انخفاض كبير في سعر الذهب اليوم الخميس 21-8-2025 عالميًا    أسعار اللحوم اليوم الخميس 21 أغسطس 2025 في شمال سيناء    خلال قمة «التيكاد» باليابان.. الأمين العام للأمم المتحدة يدعو لوقف فوري لإطلاق النار في غزة    اليوم.. وزير خارجية أمريكا يُجري محادثات مع مستشاري الأمن القومي بأوكرانيا وأوروبا    بدء دخول 20 شاحنة مساعدات إلى معبر كرم أبو سالم لدخولها لقطاع غزة    موعد مباراة الزمالك ومودرن سبورت في الدوري المصري    "بالعين المجردة".. أول تعليق من شوبير على هدف الإسماعيلي الملغى أمام الاتحاد    "كانت مظاهرة حب".. شوبير يعلق على مشهد جنازة والد محمد الشناوي    اليوم.. أولى جلسات محاكمة تشكيل عصابي متهم بسرقة المساكن في الأميرية    أغسطس "خارج التوقعات"، انخفاض بدرجات الحرارة، أمطار ورياح مثيرة للرمال بهذه المناطق، وارتفاع الأمواج يعكر صفو المصطافين    اشتباه إصابة محمود نبيل بتمزق في العضلة الخلفية.. وبسام وليد يواصل التأهيل لعلاج التهاب أوتار الساق اليمنى    عاجل.. مايكروسوفت تراجع استخدام الجيش الإسرائيلي لتقنياتها بسبب حرب غزة    فصل رأس عن جسده.. تنفيذ حكم الإعدام بحق "سفاح الإسماعيلية" في قضية قتل صديقه    وداعا القاضى الأمريكى الرحيم فرانك كابريو فى كاريكاتير اليوم السابع    محافظ المنيا يشهد احتفالية ختام الأنشطة الصيفية ويفتتح ملعبين    حقيقة ظهور سيدة تعقر الأطفال في كفر الشيخ    دعاء الفجر| اللهم اجعل هذا الفجر فرجًا لكل صابر وشفاءً لكل مريض    رجل الدولة ورجل السياسة    رئيس شعبة السيارات: خفض الأسعار 20% ليس قرار الحكومة.. والأوفر برايس مستمر    مروة يسري: جهة أمنية احتجزتني في 2023 أما قلت إني بنت مبارك.. وأفرجوا عني بعد التأكد من سلامة موقفي    وداعا لمكالمات المبيعات والتسويق.. القومي للاتصالات: الإيقاف للخطوط والهواتف غير الملتزمة بالتسجيل    حين يصل المثقف إلى السلطة    فلكيًا.. موعد المولد النبوي الشريف 2025 رسميًا في مصر وعدد أيام الإجازة    أذكار الصباح اليوم الخميس.. حصن يومك بالذكر والدعاء    للرجال فقط.. اكتشف شخصيتك من شكل أصابعك    إصابة مواطن ب«خرطوش» في «السلام»    «عنده 28 سنة ومش قادر يجري».. أحمد بلال يفتح النار على رمضان صبحي    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات الأخرى قبل بداية تعاملات الخميس 21 أغسطس 2025    توقعات الأبراج حظك اليوم الخميس 21-8-2025.. «الثور» أمام أرباح تتجاوز التوقعات    سامح الصريطي عن انضمامه للجبهة الوطنية: المرحلة الجديدة تفتح ذراعيها لكل الأفكار والآراء    تعاون علمي بين جامعة العريش والجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا    الآن.. شروط القبول في أقسام كلية الآداب جامعة القاهرة 2025-2026 (انتظام)    «هاتوا الفلوس اللي عليكو».. تفاعل جمهور الأهلي مع صفحة كولومبوس كرو بعد ضم وسام أبو علي    «لجنة الأمومة الآمنة بالمنوفية» تناقش أسباب وفيات الأمهات| صور    لماذا لا يستطيع برج العقرب النوم ليلاً؟    