بعد أن وجد كلا الخيارين -وهما الاختيار بين مرشحي الرئاسة في جولة الإعادة بين أحمد شفيق، ومحمد مرسي- أسوأ من الآخر، ففكر مينا سمير في الهجرة والرحيل لأمريكا أو أوربا، للبحث عن الآدمية. "مش هنتخب الديكتاتورية العسكرية، ولا الفاشية الدينية، خياران أمر من بعض". مينا سمير عشريني العمر، يعمل باحثا في إحدى شركات إنتاج الأفلام الوثائقية، كان متوقعا نتيجة انتخابات الرئاسة التي أجريت في 23، 24 من الشهر الجاري، وهي حصد شفيق ومرسي على أعلى نسبة أصوات. "النتيجة مكنتش مفاجأة بالنسبة لي، كل ما أسأل حد يقولي مرسي وشفيق"، ويضيف، "الهجرة هي الحل الوحيد بالنسبة لي". يفسر مينا سبب رفضه القوى لشفيق ومرسي، "مرسي بيلعب على الفقر والجهل، وشنط الزيت والسكر، وشفيق بيلعب على خوف الناس وتأكيده على عودة الأمن للشارع المصري بمجرد وصوله للحكم". رغم أن مينا لا يحب السفر خارج مصر، لكن يرى أنه حل وحيد لهذه المرحلة التي تعيشها مصر، خاصة وأن خوف مينا ليس ممن سيحكم مصر، لكن من عقلية الشعب المصري نفسه. "معنديش أمل في المستقبل إنه يكون أفضل، وعلى الأقل لازم أسفر والدتي وأختي في المرحلة دي، بعد كده هفكر أعمل إيه". ويضيف، "لا الإخوان ولا السلفيون ولا إبليس نفسه هيقدروا يعملوا حاجة للمسيحيين". مينا الناشط السياسي وعضو باتحاد شباب ماسبيرو، يوضح خوفه من اعتلاء مرسي كرسي الرئاسة، بنبرة استياء، "يعني بعد الثورة، بمجرد ما شم السلفيين نفسهم وبدأ صوتهم يعلى، واحد منهم قطع ودن واحد". فقدان مينا الأمل في الحياة في مصر، جعل فكرة الهجرة للخارج تسيطر على تفكيره، وهاجس يمتلأ كل وجدانه. "الآدمية في مصر بتتناقص كل يوم، من أول التعليم والشوارع والمواصلات، لغاية أخلاق الناس نفسها اللي بتنحدر يوم عن يوم"، ويضيف، "هنسافر بحثا عن الأمن والحياة الأفضل والآدمية". يرى مينا أن الطائفية موجودة بالفعل في الشارع المصري، لكنها لا تظهر بوضوح، "أنا خايف من شريحة الشارع، لأن فيه قدر من التعصب والتمييز فعلا، لكن اللي كان مانع الناس، القمع اللي كنا عايشين فيه في حكم مبارك". بينما يرى شفيق في حالة اعتلائه كرسي الرئاسة. "يبقى كدة معملناش حاجه ورجعنا لديكتاتورية وفساد مبارك". تمسك مينا بفكرة السفر، لا تقلل من وطنيته وحبه لبلده، فهو يري أن الهجرة لأمريكا مثلا ليست الملجأ للأقباط، لكنها وسيلة للأمن والحياة الأفضل. "فكرة إن الأقباط بيجروا على السفارة الأمريكية علشان ياخدوا تأشيرة للهجرة مش صحيح، لازم يكون في حد قريب من الدرجة الأولي". ويضيف، "أمريكا مش بتفكر غير في مصلحتها، يعني لو مصلحتها إيادة كل الأقباط هتعمل كده"، ويؤكد على أن الحياة سواء كان في ظل شفيق أو مرسي. "فترة لا تحمل الخير لمصر".