عبر وفد من الاعلاميين العرب إلى قطاع غزة من معبر رفح البري، يضم 23 إعلاميا من دول مختلفة، منها مصر وموريتانيا والعراق والأردن والسودان والصومال وتونس وليبيا، برئاسة مكرم محمد أحمد؛ لإعلان تضامنهم مع أهالي قطاع غزة ضد الحرب الغاشمة الأخيرة، ومع الإعلاميين الذي استُهدفوا من الجيش الإسرائيلي. وقال مصدر بمعبر رفح البري إن المتضامنين صحفيون من عدة وكالات وصحف عربية، موضحا أن هدف زيارتهم إعلان تضامنهم التام مع القضية الفلسطينية وخاصة الحرب على قطاع غزة، فضلا عن التضامن مع إعلاميي القطاع لمواصلة كفاحهم في نشر الإرهاب الصهيوني وعدم الاستسلام للقصف الشنيع لوسائل الإعلام الفلسطينية لإجبارها على عدم نقل الصورة، علاوة على رصد كافة الأضرار التي خلَّفتها الحرب الصهيونية على القطاع ومحاولة نقلها إلى كافة أنحاء العالم، على حد قوله. وأكد المصدر وجود تنسيق مسبق للوفد الإعلامي مع حكومة قطاع غزة، حيث سيزور الوفد الأماكن التي تعرضت للضرب والقصف، ومنها محطات التليفزيون والأماكن الإعلامية ومكاتب الصحفيين؛ للوقوف على الوضع بالكامل في القطاع فضلا عن حضور لقاء صحفي مع إسماعيل هنية، رئيس وزراء حكومة حماس في غزة. وقال مكرم محمد، رئيس الوفد، في تصريحات صحفية، إن "يأمل في تحقيق خطة حقيقية وجادة ليس في غزة فقط بل في فلسطين بالكامل، لأن غزة جزء تم اغتصابه من أرض فلسطين، وإسرائيل تفعل ما تشاء في فلسطين من قتل ودمار"، مضيفا: "لكننا نتوقع خيرا من الربيع العربي الذي سيعم على فلسطين". وأضاف: "لابد من تكاتف الفصائل الفلسطينية في جبهة واحدة تصب في صالح قضية المصالحة الفلسطينية"، مؤكدا أنه "آن الأوان أن تُكَلَّلَ هذه المصالحة بالنجاح، خاصة مع تحسن العلاقات في الوقت الراهن"، مشيرا إلى أنه لابد من التزام إسرائيل بفتح المعابر مع قطاع غزة حتى تخفف عن الشعب الفلسطيني المحاصر، كما طالب بإنشاء منطقة تجارية برفح المصرية للقضاء نهائيا على الأنفاق التي تمثل خطرا على الحدود المصرية والأمن المصري. وفي سياق متصل، قال عماد البلك، الناشط المصري العائد من زيارته التضامنية لقطاع غزة، في تصريح خاص ل"الوطن"، إن "زيارتنا لغزة كانت لإعلان التضامن المصري الصريح مع أهالينا في القطاع، فضلا عن رفع الروح المعنوية للأهالي" وأضاف: "رصدنا خلال زيارتنا أن الروح المعنوية لأهالي غزة مرتفعة للغاية وجميعهم دعموا المقاومة بروح باسلة وتمنوا عدم قبول الهدنة لجر إسرائيل إلى حرب برية كانت المقاومة مستعدة من خلالها لأنهاك جيش الاحتلال الإسرائيلي"، مضيفا أن "روح مواطن غزة مرتفعة للمصالحة بين الفصائل، وهم متمسكون بالصمود أمام الاحتلال الصهيوني". وتابع: "أجمل ما رأيناه حقا هو عودة إحساس آمال تحرير فلسطين بين الأهالي بعيدا عن انتماءاتهم للفصائل، خاصة بعد أن تسرب اليأس إلى قلوب العرب". وكشف البلك عدم صحة ما ينشر عن نوايا الفلسطينيين ترك أراضيهم واللجوء إلى الدول المحيطة، قائلا: "نوايا الفلسطينيين عكس ما يُخطط له الحكام. إنهم يريدون البقاء في أرضهم بالرغم من الموت والدمار، إلا أن الحكام العرب يخططون لتهجيرهم". وأضاف: "كانت هناك خطة واتفاقات سرية بين الحكام العرب والإسرائيلين لتهجير الفلسطينين من غزة للقصاء على القضية الفلسطينية لصالح إسرائيل"، موضحا أن "هذه الحرب أتت بنتائج عكس ما خطط له الحكام للقضاء على حق العودة لضمان استقرار المنطقة لصالح إسرائيل ولصالح استمرار الحكام على كراسيهم والسلطة بمباركة أمريكية وإسرائيلية".