في "قهوة" ، عفوا أقصد في برنامج عرضه التليفزيون المصري مؤخرا من تقديم رجل يجمع بين عشر وظائف على الأقل في وقت واحد ، وضيوفه أيضا يجمعون بين أكثر من عمل ، والجميع كان يتحدث في وقت واحد بصورة مزعجة عن الفلوس إللي بيلهفها تارديللي في اليوم والساعة ، وعن أخطائه في التشكيل والتغيير ، وكأن تارديللي هذا رجل جاء إلى مصر لكي يخسر ويتشتم ويمشي!
"سؤال أخير : سيناريو مباراة ليبيا هذا ، كم مرة شاهدناه على مدار السنوات العشر الماضية في عهد الجوهري وكرول وراوتر ومحسن صالح وأنور سلامة وفاروق جعفر"؟! والمؤسف في الأمر أن الذين كانوا يتحدثون في هذه "القهوة" ليسوا أكفاء أصلا في مجال عملهم لكي ينتقدوا مدربا أيا كان اسمه ، وكانوا بصراحة يقولون "أي كلام" ، فبعضهم طالب بإشراك تامر عبد الحميد لأنه أفضل من محمد شوقي ، وهم يعلمون أن تامر "مناخيره واجعاه" ، وطالبوا أيضا بالصلح مع ميدو ، "ونشوف إيه إللي مزعله" باعتبار أنه لاعب عظيم ومحترف في روما الإيطالي ، ونسوا أنه ما زال شبه احتياطي في مباريات روما ومستواه في تراجع إلى درجة الانهيار ، لأنهم في الواقع لا يعرفون شيئا لا عن الدوري الإيطالي ولا عن روما ، ولا مركز روما في الدوري ، ولا عمرهم شاهدوا أي مباراة لروما! ولكن الحق يقال أن أفضل ما قيل في هذه "القعدة" هو ما ذكره لاعب دولي سابق شهير له اسمه ومكانته "كلاعب قدير وليس كمدرب" عندما علق على كل ما سبق بقوله : "يا جماعة في الآخر ، الرك على اللعيبة ، لأننا عندما كنا لاعبين ، كنا بناكل النجيلة ، وكنا مش بنستنى تعليمات مدرب عشان نهاجم أو ندافع ، أو عشان نخلص ماتش ، أو عشان نراقب لاعب". وختم هذا اللاعب السابق كلامه قائلا ، ليدلل على صحة ما يقول : "أيامنا ، لو بنلاعب فريق فيه طارق التائب ، ماكانش ولا لعيب في الفريق إداله الفرصة إنه يعمل الشويتين بتوعه دول ، كنا خرجناه من الملعب"! وأنا أثق حقيقة في أن هذا اللاعب السابق كان قادرا على إخراج لاعب مثل التائب من الملعب سواء كبديل أو كمصاب .. بعد الشر! باختصار ، تارديللي قالها من الأول : "إللي عاوز يلعب للمنتخب يتفضل ، وإللي عاوز يقف جنب المنتخب أهلا وسهلا ، وإللي مش عاوز مع السلامة" ، فكانت النتيجة أن ميدو قال "مع السلامة" وتامر عبد الحميد قال "