فى الجلسة الأخيرة للجنة التأسيسية لوضع دستور مصر 2013 والتى استمرت 19 ساعة، وهى أطول جلسة للجنة إعداد دستور فى تاريخ العالم وتستحق أن تسجل فى موسوعة جينيس للأرقام القياسية، بكى المستشار الغريانى فى نهاية الجلسة بعد التصويت بالموافقة على مسودة الدستور بالإجماع من الحاضرين وهم 86 من أصل 100. والسؤال: ما الذى أبكى المستشار الغريانى؟ هل بكى حزناً على ضياع ماضيه وتاريخه بعد وضع دستور يعتقد فى قرارة نفسه أنه يسىء إليه، أم بكى من سعادة مفرطة بعد انتهائه ولجنته الموقرة من وضع دستور سيدخل به التاريخ كمنتج لم يسبق له مثيل عالمياً، أم بكى من شدة المعاناة بعد 19 ساعة من العمل المتواصل فى عملية انتحارية لرجل فى هذه السن، أم أنه كان خائفاً من تهديد ما من جماعة إجرامية كانت ستتخذ ضده إجراءً انتقامياً إذا لم ينتهِ الدستور فى هذا التوقيت (الخوف فقط هو الذى يجعل الإنسان يعمل 19 ساعة متواصلة)، أم تذكر ما سيدعيه البعض من أنها عملية سلق شديدة التركيز فبكى لإحساسه بالظلم، أم أن البكاء لم يكن بسبب الدستور على الإطلاق وله أسباب شخصية؟ إجابة سعادة المستشار الغريانى عن هذا السؤال لا تسىء إليه مطلقاً كشخصية عامة دخلت التاريخ ولا تعرف كيف ستخرج منه.