ليس هناك أسهل من تبرير إسرائيل لجرائم الإعدامات اليومية التى تمارسها بحرفية ضد الفلسطينيين فى القدس والضفة الغربية، أصبح «الإعدام» هو كلمة السر لكل جندى إسرائيلى أو مستوطن إن شاء التخلص من فوبيا السكين المشهر فى ظهره أو السيارة المنطلقة نحوه تبتغى دهسه!! هكذا تنامى خيال الإسرائيليين مؤخراً ليصبح هوساً لا يستطيعون الفكاك منه، فتحولت مخاوفهم وهواجسهم المرضية إلى مقبرة تكتظ بالموتى «الإعدام لمجرد الشبهة» ليس ضرورياً التحقيق أو الاعتقال، يكفى الاشتباه؟! جنود الاحتلال والمستوطنون لا يخفون شهوتهم للقتل وتلذذهم برؤية الدماء لأى فلسطينى قاده حظه العاثر للمرور بالقرب منهم لا سيما قرب الحواجز العسكرية التى ضجت بها الطرقات وعند مداخل القرى والمدن الفلسطينية «الإعدام بالشبهة» قرائنه جاهزة دون تكبد أى معاناة للتحرى «محاولة طعن أو دهس» تبرر القتل فليس هناك حاجة إلى دليل أو محاكمة. فى معظم الحالات التى تم إعدامها بدم بارد لم يكن هناك خطر يتهدد أرواح مطلقى النار، وبالتالى لم تكن هناك حاجة لإطلاق النار عليهم، لكن جنود الاحتلال مصرون على قتل كل من يشتبه به سواء كان يحمل سكيناً أو حجراً أو مقصاً أو يضع يده فى جيبه أو يخرجها فجأة لأى سبب أو يفقد السيطرة على سيارته، يقتلون بلا تمييز نساء ورجالاً، شباباً وفتيات وأيضاً الأطفال، أصبح القتل من أجل القتل طالما القاتل لا يتعرض للمساءلة أو المحاسبة، يطلقون النار لإشباع شهوة الانتقام والعقاب الجماعى وتنفيس الغضب، الأمثلة كثيرة وحالات الإعدام على الشبهة عديدة والفيديوهات التى توثق ذلك منتشرة وفى متناول الأيدى! إسرائيل لم تعد بحاجة لمحاكمة من تشتبه بمحاولته طعن إسرائيلى أو أنه طعن فعلاً، أصبحت تكتفى بالإعدام الفورى دون الالتفات للقانون أو التحقيق، فقد كانت تعليمات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه موشيه يعالون حاسمة ومحددة القتل بالشبهة ولا مجال للتحقق! مؤخراً قامت السلطة الفلسطينية بتوثيق جرائم الإعدامات الميدانية للفلسطينيين، فنشرت فيديو ترجمته من العبرية للإنجليزية يوثق بوضوح صوتاً وصورة وفى مناطق عدة من الضفة الغربيةوالقدس، مدى اللذة والفرحة التى يشعر بها جندى الاحتلال وهو يراقب ويستعد لقنص الفلسطينى الذى يقذفه بحجر عن بعد، أو يلوح بعلامة النصر قاصداً قتله، ويظهر الفيديو سقوط العديد من الشباب مضرجين بدمائهم بعد قنصهم بالرصاص الحى. حملات القتل المسعورة التى يمارسها جيش الاحتلال الذى أصبح يحترف ارتكاب جرائم الإعدام، ومناشدات السلطة الفلسطينية للمجتمع الدولى لإيقافها كونها جرائم ترقى إلى مصاف جرائم الحرب وضد الإنسانية، لم تجد آذاناً صاغية أو تشفع بإيقاف نزيف الدم رغم ما يتعرض له الفلسطينيون من بطش وظلم الاحتلال وحملة تحريض بشعة بالقتل والتطهير العرقى والعنصرى، صوت واحد انشق من عباب الصمت الدولى عبرت عنه وزيرة الخارجية السويدية «مارجوت وولستروم» وهى من الوزراء القليلين الذين يمتلكون ضميراً فى عالم لا يفهم سوى لغة المصالح، طالبت الوزيرة بالتحقيق فى أحداث القتل والإعدامات الميدانية التى تمارسها قوات الاحتلال، فردت عليها إسرائيل بطريقتها المعتادة بأن هذا الأمر يثير الغضب وغير أخلاقى ولا عادل!! على الأقل جاء صوت الضمير من عالم لا ينتمى لنا نحن كعرب، طبعاً لا بد أن تكون إسرائيل مطمئنة تماماً لأن المرحلة تصب فى مصلحتها والتاريخ يسجل أزهى عصورها، المنطقة العربية تغلى بالصراعات والنوائب، ولا عجب ألا ينضم ضمير عربى لضمير الوزيرة السويدية ويطالب بعقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية مثلاً!! لاتخاذ إجراءات حاسمة تحقن دماء الفلسطينيين وتصون رقابهم من مقصلة سياسة الإعدامات الإسرائيلية الممنهجة، فقد أصبحت «قضية العرب» فى خبر كان.