قابلت الأستاذ عماد الدين أديب مرات قليلة فى حياتى. هو بالنسبة لى إحدى أساطير الإعلام فى مصر (ده أنا هتشتم شتيمة على الوصف ده)، وهى حقيقة لا يدركها إلا العاملون فى الفضائيات العربية التى يعتبر هو من روادها، وأقدم من قدم برنامج «توك شو» من خلالها مستضيفاً الملوك والرؤساء ورموز الفن والثقافة (أتذكر السيجار الذى عزم به الملك حسين عليه فى إحدى الحلقات)، ليقدم ما يقرب من 16 ألف حلقة، ثم يعتزل فى قمة تألقه، ويختار الابتعاد. عماد الذى بدأ حياته المهنية وقت كان طالباً فى كلية الإعلام بحوار مع الرئيس السادات بمشاركة عمرو عبدالسميع، ثم خاض رحلة كفاح من محرر صحفى حتى صار مالكاً لمؤسسة إعلامية، ثم اشتهر بأنه صديق الملوك والرؤساء حين أصبح مذيعاً، وقيل عنه إنه صديق شخصى لمبارك، وهو ما كان عماد حريصاً على نفيه أيام مبارك نفسه، خرج يوماً -رغم علاقته الطيبة بالنظام- ليتحدث عن الخروج الآمن لمبارك فى عز جبروته وسطوته، فيغضب عليه النظام، ويحفظ له وداً قديماً مكتفياً ب«قرصة ودن» من شأنها أن قضى عماد معظم أوقاته بعدها متنقلاً بين عدد من الدول الأوروبية، لكنه ظل عند الجميع مرتبطاً بالنظام وصديقاً له ومنظِّراً أحياناً لمبارك، ربما لأنه كان دائم الإشادة به، ثم عاد الأستاذ عماد مرة أخرى للظهور من خلال «سى بى سى» عبر برنامجه (بهدوووء) راصداً ومحللاً ما يحدث فى لحظات فارقة فى تاريخ مصر، ثم ها هو يطل علينا بمقالات مهمة أبلغته شخصياً إعجابى الشديد بها، وما زلت. أما وقد قلت ما قلت، مع عميق الود والمحبة للأستاذ عماد فليسمح لى إذن أن أندهش وأنزعج من تهديده لباسم يوسف بعد الحلقة التى رآها عماد تحمل سباً وقذفاً له ولزملائه فى القناة، بينما رآها باسم وجمهوره نقداً ساخراً اعتاد عليه باسم منذ كان يقدم برنامجه فى قناة «أون تى فى» (قدم باسم حلقة كاملة منتقداً مواقف نجيب ساويرس مالك أون تى فى). إيسيفا.. يعنى بهدوء بس باليونانى يا أستاذ عماد؛ فمقاضاتك لباسم تجعلنى أتخيل لميس الحديدى وهى تؤجر قاتلاً محترفاً لاصطياده، ولم ينَلك ما نالها (أنا بضحك لغاية دلوقت بصراحة). ترانكيلامنتى.. يعنى بهدوء بس بالإسبانى يا أستاذ عماد، فمقاضاتك لباسم لم يفعلها المجلس العسكرى، ولم يتجه إليها الإخوان أنفسهم مع عميق الاختلاف السياسى بينهم وبين باسم الذى «شرد لهم» مشروع نهضتهم وجعل منه «طبق كشرى». وها أنت تفتح الطريق أمامهم. ديام ديام يا أستاذ عماد.. يعنى بهدوء بس بالإندونيسى، فالقناة تعاقدت مع باسم وهى تعرف أسلوبه، وكان من الأولى بك أن تصب جام غضبك على مالك القناة مثلاً أن «رزاك» بباسم وأشكاله. سيلنسيوسامنتى يا أستاذ عماد.. يعنى بهدوء بس بالبرتغالى؛ فالرجل لم يقل إن لميس رداحة ولا إن خيرى مرتبك ولا إنك منافق أو قرعجى (أموت وأعرف جبت قرعجى دى منين). سيسيسجى يا أستاذ عماد.. يعنى بهدوء بس بالتركى، فأن يصل الأمر أن يمطر رجل مثلك على باسم كل يوم نقطة فيا ويل مصر من ساندى عماد أديب. ترونكيليمووووو.. يعنى بهدوووء بس بالفرنساوى يا أستاذ عماد، فالنهارده حضرتك تقول له التوحيد والنور وهو بكرة يقول لك حمام التلات، فتكون النتيجة أن يتحول الإعلام إلى «درب البرابرة»، وأخيراً، لمعلومات حضرتك العامة.. تشوبتشاب.. يعنى بهدوء بس بالهندى، و«سى زى كا نى» يعنى بهدوء بس باليابانى، وروستوووخ يا أستاذ عماد روستووووخ يا زكى يا روستوووخ.. يعنى بهدوء بس بإفيه محمد هنيدى. حفظ الله «جوجل ترجمة»، وما جعلنا أبداً من المخلّصين الذين لا ينالهم سوى تقطيع هدومهم.