استشاري تغذية يُحذر: «الأغذية الخارقة» خدعة تجارية.. والسكر الدايت «كارثة»    ضربها ب ملة السرير.. مصرع ربة منزل على يد زوجها بسبب خلافات أسرية بسوهاج    شراكة جديدة بين "المتحدة" و"تيك توك" لتعزيز الحضور الإعلامي وتوسيع نطاق الانتشار    علاء عز: معارض «أهلا مدارس» الأقوى هذا العام بمشاركة 2500 عارض وخصومات حتى %50    لبنان: ارتفاع عدد ضحايا الغارة الإسرائيلية على بلدة "الحوش" إلى 7 جرحى    نيويورك تايمز: هجوم غزة يستهدف منع حماس من إعادة تنظيم صفوفها    اتحاد الكرة يفاوض اتحادات أوروبية لاختيار طاقم تحكيم أجنبي لمباراة الأهلي وبيراميدز    بعد التحقيق معها.. "المهن التمثيلية" تحيل بدرية طلبة لمجلس تأديب    بعد معاناة مع السرطان.. وفاة القاضي الأمريكي "الرحيم" فرانك كابريو    ليلة فنية رائعة فى مهرجان القلعة للموسيقى والغناء.. النجم إيهاب توفيق يستحضر ذكريات قصص الحب وحكايات الشباب.. فرقة رسائل كنعان الفلسطينية تحمل عطور أشجار الزيتون.. وعلم فلسطين يرفرف فى سماء المهرجان.. صور    ناصر أطلقها والسيسي يقود ثورتها الرقمية| إذاعة القرآن الكريم.. صوت مصر الروحي    90 دقيقة تحسم 7 بطاقات أخيرة.. من يتأهل إلى دوري أبطال أوروبا؟    الجنائية الدولية: العقوبات الأمريكية هجوم صارخ على استقلالنا    السفير الفلسطيني بالقاهرة: مصر وقفت سدًا منيعًا أمام مخطط التهجير    استخدم أسد في ترويع عامل مصري.. النيابة العامة الليبية تٌقرر حبس ليبي على ذمة التحقيقات    الجبهة الوطنية يعين عددًا من الأمناء المساعدين بسوهاج    رئيس اتحاد الجاليات المصرية بألمانيا يزور مجمع عمال مصر    جمال شعبان: سرعة تناول الأدوية التي توضع تحت اللسان لخفض الضغط خطر    كلب ضال جديد يعقر 12 شخصا جديدا في بيانكي وارتفاع العدد إلى 21 حالة خلال 24 ساعة    عودة المياه تدريجيا إلى كفر طهرمس بالجيزة بعد إصلاح خط الطرد الرئيسي    ما الفرق بين التبديل والتزوير في القرآن الكريم؟.. خالد الجندي يوضح    أمين الفتوى يوضح الفرق بين الاكتئاب والفتور في العبادة (فيديو)    طلقها وبعد 4 أشهر تريد العودة لزوجها فكيف تكون الرجعة؟.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عمر خيرت: مصر على أعتاب حرب أهلية
«مرسى» يسير على نهج «مبارك».. والثورة القادمة «رجوع للحق والعدل»
نشر في الوطن يوم 20 - 12 - 2012

هو صاحب إبداع فنى أبهر العالم كله، فموسيقاه تتسلل بهدوء، لتصوب سهمها بدقة إلى القلب، فتنقله إلى عالم الإحساس الذى لا ينتهى، هو الفنان عمر خيرت الذى بمجرد أن تذكره تتذكر على الفور أجمل المقطوعات الموسيقية (غوايش، فاطمة، عم أحمد، ضمير أبله حكمت، العرافة والعطور الساحرة.. وغيرها)، ولكنه هذه المرة قرر أن يخرج قليلاً من محرابه الفنى ويفتح قلبه ل«الوطن»، ليتحدث فى السياسة وشئون الدولة والفن، بعد أن أصابه الإحباط مما يجرى على الساحة السياسية، مؤكدا أن مصر لم تشهد فتنة فى تاريخها كما يحدث هذه الأيام، معتبرا أن «الإخوان» هم السبب الذى قد يدفع البلاد دفعا إلى حرب أهلية بأدائهم السياسى السيئ، محذرا فى الوقت نفسه من أن الفن أصبح فى خطر بسبب الهجمات المتتالية من مشايخ الفضائيات..
* ما تقييمك للمشهد السياسى الحالى الذى أصاب الكثيرين بإحباط؟
- محبط ورافض قلبا وقالبا هذا الأسلوب فى معاملة المصريين، بعد أن عمل على تقسيمهم وبث الفرقة بينهم بهذا الشكل الأليم، وللأسف لم تعد هذه مصر التى نعرفها، بعد أن سادت الفتنة بين أبنائها، ببساطة: «مصر عمرها ما عرفت فتنة زى الأيام دى ولا حتى أيام الفراعنة».
