أثار قرار السلطات السعودية، بقطع مساعدات بمليارات الدولارات عن لبنان، بسبب حزب الله، ضجة في الأوساط السياسية وبين النخبة اللبنانية. واستمر حزب الله اللبناني، في الرد عبر مختلف منابره الإعلامية، للتعليق على قرار المملكة العربية السعودية بوقف المساعدات عن الجيش وقوى الأمن اللبناني، لافتا إلى أن هناك دولا أخرى يمكنها دعم البلاد. وترصد "الوطن" ردود أفعال المسؤولين اللبنانين وأنصار حزب الله منذ إعلان السلطات السعودية وقف المساعدات عن الجيش اللبناني وقوى الأمن: فعلى عكس الخطاب التصعيدي من السعودية والإمارات ضد الحكومة اللبنانية أصدر رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام بيانا قال فيه: "تلقينا بكثير من الأسف قرار المملكة العربية السعودية المفاجىء القاضي بإيقاف المساعدات المخصصة لتسليح وتجهيز الجيش وقوى الأمن الداخلي، مضيفا: "إننا ننظر إلى هذه الخطوة باعتبارها أولا وأخيرا شأنا سياديا تقرره المملكة العربية السعودية وفق ما تراه مناسبا". وحمل رئيس حزب"القوات اللبنانية" سمير جعجع حزب الله مسؤولية خسارة مليارات الدّولارات بعد تهجّمه الدّائم على السعودية، ودعا في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، الحكومة إلى الاتحاد واتّخاذ التدابير اللازمة. - فيما أكد حزب الله اللبناني، في بيان أصدره الجمعة الماضية، أن القرار السعودي بوقف المساعدات المالية للجيش والقوى الأمنية لم يفاجئ أحدا على الإطلاق في لبنان، وتحميل حزب الله المسؤولية عن القرار السعودي ماهي إلا محاولة فاشلة يكشف مجددا زيف ادعاءاتها الباطلة في مكافحة الإرهاب. وقال نائب رئيس المجلس التنفيذي في جماعة "حزب الله"، نبيل قاووق، إن الرياض يُمكنها شراء قرارات عواصم العالم الكبرى بمالها ونفوذها، ولكنها ليست قادرة على تغيير هوية لبنان أو جيشه، وشدد على أن الشعب اللبناني لن يرضخ لما وصفه بمحاولة المملكة "ابتزازه"، حسب تعبيره. وأعرب رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري، الجمعة الماضية، عن تفهمه لقرار السعودية قطع مساعدات بمليارات الدولارات عن لبنان، معتبرا أن "هذا ما يجنيه لبنان من السياسات الرعناء". ومن ناحيته، قال الرئيس الاسبق للجمهورية اللبنانية أمين الجميل، إنّ القرار السعودي يزيد الطين بلة ويزيد القضية اللبنانية تعقيدا ونتخوف من ان يدفع اللبنانيون في الخليج ثمن الموقف. وأكدت وزارة الخارجية اللبنانية، أن العلاقة بين لبنان والسعودية "ليست علاقة ظرفية مرتبطة بظروف عابرة، بل هي علاقة تاريخية عميقة"، و قالت الوزارة في بيان لها إنها كانت "أول من بادر في لبنان إلى إصدار موقف رسمي على لسان وزير خارجيتها أدان فيه التعرض للبعثات الديبلوماسية السعودية في إيران ولأي تدخل في شؤونها الداخلية" وأعلن وزير العدل اللبناني اللواء أشرف ريفي، أمس، استقالته من منصبه رسميا، متهما حزب الله بتدمير علاقة لبنان مع السعودية والعرب كافة، وحمّله مسؤولية تعطيل الدولة ومؤسساتها وبناء "دويلة" في لبنان. وناشد وليد جنبلاط، رئيس اللقاء الديمقراطي، المملكة العربية السعودية بإعادة النظر في قرارها، وتساءل لماذا تعريض لبنان لمغامراتٍ هو بغنى عنها بحكم العلاقات الوطيدة والودية منذ عشرات السنين مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، وطالب السعودية بالامتناع عن إصدار مواقف تُفاقم اضطراب العلاقات وانتكاستها. وعلّق وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق، على القرار السعودى بوقف المساعدات المالية للجيش اللبناني والقوى الأمنية: "قرار السعودية هو أول الغيث والآتي أعظم"، مؤكدا أن لبنان يواجه تحديًا مصيريًا بسبب محاولات إبعاده عن العرب. وقال مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان، إن محاولات إفساد العلاقة التاريخية بين لبنان والسعودية، والتي وصفها بأنها كانت وما تزال محتضنة كل قضايا العرب والمسلمين، هي مجرد محاولات فاشلة. يذكر أنّ السعودية كانت تعهدت في 2013 بتقديم حزمة مساعدات للجيش اللبناني، أطلق عليها الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان أكبر منحة للقوات المسلحة على الإطلاق.