خرج الآلاف من الشعب السكندرى، أمس الأول، فى مسيرات جابت شوارع الإسكندرية، لإعلان رفضها للاستفتاء على مسودة الدستور، وللمطالبة بإسقاط نظام خرج عن الشرعية ولم يعد يسمع أو يرى سوى رأى جماعته وعشيرته، على حد قول الثوار. وطالب قائدو المسيرات الثوار والمتظاهرين التابعين لأحزاب وحركات ثورية بخفض الأعلام التى تعبر عن هويتهم، والاكتفاء فقط بعلم مصر، وهو ما قابلوه بالترحيب والموافقة، خافضين كافة أعلامهم وهوياتهم السياسية. وأمام مزلقان فيكتوريا، تجمع المئات من الثوار الذين انطلقوا فى مسيرة سلمية بدأت تحشد فى طريقها الآلاف، مارة بمنطقة الساعة ثم باكوس إلى شارع أبوقير ومنه إلى ميدان تجمع الثوار بسيدى جابر، وهتفوا: «مرسى يا أبوعشيرة.. مصر عليك كبيرة». واختلف رد فعل المتظاهرين تجاه الأهالى، حيث كانوا يردون على مؤيديهم من الشرفات بهتافهم الشهير: «أهم أهم أهم.. المصريين أهم»، و«انزل يا مصرى، وقول ما تخافشى.. مرسى لازم يمشى»، فى حين كانوا يقابلون توبيخات المناصرين لجماعة الإخوان بهتافهم: «يسقط يسقط حكم المرشد». وحرص عدد من الثوار على توزيع بيان بعنوان «لا للدستور» على المارة وأصحاب المحال، حمل تفسيراً قانونياً لبعض المواد الخلافية، لتعريف المواطنين بما سموه «القنابل الموقوتة داخل الدستور»، الذى لاقى استحسانا من عدد كبير من المواطنين، الذين كانوا بالفعل بحاجة إلى معرفة أسباب الهجمة الشرسة لقوى الثورة على هذا الدستور. وحرص الثوار على نزع ما يقابلهم من صور للرئيس مرسى من على الجدران والشوارع، التى كانت لا تزال موجودة منذ الانتخابات الرئاسية، كما حرصوا ألا يشتبكوا مع أحد من مؤيدى الرئيس، ليطالب قائدو المسيرة المتظاهرين بعدم الرد على أى محاولة للإساءة من قبل المؤيدين حتى لو وصل الأمر لإلقاء القمامة أو المياه عليهم من الشرفات. وفى تمام السابعة مساء وصلت جميع المسيرات وتجمعت بميدان سيدى جابر، وأقام عدد من المتظاهرين منصة بقلب الميدان وقفوا عليها ورددوا الهتافات المناهضة لجماعة الإخوان المسلمين والرئيس مرسى والدستور المزعوم، وأغلقوا كافة مداخل ومخارج الميدان معلنين قطع الطريق. فى المقابل، حشدت جماعة الإخوان المسلمين أنصارها ومؤيديها من محافظات الدلتا إلى مدينة الإسكندرية، للمشاركة فى مسيرات التأييد التى ستنطلق من أمام المنطقة الشمالية، بالتزامن مع مظاهرات الغضب الرافضة للدستور التى تجوب شوارع المحافظة. وحرصت جماعة الإخوان المسلمين على أن يكون أعداد المتظاهرين لتأييد الرئيس أكثر من أعداد الرافضين، لذلك كان هذا السبب الرئيسى فى حشد المواطنين، ورصدت «الوطن» وجود 7 أتوبيسات مدون عليها «ملاكى البحيرة» و«الغربية» على الجهة المقابلة للمنطقة الشمالية بمنطقة سيدى جابر الشيخ. وتجمعت العشرات من سيارات الأمن المركزى خلف أتوبيسات الإخوان المسلمين فى محيط منطقة سيدى جابر الشيخ، وذلك لحماية المنطقة الشمالية والفصل بين المتظاهرين المؤيدين والمعارضين بعد وصولهم إلى محطة سيدى جابر، ورجوع المؤيدين إلى سيدى جابر الشيخ لركوب الأتوبيسات ومغادرة المدينة.