* هل تؤيد الإعلان الدستورى أم ترفضه؟
- أرفضه رفضا قاطعا، لأنه يعطى سلطات لا نهائية للحاكم، فإذا كنا سنحول رئيس الجمهورية إلى ديكتاتور مرة أخرى بهذا الشكل، فلماذا قامت ثورة يناير من الأساس؟!
* كيف تقيّم قرار الرئيس؟
- «هو فى حد يقول لحد اشتغل ديكتاتور ولمدة ساعة واحدة»، هناك كلمة مشهورة عند المصريين «اللى بيقعد على الكرسى مش ممكن يسيبه» فديكتاتورية مبارك بدأت من كرسى الحكم، فاستمر لمدة 30 عاما، فكيف يطالبنا الرئيس مرسى بالموافقة على إعلانه الدستورى والذى يجعل منه ديكتاتورا بحجة أنه لمدة شهرين فقط، وأقول له «يا ريس إنت ممكن تقلب الدنيا فى الشهرين دول».
* هل ترى أن مصر على أعتاب ثورة جديدة؟
- نعم، أعداد الناس التى وجدت بميدان التحرير للاحتجاج حتى الآن يؤكد أننا على أعتاب ثورة جديدة، ولكن ما لا أفهمه هو تفكير جماعة الإخوان فى إقامة مليونية بميدان التحرير فى نفس المكان، هل يعتبرون أن ذلك حب ووطنية من جانبهم؟! ألا يدركون أن قرارهم ما هو إلا بداية لسفك دماء المصريين، وأنه فهم مغلوط لقيمة دولة بحجم وقامة مصر التى تعتبر أشهر وأكبر بلد فى المنطقة العربية.
* بم تصف هذه الثورة؟
- أصفها بأنها ثورة «الرجوع للحق والعدل»، حيث الرجوع للمطالب الأساسية التى قامت على أساسها ثورة 25 يناير، بعدما تسرب إلى المصريين شعور بأن هناك اختطافا للوطن من جانب فصيل سياسى واحد.
* ما رأيك فى تشكيل الجمعية التأسيسية والانسحابات المستمرة؟
- هو عناد وتصلف ويزيد من غضب الجماهير ويرفع سقف مطالب المتظاهرين، فكيف ينسحب نحو 60% من أعضاء الجمعية، ومع ذلك هناك إصرار على إكمال عملها، وأعتقد أن هذا الأمر أوضح الرؤية السياسية لدى الشعب تجاه الجماعة.
* ما توقعاتك لمستقبل مصر فى ظل الأوضاع الراهنة؟
- متفائل بالشعب الذى قرر النزول يوم الثلاثاء الماضى ليقول كلمته، فى كل الأوضاع والمشاكل التى لا تعجبه، خاصة أن هناك شعورا عاما بأن هناك اختطافا للثورة منذ بداياتها على الرغم من أنها كانت ثورة شعبية، وليست مجرد ثورة فصيل سياسى بعينه.
* كيف تقيّم أداء مرسى؟
- متخبط جدا، ويتصرف كما لو كان رئيس لجماعة الإخوان المسلمين فقط وليس رئيسا لكل المصريين، وما لا يفهمه الرئيس وجماعته أننا شعب ذكى، ولماح و«بيفهم ما بين السطور»، وأنه يدرك أن هدفه الأول والأخير تمكين جماعة الإخوان من كافة السلطات بالدولة؛ فخطبته أمام قصر الاتحادية أمام أنصاره فقط، بالإضافة إلى تراجعه عن بعض القرارات التى اتخذها يكشفان عن «هواة» وليس محترفى سياسة. وتصميم الإخوان على النزول أمام هذه الكتل الجبارة من البشر التى تملأ ميدان التحرير كنوع من إبراز العضلات، هو نوع من الكوميديا السوداء، فكيف تكون أنت صاحب إصدار قرار الإعلان الدستورى، ثم تدفع بأنصارك إلى التظاهر، وعلى أى أساس قررت أن تتظاهر؟ فالمفترض أن من ينزل إلى الميدان هو فقط من يعترض على هذا القرار.. وكل هذه الشواهد لا تمر على تلميذ فى ابتدائى، وتدل على أن هناك سوء نية من جانب الإخوان، وأننا نتعامل لا كأننا فى دولة، بل كأننا فى حرب شوارع، بين حارة وحارة، أو بين شلة وشلة ليصبح التعليق الوحيد «انتوا نازلين تتظاهروا ولا تتخانقوا؟!».
