يصح جداً أن نصف «مرسى» ب«الشاطر»، فقد شغل الشارع المصرى ب«خناقة» حول الإعلان الدستورى «الورطة»، ثم الإعلان الدستورى «الأزمة»، توازى معها «خناقة» أخرى حول الاستفتاء على الدستور، وبينما غرق المصريون فى متابعة تطورات الضرب والسحل والسفك والقتل، إذا به يصدر قراراً بزيادة أسعار الكهرباء، لم يكترث الناس بالأمر؛ لأن الفواتير الجديدة لم تدهم المواطن بعد، بل سيحاسب عليها آخر الشهر الحالى بأثر رجعى، ومع انتشار هذا الخبر أخذ البعض يردد: واضح أنها بدأت «تندّع»، وبينما ينظر هؤلاء إلى السماء متأملين «الغيوم»، إذا بالسيل يهطل، فيصدر «مرسى» قراراً بزيادة أسعار أنابيب البوتاجاز، وزيت الطعام، ومياه الشرب، والأسمنت، والحديد، والسجائر، والبيرة، والخمرة، والتمغات، ورسوم الرخص، والضريبة العقارية، وغيره وغيره، ليضم كشف الزيادة فى الأسعار ما يقرب من (50 بنداً). «شاطر» يا «مرسى»، تلك هى تباشير النهضة، النهضة على حساب المواطن، وترك يد الحكومة لتمتد إلى جيب «الغلبان» تجمع منها العجز فى الموازنة حتى يرضى عنا «الصندوق» ويعطينا «القرض»، وتلك بالطبع الحلقة الأولى من مسلسل الغلاء الذى سوف تتابع حلقاته خلال الأيام القليلة المقبلة، بحيث لن يقتصر على لزوم الأكل والشرب والتنقل والحصول على التراخيص والأربع حيطان التى تؤويك، بل قد يمتد إلى الهواء الذى تتنفسه، والعيال اللى خلفتها، فمن المحتمل جداً أن تدفع ضريبة على كل «راس»، واحمد ربنا إن الجماعة «سايباك عايش ومش مسيبة عليك دقونها». لكن حذار أن تستغل فرصة انشغال «الدقون» الآن بتبرير قرارات «سيادته» للشعب، أحدهم الآن يبرر زيادة سعر «السجاير» الضارة بالصحة، برغبة الحكومة فى دفع المدخنين إلى «تبطيلها»، واللى «مصر يكيّف يدفع»، بس «الدقون» التى تردد هذا الكلام تعبر سريعاً على حكاية زيادة أسعار «الخمرة» و«البيرة»، رغم أنها من المحرمات الصريحة، ومع ذلك لم يجد الرئيس «الإخوانجى» ولا جماعته غضاضة فى زيادة أسعارها، متناسين أنهم يجمعون «الفلوس» من «الحرام» الذى يتحول فى أيديهم -بقدرة قادر- إلى «حلال.. حلال.. حلال»!. سيبك من «الكيوف»، طيب: الزيت، والمياه الغازية، وساندوتش الفول والطعمية، وغيرها من السلع التى سوف تزيد بسبب زيادة الضرائب، هل هى الأخرى ضارة بالصحة، أم سيصدر قرار رسمى قريب بتحريمها؟ لقد تفوقت يا «ريس» على سلفك «المخلوع» الذى لم يجرؤ على زيادة أسعار هذا الكم من السلع دفعة واحدة. طلعت «أشطر» منه، لكن لدى سؤال لك: «لسة مصدق إنك مش حتمشى؟!».. طيب حفرض إنك «نفدت بالدستور»، تفتكر ممكن «تنفد» بالزيادات الجهنمية فى أسعار السلع والخدمات التى ضمتها القائمة الحالية، والقوائم الأخرى المتوقعة التى سيتصدرها: السولار والبنزين؟.. سبحان الله فى عباده الذين تأخذهم «السكرة» دون «خمر».