أثينا (رويترز) : "اهدئي يا سالي" .. "روميو وجولييت" .. "الروليت الروسي" .. "معجزات في الحمل" .. عناوين حكايات ونوادر وطرائف شهدتها دورة أثينا الأوليمبية على مدى الأسبوعين الماضيين فيما يشبه المسرح الرياضي المليء بالحكايات والأبطال. ولاعبة التجديف الاسترالية سالي روبينز هي شخصية لم تطق الانتظار إلى حين إسدال الستار على أعظم عرض رياضي على وجه الارض. ولا عجب أن يقال عنها : "اهدئي يا سالي" , بعد ان تركت التجديف مع زميلاتها على القارب وهن قاب قوسين أو أدني من تحقيق الفوز بميدالية أوليمبية وبعد أن هددت زميلاتها الغاضبات من تصرفها بإلقائها من القارب. وعلى النقيض التام من ذلك يحق لمواطنها السباح جرانت هاكيت أن يدعي الفضل في زيادة معدل المواليد في أستراليا عندما كان يشارك في سباق 1500 متر. وقال هاكيت بعد تلقيه رسائل اليكترونية من سيدات ممتنات حملن خلال مشاهدة سباقاته : "في الحقيقة هذا أمر ممعن في الغرابة أن يكون بمقدوري على ما يبدو أن أجعل النساء تحملن عندما أشارك في سباق 1500 متر , أعتقد أنهن محظوظات لانني لست سباح مسافات قصيرة حيث يقتصر الأمر في مثل تلك السباقات على دقيقة واحدة". أما جينتس بيتيتس كبير مدربي الفريق اللاتفي لالعاب القوى فقد شهد نهاية أحلامه الأوليمبية قبل أن يصل الى أثينا عندما أنزل من احدى الطائرات لانه كان ثملا وسحبت منه بطاقة الاعتماد الاوليمبية. وفي طريق عودتهم إلى بلادهم سيتعين على أبطال نيوزيلندا الاوليمبيين الانتباه لمسئولي الزراعة المتحمسين , فربما تتلاشى أكاليل الزيتون التي زينت رءؤسهم اثر فوزهم بميداليات لاعتبارهم "خطرا على الامن الحيوي". أما الفارسة النيوزلندية هيلان تومبكنز فقد منحت نفسها الميدالية الذهبية الاوليمبية في "الإحراج" بعد أن تحدثت الى شخص ما كان يجلس بجوارها في القرية الاوليمبية. وتحكي هي ذلك الحادث قائلة : "قلت له ما اسمك , فأجابني أن اسمه روجر .. ومضيت أسأله عن الرياضة التي يشارك فيها خلال الاوليمبياد فقال انه لاعب تنس .. فما كان مني الا أن صحت قائلة بصوت عال : يا الهي .. روجيه فيدريه (المصنف الاول على العالم)"! وأضافت : "تمنيت لو أنني لم أرفع صوتي على هذا النحو".
ولسائقي سيارات الاجرة في أثينا سمعة مخيفة في الاحتيال , بيد أن يانيس زافوس أسهم في اصلاح هذه الصورة. وعاش زافوس 15 دقيقة من الشهرة لإعادته ميدالية أولمبية للاعب تجديف هولندي كان قد تركها في سيارته , واعترف زافوس بارتداء الميدالية "لكن زوجتى بدأت تعنفني". ورغم ما سبق كانت هناك بعض المآسي وسط كل هذه المواقف الهزلية , ففي محاكاة لرواية "روميو وجوليت" التي تحكي قصة حب لم يكتب لها النجاح لقيت لاعبة الجودو اليونانية ايليني ايوانو حتفها بعد أن ألقت بنفسها من الشرفة , ووقع الحادث عقب مشاجرة مع صديقها قبل ساعات قليلة من الموعد الذي كان مقررا أن تتوجه فيه الى القرية الأوليمبية. وقفز صديقها من الشرفة نفسها بعدها بيومين لشعوره بالذنب , ولا يزال الى الآن في العناية المركزة. وقتل جندي يوناني كان يحرس منشأة أوليمبية بأثينا رميا بالرصاص بعد أن لعب على ما يبدو لعبة الروليت الروسي القاتلة بسلاحه الناري مع شرطي وقع في خطأ مروع. ومع مشاركة 202 دولة في منافسات دورة أثينا , وهو رقم قياسي , أصبح الاوليمبياد يشبه "برج بابل" , وبطبيعة الحال كان هناك الكثير جدا الذي "ضاع في الترجمة". فعندما كانت الاسئلة تطرح باللغة الانجليزية وتترجم إلى الروسية ويجاب عليها باليونانية قبل أن تعود في نهاية المطاف الى نقطة البداية كان من الطبيعي حتما أن يضيع الكثير. وسئلت الروسية ايلينا ازينباييفا في مؤتمر صحفي بعد فوزها بذهبية القفز بالزانة عما اذا كانت ستنفق بعض نقودها على هواية جمع الاحذية التي عرفت بها. كانت الاجابة التي صدرت عنها بعد ترجمة السؤال بلغات كثيرة "نعم .. مارست القليل من الرماية عندما كنت صغيرة" , وأعيد السؤال مرة أخرى , فقهقهت ازينباييفا , وبدا أنها لم تفهم , ولكن في المحاولة الثالثة والاخيرة لمعت عيناها وقالت مبتسمة : "نعم .. حسنا .. أنا أفهم .. يخت وسيارة"!