* هل أنت مع «أخونة» مؤسسات الدولة؟
- بالطبع لا، فأنا ضد كل الأفكار التى من هذا النوع، ولا أعرف كيف ظهر هذا المصطلح، فكل إنسان له ربه وله صلواته وله احترامه لذاته ولدينه.
ومشكلة الإخوان المسلمين حتى الآن أنها جماعة تريد أن تحكم فقط، وأن تستولى على مصر لصالح شخوص الجماعة فقط، وهو ما لم يحدث فى تاريخ مصر عبر العصور، وقد ظهر ذلك فى عنادهم وللأسف هم يتصرفون وكأنها مباراة لشد الحبل، أو «ماتش كورة» بين فريقين، دون دراية بأنهم يحكمون دولة كبيرة وأن هذا الأمر لن ينتهى إلا بالحرب.
* هل تخشى على فنك وموسيقاك من تشدد التيار الدينى؟
- نهائيا، بالعكس، أشعر أن الوقت الحالى هو أكثر وقت التفّ فيه الناس حول حفلاتى وموسيقاى، ويمكن تبرير ذلك بأن الناس محتاجة إلى الفن فى ذلك الوقت أكثر من أى وقت مضى، كى تشعر أن الدنيا بخير وتتخلص ولو لساعات معدودة من التفكير بالسياسة.
ومن المعروف أن الأوضاع السياسية الملتهبة لها تأثير نفسى سلبى فى نفوس الشعب المصرى، لذا دوما أحمد الله أنه منحنى الموهبة الموسيقية كى أساعد الناس فى تنقية أجواء حياتهم، ومنحهم الشعور بالارتياح الذى أراه على وجوههم فى الحفلات.
* ما رأيك فى المضايقات التى يتعرض لها الفنانون من قبل بعض الشيوخ؟
- هدفها القضاء على الفن والإبداع، وهى بداية لهدم الجوانب الثقافية والفنية بمصر، كما أنها تمثل عودة لحياة البدائية والصحراء، وهى مفارقة فالعالم كله يتقدم، وهؤلاء يريدون أخذنا إلى ما وراء العصر الجاهلى.
وللأسف هؤلاء لا يعلمون أن فى الدين الإسلامى بالذات لا يوجد ما يسمى «بوكيل الله فى الأرض»، بل إنه الدين الوحيد الذى يستطيع الإنسان فيه أن يصلى فى أى مكان فى الأرض، طالما بينه وبين ربه، والشعب المصرى لم يوكل الإخوان أو يوكل غيرهم للتعبد إلى الله من خلالهم ومن خلال أفكارهم، وللأسف هم يستخدمون «الدين» وسيلة للتأثير على الناس لكى يجبروهم على اتباع منهجهم، بل إنهم يتهمون من لا يسير فى ركابهم بأنه كافر وغير مسلم، ويعدّ «استفتاء مارس» أشهَر مثال على ذلك، حين نشروا الدعاية بأن من سيصوت ب«لا» على الاستفتاء يعد كافرا.
* هل ترى أن الفن فى خطر؟
- لو استمرت تلك الأساليب من هؤلاء الشيوخ، فالفن سيصبح بالفعل فى خطر، وعلى المدى البعيد لن يتوافر له مناخ أساسا للظهور، خاصة أن حياتنا الآن تحولت إلى حرب شبه يومية يحارب فيها الشعب بعضه البعض، وأصبحت الدولة على أعتاب ثورة الجياع، بعد أن صار الحصول على لقمة العيش مشكلة.
- ما دور الفنان فى كل ما يحدث حوله؟
- ألا يوافق على ما يحدث، ويتخذ موقفا يعبر فيه عن رفضه، فكيف يمنح الله موهبة لإنسان ثم يأتى شخص، أيا كان، ليحاول نزع هذه الموهبة منه، موهبة الفنان مهمة للناس مثلها مثل أى شىء آخر فهو يعزز إحساس الناس بمعنى الحب والاحترام، ويزيد من تقديرهم للثقافة والفن، ويجعل الجماهير تشعر بمدى روعة الجمال الموجود فى حياتهم، لكن للأسف هم يريدون أن نعيش فى «سواد عظيم».
* لماذا ابتعدت عن القاهرة الصاخبة فى هذا التوقيت؟
- أحب أن أطلق عليها فترة راحة وليس ابتعادا، بعد عدد من الحفلات المتتالية بالقاهرة، وبما أن سكنى فى ميدان التحرير نفسه، فلم يكن باستطاعتى الإنتاج أو التأليف الموسيقى، فى ظل الاعتصامات، والمليونيات التى تملأ الميدان، بالإضافة إلى تحذير بعض أفراد الشرطة من الوجود بالمنطقة فى ظل تجدد الاشتباكات، لذا قررت السفر إلى الغردقة بضعة أيام كنوع من الراحة.
