«منقذ الكرة المصرية» يتحدث ل«الوطن»: جدو: كلنا سواسية فى الأهلى.. وسر انتصارات الفريق أننا «لا نعيش النجومية على بعض»

لن أتردد فى الرحيل إذا تم إلغاء الدورى.. حققت حلمى باليابان.. وطموحاتنا فى البطولة بلا حدود

قبل نحو ثلاث سنوات لم يكن يعرفه أحد، إلا أنه قرر الوصول للقمة، باجتهاده وصبره ومثابرته، لم تهزه الأزمات، ولم تنل منه الشائعات، ولم يتأثر بالحرب التى شنها عليه البعض للتشكيك فيه وفى إمكانياته وفى انتقاله للقلعة الحمراء.
محمد ناجى جدو، المهاجم القادم من حوش عيسى ليتربع على قمة مهاجمى مصر، تحول فى غضون ثلاث سنوات فقط، من مجرد لاعب فى الاتحاد السكندرى إلى مهاجم «سبع نجوم»، حقق إنجازات لم يحققها غيره فى عشرات السنين داخل المستطيل الأخضر، فهو المهاجم الذى «بصم» على اللقب السابع فى العديد من البطولات مع المنتخب فى بطولة الأمم الأفريقية عام 2010، ومع الأهلى فى كأس السوبر المصرية، ودورى أبطال أفريقيا أمام الترجى، جدو «منقذ» الكرة المصرية كما تصفه «فيفا» تحدث ل«الوطن» من داخل مطار القاهرة وقبل السفر إلى اليابان عن سر العزيمة الفولاذية التى يملكها، وعن مشاركته للمرة الأولى فى اليابان، وأشياء أخرى داخل الحوار:
* كيف ترى مشاركتك الأولى فى كأس العالم للأندية؟
- بالطبع سعيد جداً بالمشاركة فى بطولة كأس العالم للأندية بعد الفوز ببطولة أفريقيا، وكان من ضمن أحلامى أن أشارك فى هذه البطولة وعند تعاقدى مع الأهلى كانت أهم أمنية لى مع الفريق اللعب فى مونديال الأندية والحمد لله، تحقق حلمى بعد فوزنا ببطولة أفريقيا.
* بشكل عام، أين تقف طموحاتكم كلاعبين فى البطولة؟
- طموحاتنا كبيرة، وليست لها حدود ونسعى لبذل أقصى مجهود ونتمنى أن نقدم المستوى الذى يعرفه الجميع عن الأهلى، مستوى لا يقل عن المستوى الذى قدمناه فى مباراتى النهائى الأفريقى أمام الترجى التونسى، ونسعى للعودة من اليابان بإنجاز طيب، ونحصل على مركز متقدم ونشرف الكرة المصرية والأفريقية فى المونديال.
* الفوز باللقب الأفريقى الأخير، ماذا يمثل لك تحديداً؟
- لقب غالى على قلبى، وبالطبع هى بطولة غالية علينا جميعاً لا سيما أننا حققناها فى ظل ظروف صعبة مررنا بها، لكن والحمد لله كلل مجهودنا بالنجاح.
* مررتم خلال البطولة الأفريقية بالعديد من الصعوبات، ما أبرزها؟
- الظروف الصعبة التى مرت علينا خلال مشوار البطولة كانت كثيرة جداً وصعبة فى نفس الوقت على أى فريق وأى لاعب، لكن الحمد لله الأمور مرت بسلام فى النهاية وأعتقد أن أصعب الظروف كان سوء التفاهم بيننا وبين الألتراس؛ لكنهم تفهموا الأمر مع مرور الوقت؛ لذلك مرت الأمور بخير فى النهاية.
* هل كان طبيعياً بالنسبة لكم كلاعبين أن تجدوا جمهور الأهلى ضدكم؟
- كان شيئاً صعباً للغاية بالنسبة لنا، أن يقف جمهورك ضدك فهو أمر مؤلم، وسبب لنا ضغوطاً، خاصة أننا نلعب من أجلهم، وهم وقودنا داخل الملعب، ولم نعاقب فقط بالحرمان منهم بسبب الأمن وإصراره على اللعب بدون جمهور؛ لكن العقاب الأكبركان ابتعادهم عن الفريق فى بعض الأوقات بمحض إرادتهم.
