سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ليلة «رابعة العدوية».. أغنيات ورقصات وتناقضات سيارات تذيع أغانى من أيام الانتخابات تدعو لوحدة الإسلاميين والعلمانيين.. والمتظاهرون: «إسلامية رغم أنف العلمانية»
«نعم نعم للدستور» عشرات الآلاف من المؤيدين لقرارات الرئيس رددوا هذا الهتاف عند مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر، تظاهرات حشدت لها بعض القوى والجماعات والأحزاب الإسلامية المؤيدة لمشروع الدستور الذى سيستفتى عليه الشعب السبت المقبل. كثير من المتظاهرين حاولوا التعبير عن موافقتهم ورضاهم عن مشروع الدستور الذى أعدته الجمعية التأسيسية برئاسة المستشار حسام الغريانى، بعضهم اكتفى بترديد الهتافات المؤيدة، وبعضهم ارتدى شارات على يده أو حول رأسه أو عنقه لتأييد الدستور، بعضهم كذلك طاف الشوارع الجانبية مؤيداً للدستور. تتناقض الهتافات التى تذيعها إحدى السيارات التى تجوب شارع النصر وما يجاوره من شوارع أحيانا، فما بين أغنية أذاعها مكبر صوتى تحمله تلك السيارة نصف النقل، تقول كلماتها: «مسلم أو نصرانى إيد واحدة.. ليبرالى أو علمانى إيد واحدة» وكذلك بين هتاف «إسلامية إسلامية رغم أنف العلمانية» يظهر اختلاف كبير فى المواقف بين فترة إصدار الأغنية ومناسبة ترديد الهتاف. الأغنية الأولى، التى تقول بوحدة الأيدى بين المسلمين والمسيحيين والإسلاميين والعلمانيين، صدرت فى أيام الانتخابات، فى حين يخرج الهتاف فى كل تظاهرات الإسلاميين التى يكون سبب من أسبابها خلافا بين القوى الإسلامية والقوى الليبرالية والعلمانية فى الشارع السياسى. محمود الصيرفى، 23 سنة، شاب جاء من إحدى قرى كفر الشيخ؛ حيث يدرس بالجامعة، يقول: «عيب القوى الإسلامية أنها من وقت للآخر تنسى ما حدث من القوى العلمانية؛ فمرة يخرجون بشكل مخصوص ضد الشريعة، ومرة يخرجون من أجل التعجيل بكتابة الدستور تحت رعاية العسكر، ومرة يشتتون الأصوات فتذهب إلى الفلول». يرى الصيرفى أن موقف الإسلاميين من القوى المدنية سببه فى الأساس «أخطاء متكررة يقع فيها العلمانيون والليبراليون، ومحاولات حثيثة لقنص جزء من الكعكة دون أن يكون لهم حق فى ذلك؛ لأنهم أقلية وفقاً لقواعد الديمقراطية التى يتغنون بها، ويحاولون كذلك تشويه صورة الإسلاميين كى ينقلب الشارع عليهم لكن الله دائماً ما يجعل كيدهم فى نحرهم». حتى العاشرة من مساء أمس الأول، وفى فاعليات التظاهر أمام مسجد رابعة العدوية، لم يقرر المعتصمون إن كانوا سيعتصمون بمكانهم فى شارع النصر أم لا، حسين عبدالواحد تحسس الإجابة من بعض إخوانه فى الاعتصام «هل سنعتصم الليلة؟» جاءه الجواب موحداً من جميعهم: «الشيوخ لم يقرروا بعد»، تلصص الجميع كلمات الداعية محمد عبدالمقصود التى ألقاها على المنصة، لم يذكر شيئاً عن الاعتصام، يقول عبدالواحد: «سبحان الله! كيف يضل من يعتمد على أمثال هؤلاء؟ إن الله أودع عندهم علمه فكيف نضل باتباعهم؟». بسيل من النقد، والسخرية فى بعض الأحيان، تناول المتظاهرون الموجودون أمام مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر مقدمى البرامج الحوارية (التوك شو) على الفضائيات المختلفة، مرددين هتافات ذكروا فيها «أبوحمالات» فى إشارة إلى الإعلامى إبراهيم عيسى، والإعلامية لميس الحديدى، وكان الحاضر فى حوارات المتظاهرين الجانبية الغائب عن هتافاتهم هو مقدم برنامج «البرنامج» على قناة «cbc» الإعلامى د. باسم يوسف. على لافتة إعلانية من الحجم الضخم عُلّق إعلان لبرنامج باسم يوسف الذى يقدمه على قناة «cbc» والذى يتناول فيه كثيرا من القوى السياسية بالنقد والسخرية، من بينهم الإسلاميون، ابتسامة باسم يوسف العريضة على الإعلان الموجود فى مواجهة مسجد رابعة العدوية، حيث يتظاهر الإسلاميون، أثار غضب بعضهم.. يقول سامح محمد، 25 سنة: «وجود أمثال هذه البرامج يزيد الاحتقان بين الجميع فى ذلك الوقت الصعب، يمكن تجاوز أى شىء إلا توجيه الإهانة إلى مشايخ وعلماء هذه الأمة وتصويرهم بصورة الحمقى، كيف يكون ذلك إعلاماً، وهو بعيد عن كل معايير المهنية، ولا يقصد إلا إخراج الانفعالات، والتصريحات من سياقها لتكون أدعى للسخرية؟». كثير من المتظاهرين أمام «رابعة العدوية» ذكروا فى أحاديثهم اعتصام أنصار حازم صلاح أبوإسماعيل، المرشح المستبعد من الانتخابات الرئاسية الأخيرة، أمام مدينة الإنتاج الإعلامى؛ حيث توجد مقرات القنوات الفضائية، يذكره الجميع بتأييد كما فعل إمام محمود، 28 سنة، الذى قال: «الشيخ أبوإسماعيل وكل من معه أُسود، ولا بد أن يردع المتجاوزين رادع، كيف يطالبون بحرية أكثر وهم يسبون ويلعنون ويتجاوزون دون أى مانع يمنعهم من فعل كل ذلك؟». انتهت الفعاليات عندما أعلنت المنصة أنه لا نية للاعتصام اليوم، وأن يسعى كل فرد من الموجودين على الترويج فى محيط عمله أو سكنه للتصويت ب«نعم» على مشروع الدستور يوم السبت المقبل، حدثت بعد الحادية عشرة والنصف مساءً انفراجة فى المرور بطريق النصر، واختفت شيئاً فشيئاً السيارات نصف النقل، التى كانت تذيع أغانى يتراقص معها المتظاهرون الشباب منهم والشيب، وقبل انصرافهم بدأ الموجودون فى تجميع ما سقط عنهم من قمامات، نزولاً على طلب المنصة والقائمين على تنظيم التظاهرة.