رؤساء الهيئات: «السيسى» وضع البرلمان أمام مسئوليته

رأى سياسيون، ورؤساء الهيئات البرلمانية لبعض الأحزاب، أن بيان الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى مجلس النواب، أمس، كان رسمياً، ووضع البرلمان أمام مسئوليته بإعلان انتقال السلطة التشريعية له، وبالرغم من عدم حديثه عن بعض الملفات، فإن خطاب «السيسى» كان شاملاً ومحدداً لبعض القضايا، وعلى رأسها الشباب، خاصة أن «السيسى» شدد على ضرورة احتوائهم.
وتقدم محمد أنور السادات، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الإصلاح والتنمية، بطلب موقع من 50 عضواً للدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، لمناقشة الخطاب الأول لرئيس الجمهورية.
وقال «السادات»، فى بيان له، نظراً للأهمية التاريخية والسياسية لما ورد فى البيان الأول ل«السيسى» والذى حدد فيه الخطوط العريضة للسياسة العامة للدولة، وتوجهات الحكومة فى الفترة المقبلة والمشروعات المهمة التى سوف تقوم الحكومة بتنفيذها والمشاكل التى تتعرض لها الدولة المصرية، كان واجباً علينا كنواب للشعب مناقشة ما ورد فى البيان، مستنداً إلى نص المادة 106 من اللائحة الداخلية لمجلس النواب، التى منحت أعضاء المجلس الحق فى التقدم بطلب من 50 عضواً لمناقشة ما ورد فى الخطاب من سياسات وتوجهات لأنها سوف تكون نقطة الانطلاق للأعمال التشريعية والرقابية للمجلس، وتحدد مهام الحكومة وسياستها العامة، التى سوف تنعكس على الحياة اليومية للمواطن فى كل المجالات.
وقال الدكتور صلاح حسب الله، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الحرية، إن خطاب الرئيس كان واضحاً ومحدداً بالحديث عن القضايا والتحديات التى تواجه مصر داخلياً وخارجياً، لافتاً إلى أن الرئيس وضع البرلمان أمام مسئوليته التشريعية، بإعلان انتقال سلطة التشريع له، ووضع الصحة والتعليم على رأس الأولويات.
وأضاف «حسب الله»، ل«الوطن»، أن خطاب الرئيس يبعث الأمل فى قدرة الدولة على تخطى الأزمات والتحديات وبناء دولة قوية وتحقيق طموحات المواطنين. وأشار إلى أنه تم إحالة بيان الرئيس إلى هيئة مكتب المجلس لدراسته وإعداد تقرير بشأنه، لعرضه على الجلسة العامة، ثم إحالته إلى لجنة خاصة لتحديد ملامح وخطة الدولة وسياساتها المقبلة، التى تحدث عنها الرئيس.
«عابد»: الخطاب يرسخ لدولة مدنية.. و«حسب الله»: يبعث الأمل والتفاؤل.. و«السادات»: 50 نائباً طالبوا بمناقشته
وقال علاء عابد، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، إن خطاب «السيسى» حمل العديد من الرسائل؛ أولها أن البرلمان يجب أن يعمل بالتوازى مع السلطة التنفيذية، من أجل إقامة دولة مدنية حديثة، وأضاف، ل«الوطن»، أن الرئيس كان حريصاً على الإشارة إلى أن هناك أخطاراً خارجية تحيط ببلدنا الأمر الذى يتطلب تكاتف الجميع من أجل إفشال تلك المخططات.
وأشار «عابد» إلى أن الرئيس حرص على توجيه البرلمان لإصدار تشريعات تساهم فى تيسير الاستثمار فى مصر، والعمل على استعادة مصر علاقاتها الدبلوماسية القوية مع كل دول العالم، مستشهداً بحصول مصر على مقعد غير دائم بمجلس الأمن، وفوزها بمقعد فى مجلس السلم والأمن الأفريقيين، وأضاف «بشير» أن الرئيس السيسى تعامل مع مجلس النواب بشكل مختلف، بعكس الرؤساء السابقين، الذين تعاملوا مع البرلمان باعتباره تابعاً، لكن «السيسى» تحدث عن البرلمان بنوع من التقدير؛ لأنه لا يريد برلماناً موالياً للرئيس، مضيفاً: الخطاب وضع تصوراً مهماً لشكل التعاون بين السلطات الثلاث «التشريعية والتنفيذية والقضائية» مستقبلاً، لافتاً إلى أن خطاب رئيس الدولة فى الجلسة الافتتاحية من المفترض ألا يغوص فى تفاصيل قضايا بعينها.
ووصف الدكتور مختار غباشى، مدير المركز العربى للدراسات السياسية والاستراتيجية، خطاب «السيسى» فى البرلمان بالمقتضب والقصير، مبيناً أن الخطاب حمل رسائل واضحة لبعض الملفات، مثل الإرهاب، والوضع الاقتصادى فى مصر، وجذب الاستثمارات، وفى نفس الوقت كانت هناك رسائل غامضة فيما يتعلق ببعض ملفات الشأن الخارجى، مثل أزمة سد النهضة الإثيوبى، والرؤية المصرية فى سوريا بعد تطورات التدخل الروسى والموقف السعودى، والقضية الفلسطينية.
وانتقد الدكتور عمار على حسن، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الأجواء التى جرى فيها خطاب الرئيس داخل البرلمان، قائلاً: هذه الأجواء تعيد إلى الأذهان صورة البرلمانات السابقة، كذلك الرئيس السيسى تحدث عما تم عمله وإنجازه لكنه لم يُلزم نفسه بما ينوى أن يفعله مستقبلاً.
وانتقد «عمار» كلمة رئيس مجلس النواب، باعتبارها لم تتحدث عن السلطة التشريعية بالشكل الكافى.