* كيف استطعتم التغلب على كل تلك الأزمات؟
- كان أمامنا هدف واحد فقط وهو الفوز باللقب وإهداؤه لأرواح الشهداء وحاربنا فى الملعب من أجل هذا الهدف الذى كان أيضاً مطلباً جماعياً لكل المصريين وأعتقد أننا نجحنا فى الوصول لما كنا نخطط له بفضل الله أولاً، وبمجهود الجميع فى الفريق سواء كان جهازاً فنياً أو لاعبين، فجميعنا عمل من أجل اللقب واستطعنا رسم البسمة على شفاه البعض وأهدينا اللقب للجماهير التى ماتت من أجلنا وكذلك للجماهير التى وقفت ضدنا فى فترة من الفترات؛ لأنهم فى النهاية «مننا» وما حدث كان مجرد سوء تفاهم ونحن نعلم مدى حبهم وعشقهم للأهلى ورغبتهم الدائمة فى تحقيق الانتصارات والبطولات.
* اتحاد الكرة حدد يوم 18 الشهر الجارى لعودة الدورى.. هل تتوقع حدوث هذا؟
- عودة الدورى مهمة جداً ليس فقط للاعبى الأهلى، بل لكل اللاعبين فى مصر، وبالنسبة لنا نحن أكثر من عانينا بسبب توقف الدورى؛ لأننا كنا نواجه فرقاً وأندية جاهزة فنياً وبدنياً فى الوقت الذى لم نكن فيه بنفس فورمة المنافس والجهاز الفنى اجتهد معنا كثيراً من أجل تجهيزنا قبل كل مباراة حتى المباريات الودية كانت تقام بصعوبة وأنا شخصياً أتمنى أن يعود الدورى فى أقرب فرصة ممكنة.
* والظروف الحالية التى تمر بها البلاد هل تسمح بعودة الدورى؟
- نحن نتمنى عودة الدورى فى أقرب فرصة، وما يجب أن نضعه فى الحسبان أيضاً أن عودة الدورى، لا بد أن تكون وسط ظروف صحية، وأن يكون الكل مُرحباً به ويعمل على إنجاحه وتعود الكرة المصرية لمجاريها وطبيعتها وتعود أيضاً للحياة.
* وماذا لو تم إلغاء الدورى؟
- بالتأكيد لو تم إلغاء الدورى، فسأبحث عن عروض وأرحل لماذا أستمر فى مصر، والنشاط متوقف، نحن لاعبون للكرة أى وظيفتنا هى لعب الكرة، وفى حالة عدم توفير العمل لنا فى مصر، فمن الطبيعى أن نبحث عن فرص عمل فى أماكن أخرى وهذا حق مشروع لنا كلاعبين.
* ظللت لفترة على دكة الاحتياطى فى عهد جوزيه، هل كان من السهل عليك العودة إلى التشكيل الأساسى مع ولاية البدرى؟
- المسألة ليست اكتشاف نفسى من جديد أو ما شابه ذلك كل ما فى الأمر أننى اجتهدت على قدر المستطاع وبذلت كل ما فى وسعى منذ قدومى للنادى الأهلى لكن تبقى الكلمة الأخيرة للجهاز الفنى وفى عهد جوزيه، كنت ألعب أحياناً وأجلس على الدكة أحياناً، وأحترم وجهة نظر الجهاز الفنى مهما كانت، ومن الطبيعى أن يكون للاعب رغبة فى المشاركة، لكن تبقى كلمة الجهاز الفنى هى الفيصل فى النهاية، وأعتقد أن اقتناع البدرى بإمكانياتى كان وراء الدفع بى أساسياً فى العديد من المباريات.
