لا أنكر أننى كنت ممن اختلفوا على حسام البدرى وعودته للأهلى مديرا فنيا، فى الظروف التى جاء فيها خلفا لمانويل جوزيه، خصوصا أن تجربته السابقة مع الأهلى كمدير فنى شهدت فشلا ذريعا، أجبر معها على الرحيل بعدما تعالت هتافات جماهير الأهلى ضده مطالبة بإقالته فى المرات القليلة التى ينتفض فيها الجمهور الأحمر ضد مدربه، وذلك عقب يوم الخسارة المذلة أمام الإسماعيلى 1/3 فى دورى موسم 2011، فضلا عن أن اختيار البدرى جاء بعد أيام من خروجه مع إنبى من كأس الكونفيدرالية أمام باماكو بعد الخسارة 3 /صفر فى مالى بعدما فاز فى القاهرة 1/3. وزاد خلافى الفنى مع البدرى المدير الفنى مع أسلوب تعامله مع اللاعبين وعصبيته الشديدة فى توجيههم، وهو ما ظهر مع جدو فى لقاء السوبر أمام إنبى وفى لقاء الجولة الأخيرة بدورى المجموعات أمام الزمالك مع الصاعد تريزيجيه حتى إننى توقعت له مصير الإيطالى ديلليو روسى المدير الفنى السابق لفيوريتينا الإيطالى والذى رحل عن ناديه بعد اعتدائه بالضرب على لاعبه ليا شيتش لاعتراض الأخير على تغييره خلال مباراة نوفارا. لكنى بصمت وبالعشرة للبدرى وقت إدارته لمباراة الذهاب أمام الترجى رغم اختلاف الكثيرين على طريقة الفريق وخروجه متعادلا بهدف، وهو ما توقع معه كثيرون أن يخسر الأهلى اللقب، ووقفت كثيرا أمام قيادة البدرى للأهلى فى مباراة الترجى على استاد رادس فوجدت مدربا واثقا كتب شهادة ميلاد الأبرز على ساحة المدربين فى مصر، وقضى تماما على عقدة الخواجة، ورسخ لفترات طويلة مقبلة اعتماد الأهلى ومن بعده الزمالك على مدربين وطنيين. لقب دورى الأبطال الأفريقى الذى انتزعه الأهلى عن جدارة كان بمثابة حالة استثنائية فى حياة وتاريخ البدرى ولاعبيه و«خلص» المدير من هاجس الفشل الذى ظل يطارده حتى قدومه للأهلى فعاد إليه استقراره النفسى فأبدع دون ضغوط أمام بطل اليابان على أرضه ووسط جماهيره واستحق لقب «جواريولا العرب»، حيث يعيد وفى هدوء شديد تجربة المدرب الإسبانى الذى حملت تجربته مع برشلونة مخاطرة كبيرة لكنها انتهت بنجاح ساحق أبهر العالم. الفوز على كورنيثانز البرازيلى فى مباراة الأربعاء المقبل والتأهل لنهائى مونديال الأندية يجعل من «البدرييولا» المرشح الأول للفوز بلقب الأفضل داخل القارة الأفريقية فى الحفل المنتظر يوم 20 من الشهر الجارى فى العاصمة الغانية أكرا فى إنجاز لم تنله مصر إلا مرة واحدة عندما فاز حسن شحاتة باللقب عام 2008 وبعد تتويجه للمرة الثانية على التوالى بلقب بطولة أمم أفريقيا، ودخول البدرى إن شاء الله لقائمة الأفضل على مستوى القارة يعيد للمدرب المصرى كثيرا من حقوقه المهدرة والتى أجبرته على التدريب فى سيراليون «مصطفى عبدالغالى» وجيبوتى «أحمد عبدالفتاح كشرى» وتشاد «شريف الخشاب» وزنزبار «عبدالفتاح عباس». وأتوقع أن تسهم انتصارات البدرى فى فتح سوق جديدة للمدربين المصريين فى الخليج وداخل القارة الأفريقية رغم الفشل المحيط بتجربة شحاتة الأخيرة مع العربى القطرى.