بكين (الصين) - أ.ف.ب. : بعد مرور أكثر من خمسين عاما على انتهاء الحرب العالمية الثانية , تخيم ذكرياتها على "معركة" رياضية بين منتخبي الصين واليابان حامل اللقب يشهدها ملعب العمال في بكين يوم السبت في المباراة النهائية لكأس الأمم الآسيوية الثالثة عشرة لكرة القدم التي تستضيفها الصين منذ 17 يوليو الماضي. وستكون المرة الاولى التي تلتقي فيها الصين واليابان في المباراة النهائية للبطولة ولكنها المواجهة الرابعة بينهما في تاريخ مشاركاتهما فيها وتميل الكفة بشكل واضح لمصلحة اليابان التي فازت في المباريات الثلاث السابقة. واحرزت اليابان اللقب مرتين بفوزها على السعودية على ارضها عام 1992 وفي لبنان عام 2000 في حين لم تحرز الصين اللقب حتى الان وافضل انجاز لها كان تأهلها الى المباراة النهائية للدورة الثامنة في سنغافورة قبل ان تخسر امام السعودية صفر-2. وهي المرة الاولى التي يكون فيها طرفا المباراة النهائية من منطقة شرق اسيا منذ عام 1968 (باستثناء الدورة الثالثة عام 1964 التي فازت فيها اسرائيل قبل ان تطرد من الاتحاد الاسيوي). وتعدت المواجهة بين منتخبي الصين واليابان كونها مباراة كرة قدم فقط بل انها حركت الاحقاد القديمة بين البلدين حيث اعتبر الصينيون البطولة التي تقام على ارضهم للمرة الاولى "فرصة ذهبية" لابراز مشاعر الكراهية التي يكنوها لليابانيين منذ ان اعتدوا على اراضيهم في الحرب العالمية الثانية. واستقبل الجمهور الصيني المنتخب الياباني بفتور وعدائية ورفع يافطات كثيرة تطالب الحكومية اليابانية بالاعتذار عن ضرب الصين في الحرب العالمية وكان النشيد الوطني الياباني عرضة لصيحات الاستهجان دائما من الجمهور الصيني في جميع الملاعب التي لعبت فيها اليابان حتى الان كما ان لاعبي المنتخب الياباني تعرضوا الى ضغط هائل لان اصحاب الارض شجعوا جميع المنتخبات التي واجهته. وشاءت الاقدار ان يلتقي المنتخبان في المباراة النهائية التي ستكون معركة حقيقية في داخل الملعب وخارجه لان كلا منهما يسعى الى احراز اللقب اليابان لمعادلة الرقم القياسي برصيد ثلاثة القاب المسجل باسم ايران والسعودية والصين لتدوين اسمها في سجلات البطولة للمرة الاولى في تاريخها والدخول في نادي عمالقة اسيا الذي تبحث عنه منذ سنوات من دون جدوى. وستقام المباراة على ملعب العمال الذي يتسع لنحو 65 الف متفرج , ولكن يحتشد خارج اسواره اضعاف هذا العدد ما سيجعل مهمة رجال الامن صعبة للغاية في تأمين دخول وخروح البعثة اليابانية ولذلك عمدت السلطات الصينية الى تعزيز الاجراءات الامنية حيث ستتم تعبئة الف شرطي اضافي لحماية المشجعين اليابانيين فيما سيحاول ستة الاف شرطي ضبط الجماهير الصينية".
هل يواصل الحظ مساندته لليابانيين؟ وشكلت المباراة الاولى لليابان مع عمان (1-صفر) في مدينة تشونج كينج في الدور الاول تجربة لرجال الامن حيث طلبوا من الأوتوبيس التحرك بسرعة خوفا من ردة فعل الجمهور الصيني. وارتفعت وتيرة التصريحات المتبادلة بين الصينيين واليابانيين خصوصا عبر الصحف ووصل الامر الى وزارتي الخارجية وحكومتي البلدين فاتهمت الصحف اليابانية الحكومة الصينية بانها تساعد على تنمية مشاعر العداء والكراهية لليابان فيما اعتبرت وزارة الخارجية الصينية ان الصحف اليابانية تبالغ في تصوير مشاعر الصينيين ودعت في الوقت ذاته الى يقدم الطرفان مباراة جيدة وان يكون سلوك الجمهور حسنا. ولا يمكن التحكم فعلا بتصرفات الاف المشجعين الصينيين الذين لم ينسوا بعد احتلال اليابان جزءا من اراضيهم ولن يمتص غضبهم سوى احراز منتخبه بلاده اللقب والا من الممكن ان يشهد استاد العمال ما قد يخرج عن الاطار الرياضي ويؤدي الى شبه ازمة دبلوماسية بين البلدين حسب تعليقات العديد من الصحف. فنيا ستكون المباراة متكافئة المستوى بين المنتخبين اللذين يعتمدان اسلوبا مشابها الى حد بعيد باستثناء فوارق بسيطة. تاريخيا تميل الكفة لمصحلة المنتخب الياباني الفائز باللقب مرتين والذي تغلب على نظيره الصيني ثلاث مرات في دورات سابقة لكأس اسيا ولكنه سيواجه ظروفا صعبة جدا في استاد العمال بشكل مضاعف عما صادفه في تشونج كينج وجينان واذا كان مدربه البرازيلي زيكو عرف كيف يرفع من معنويات لاعبين قبل توجههم الى جينان لخوض مباراة الدور قبل النهائي ضد البحرين فان الامور قد تفلت من يديه تماما في بكين. فرض المنتخب الياباني ذاته واحدا من افضل المنتخبات الاسيوية في السنوات ال15 الاخيرة وانعكس دوري المحترفين الذي يطبق في اليابان منذ سنوات على مستوى اللاعبين المحليين وشكلت نهائيات مونديال 2002 في ضيافة اليابان وكوريا الجنوبية محطة مهمة في تاريخ احتراف اللاعبين اليابانيين خصوصا في الاندية الاوروبية. وتخطى المنتخب الياباني تدريجيا غيا