* وجوزيه ألم يكن مؤمناً بقدراتك وإمكانياتك؟
- ليس بهذا المعنى، فكل ما أريد توضيحه أن كل مدرب له خططه وطريقة لعبه، فمثلاً جوزيه كان يلعب ب (3-5-2) والبدرى يلعب بطريقة (4-4-2) وبالتالى كل مدرب يختار اللاعبين الأمثل من وجهة نظره لتنفيذ خططه فى المباريات وبالتالى قد يكون لاعباً أساسياً لدى مدرب وقد يكون غير أساسياً مع مدرب آخر، ومن الطبيعى مثلاً أن تجد لاعباً أساسياً لدى مدرب فى مباراة واحتياطياً لدى نفس المدرب فى مباراة أخرى؛ لذلك فإن كرة القدم ليست بها ثوابت نحن كلاعبين علينا تقديم أفضل ما عندنا والمدير الفنى هو الذى يقرر فى النهاية لأن الفريق مسئوليته.
* وجود تخمة من النجوم فى الأهلى، هل يسبب صراعات داخل الفريق؟
- الفريق البطل من أهم صفاته أنه يضم العديد من اللاعبين المميزين الذين يساعدونه على تحقيق الانتصارات والفوز بالبطولات؛ لذلك فمن الطبيعى أن تجد فى فريق بحجم الأهلى العديد من النجوم، ولكن فى نفس الوقت كلنا سواسية داخل الفريق، ونتعامل فى بوتقة واحدة من أجل مصلحة الفريق، فلا يوجد لاعب يعيش النجومية أو يتعامل بها مع زميله أو على حساب أى لاعب بالفريق كلنا نمثل النادى الأهلى وهذا هو سر نجاحنا، وسر نجاح الأهلى دائماً روح الجماعة.
* لكن فى بعض الأندية، يكون «صراع النجوم» نقمة وليس نعمة؟
- فى مثل الأهلى، الأمر مختلف للغاية فكل لاعب يعرف واجباته والتزاماته والخروج على النص مرفوض، لذلك فوجود العديد من النجوم فى صالح الفريق لأن المنافسة الشريفة تكون على أشدها والفائز فى النهاية هو الفريق.
* لكنك كنت فى الاتحاد السكندرى بمثابة النجم الأوحد؟
- لا يجب أن ننظر للأمور بمثل هذه الصورة، فمثلاً لقد لعبت مع المنتخب فى الأمم الأفريقية عام 2010 وبالتالى المنتخب يضم أفضل اللاعبين فى مصر ومع ذلك لم يشعرنى أحد بشىء ولا هنا أيضاً فى الأهلى وفى الاتحاد نفس الشىء، فأنا بطبيعتى لا أنظر للأمور بمثل هذه الطريقة أنا فقط أتدرب بجدية وأبذل كل ما فى وسعى لنيل ثقة الجهاز الفنى.
* هل تشعر أنك مظلوم إعلامياً خاصة أنك بعيد عن الشو الإعلامى مثل العديد من اللاعبين رغم أن دورك فى الفريق بات رئيسياً؟
- أنا بطبيعتى لا أفكر بهذه الطريقة فى البداية أو النهاية أنا لاعب كرة أتدرب بجدية لكى أحصل على ثقة مدربى فى المشاركة أساسياً وعندما أشارك أبذل كل جهدى لأكون عند حسن الظن بى فهذا ما يشغلنى.
* كيف ترى فرص المنتخب المصرى فى تصفيات كأس العالم؟
- كلنا نتمنى اللعب فى كأس العالم، ليس اللاعبون فقط، بل كل المصريين يحلمون بمشاركة المنتخب فى مونديال البرازيل لا سيما أن هذا الحلم تأخر كثيراً وكلما حلمنا به استيقظنا على كابوس يتكرر معنا منذ كأس العالم بإيطاليا عام 1990 لكن علينا أن نعمل من أجل تحقيق الحلم وأتمنى عودة الدورى سريعاً لأن استمرار الوضع الراهن لن يكون فى صالح كرة القدم المصريه وسيؤثر بشكل سلبى على مسيرة المنتخب الوطنى فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم، وبالتالى سيكون المنتخب هو الخاسر الأكبر من توقف النشاط.