* يتردد الآن وبقوة أن مصر على أعتاب حرب أهلية أو انقسام.. فإلى أى حد ترى ذلك خطرا كبيرا؟
- الانقسام وقع بالفعل، وكل ما يحدث فى مصر حاليا يدفع إلى حرب أهلية، وأعتقد أن شرارته هى تصميم الإخوان على النزول لميدان التحرير ومبررهم فى ذلك «هو الميدان بتاعكو لوحدكو؟»! وكأنها خناقة فى حارة، وليست دولة.
واعتقاد الإخوان أن إظهار تفوقهم العددى بالميدان سيجبر الجميع على التراجع من أمامهم خاطئ، لأنه سيكون مقدمة لإراقة الدماء، ومن اتخذ هذه القرارات التى دفعت بالجميع إلى الانتفاض سيكون هو المسئول الأول أمام الله والجميع.
* هل أزمة مرسى أنه يخضع لفكر ومنهج الجماعة؟
- نعم، هذا واضح جدا، لأننا لم نرَ أى رأى للمستشارين الذين تم تعيينهم من قِبَله، بل إنه يصدر قرارات هم أنفسهم لا يكونون على علم بها، فقرارات وأسلوب إدارة مرسى تشى بأن الأمور بيد المرشد، والإدارة تتم من داخل مكتب الإرشاد.. وللأسف هذا الأسلوب أدى إلى تقسيم الدولة، فالاحتفال بحرب أكتوبر والتى تعد أهم الحروب فى تاريخ مصر، تم فى الاستاد وبحضور أعضاء الجماعة فقط وأناس ليس لهم علاقة بحرب أكتوبر وعلى رأسهم الزمر مما دفع بالجميع إلى التساؤل: «هل هذا احتفال بنصر أكتوبر أم احتفال بمقتل السادات صاحب ضربة أكتوبر؟».
* ما رأيك فيما يتردد عن أن نظام مرسى يسير على منهج نظام مبارك؟
- هو لا يختلف عنه قليلا أو كثيرا، فمرسى يسير على نفس طريقة مبارك فى التأخر والبطء فى اتخاذ القرارات، وفى أن قراراته كانت السبب فى مظاهرات ستؤدى بنا إلى مذابح ودماء.
بل إنه حتى الآن لم يظهر ليقول كلمة يخفف بها من حالة التوتر السائدة بين الجميع، دون أن يدرك أنه يسلك نفس مسلك مبارك الذى استهزأ بالجموع بميدان التحرير فى بداية ثورة 25 يناير، ويكرر نفس السيناريو بحذافيره، لدرجة أنه وصف الموجودين بالميدان بالفلول، والسؤال هو «هل معقول كل الملايين التى وجدت بالميدان، والتى توجد حاليا فلول؟!».
* كيف ترى المخرَج من تلك الأزمة؟
- كما يقال «الكرة فى ملعب الرئاسة»، وحل الأزمة الحالية فى يد الدكتور مرسى وحده، فعلى الرئيس أن يظهر أمام الجماهير ليعلن إلغاء كافة هذه القرارات، وأهمها الإعلان الدستورى، بالإضافة إلى إلغاء اللجنة التأسيسية تماما ليعاد تشكيلها بعد أن يتم تمثيل كافة الطوائف بها، والدستور الذى تضعه يستفتى عليه من كافة فئات الشعب.
وعلى الرئيس مرسى أن يدرك أن التراجع عن هذه القرارات لن يتعارض أبدا مع الحفاظ على هيبة الرئاسة، فأى هيبة للرئاسة لن تستمر إذا بدأ التطاحن بين طوائف الشعب المصرى، وسالت الدماء، ونقول له «يا سيدى الرئيس.. الرجوع للحق فضيلة».
* ما رأيك فى المليونيات المعارضة للإعلان الدستورى والتى شارك فيها الفنانون فى مسيرة خرجت من دار الأوبرا؟
- تدل على وحدة الشعب، وأنهم فى سبيلهم لتكوين حلف مضاد لمواجهة الجماعة، وحتى الآن أندهش من هؤلاء الذين يريدون السيطرة على شعب تخطى ال 90 مليون نسمة وهم لم يتجاوزوا ال3 أو 4 ملايين، وحجتهم فى ذلك أنهم يملكون الحشود، التى فى الغالب يكون الهدف منها عمل «شو إعلامى» وإبراز عضلاتهم أمام الجماهير، ولكن إراقة الدماء ستكون هى النتيجة الوحيدة، والتى سيحاسبهم عليها الله.
* بعد الثورة وما سببته من أحداث فوضوية هل تراجعت عن قراراتك بعدم الحصول على جنسية أى دولة أخرى؟
- لا، بالطبع سأظل محتفظا بجنسيتى المصرية، وسأظل فى مصر أكافح بها حتى الموت.
* كيف ترى مصر بعد تنحى مبارك، وهل وقعت الفوضى التى هدد بها؟
- نعم للأسف مصر سيطرت عليها بعض الفوضى، ومبارك على الرغم من عيوبه، ومساوئ نظامه التى كلنا نعلمها ونرفضها إلا أنه كان يمتلك بصيرة، وفهما للمشهد السياسى المصرى، نتجا عن تمرسه فى إدارة حكم مصر لمدة 30 عاما.
* كيف ترى حال الأغنية المصرية حاليا؟
- فى تدهور، بل تكاد تختفى، فالفن هو مرآة الشعوب، وما يحدث الآن فى المشهد السياسى ينعكس على الفن، فكيف يستطيع فنان أو مطرب الظهور وهو يشعر أن هناك من لا يريده، وأن هناك فصيلا معينا يترصد له وسيحاربه.
وهى تختلف عن التأليف الموسيقى، فعلى مدار الدهر كان التأليف الموسيقى مادة تعبيرية قوية ولها تأثير مباشر أقوى من الأغنية.
ولقد حاولت من خلال أغنية «فيها حاجة حلوة» لريهام عبدالحكيم أن أقدم هذا التأثير، وكذلك فى أغنية «والله ما طلعت شمس ولا غربت» فى مسلسل «الخواجة عبدالقادر» فإحدى كلماتها التى تقول «دينى لنفسى ودين الناس للناس» على الرغم من أنها تعود إلى العصر العباسى فإنها أصدق تعبير عن الوضع الحالى لمصر، والتفكير السائد لدى بعض الجماعات حاليا، التى تحاول إجبار الجميع على اعتناق أفكارها ومعتقداتها بالقوة.
* البعض يرى فى ألحانك حسا روحيا صوفيا فما رأيك؟
- لا أنكر ذلك، فالموسيقى قد تكون بالنسبة لى طريقة صوفية جميلة للوصول إلى الحق والوصول إلى الله، ووضع الناس فى حالة جميلة.
* كيف ترى إعلام ما بعد الثورة، وهل له دور فى الفوضى التى نعيش فيها الآن؟
- أرى أن أفضل ما فى المشهد الإعلامى هو الإعلام الخاص الذى يتميز بالاستقلالية حتى الآن، أما الإعلام المصرى الحكومى، فهو يحاول الالتزام بمبادئ الديمقراطية ولكن بين السطور ما زال يطرح توجهات معينة، لذا فهو ليس إعلاما ديمقراطيا 100%، فهم ينقلون الأحداث كما هى ولكن بين السطور يميلون إلى الجانب الذى يصب فى صالح الرئاسة.
* لماذا لم تكرر تجربة تلحين الأغانى لكبار المطربين مثل محمد منير وأنغام؟
- الأمر كله مرهون بتوافر فرصة تجمعنى بهم، وليس لدىّ أى مانع فى التلحين لأى صوت محترم، وقد لحنت العديد من الأعمال الغنائية التى أحدثت تأثيرا هائلا، للعديد من المطربين وعلى رأسهم منير، أما الآن فالتأليف والحفلات الموسيقية أصبحت شغلى الشاغل.
فالانتباه للموسيقى الخالصة لم يكن موجودا فى مصر منذ فترة طويلة كما هو الحال الآن، بعد أن كانت السيطرة كلها لصالح الأعمال الغنائية فقط، وهو ما جعلنى أقرر أن أكون صاحب رسالة فنية لا تهدف إلى تحقيق مجد شخصى بل تحقق مجد الوطن وهى نشر الفكر الموسيقى.
* ما رأيك فى الجيل الجديد من مؤلفى الموسيقى التصويرية؟
- شهد طفرة جيدة فى مستوى الإبداع، وأذكر فى هذا الصدد يحيى الموجى وياسر عبدالرحمن، ووليد إسماعيل وخالد حماد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.