اجتمعت لجنة إدارة التحولات الاجتماعية باليونسكو بتشكيلها الجديد الذي يضم 35 دولة عضو بالمنظمة، بعدما اختير رئيس اللجنة من ماليزيا، كما تم تشكيل هيئة مكتب اللجنة للفترة من 2015 2017، حيث تم اختيار مصر نائبا لرئيس اللجنة ممثلة للمجموعة العربية بالمنظمة. وصرح سفير مصر باليونسكو محمد سامح عمرو ورئيس المجلس التنفيذي للمنظمة، بأن اختيار مصر لتكون نائبا لرئيس اللجنة يعكس الدور الحيوي والنشط الذى يقوم به وفد مصر بالمنظمة، كما يعكس ثقة الدول العربية في الدور الريادي لمصر داخل المنظمة. وأضاف سامح، أن برنامج "إدارة التحولات الاجتماعية" (موست) تأسس عام 1994، ويعد من أهم لجان المنظمة، حيث يعهد إليها بإنتاج الأبحاث الموثقة وذات الصلة لصانعي السياسات العامة، وتنظيم وتعزيز شبكات البحوث الدولية، والاهتمام ببناء القدرات وإنشاء مراكز لتبادل المعارف في مجال العلوم الاجتماعية، التي تسهم في تحسين فهم وإدارة التحولات الاجتماعية. وأوضح سفير مصر باليونسكو، أن البرنامج يحسن الربط بين البحث وصنع السياسات المختلفة على الأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية، ووضع ورصد وتقييم الإجراءات والعمليات المتعلقة بالتنمية، ونشر نتائج البحوث، وبناء القدرات الإنسانية، مشيرا إلى أن هذه الاختصاصات تم التأكيد عليها بقرار صادر عن المجلس التنفيذي لليونسكو عام 2011، منوها بأن هذا البرنامج يعد الوحيد داخل المنظمة الذي يهدف إلى تشجيع وتعزيز بحوث العلوم الاجتماعية، ما يضعه في موقع محوري لتعزيز الأهداف العامة لليونسكو. وقال إن برنامج "موست " يقوم على خمسة محاور هي: الهجرة الدولية والتعددية الثقافية حيث يعني البرنامج بتعزيز احترام حقوق الإنسان للمهاجرين، والمساهمة في الاندماج السلمي للمهاجرين في المجتمعات، والعمل على ضمان التعددية للفكرية لتعكس التعدد في الثقافات لمواجهة التحديات المعاصرة مثل العولمة، والتنوع، والتنمية، والمواطنة، والأبعاد الأخلاقية والمعرفية للمجتمعات وتشجيع الفكر والإبداع والتجديد في الأفكار بناء المجتمعات العادلة، ويتمثل المحور الثاني في التنمية الحضرية للاستجابة لما يشهده العالم من تغيرات اجتماعية واقتصادية حيث يعيش نصف سكان العالم الآن في مناطق حضرية، ويعتمد النصف الآخر على نحو متزايد على المدن لإحراز التقدم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي، وهو ما يتماشى مع اهتمام اليونسكو لتعزيز "التعليم من أجل التنمية المستدامة في الوسط الحضري" كموضوع شامل لجميع القطاعات داخل المنظمة. فيما يتمثل المحور الثالث في الاهتمام بالتربية البدنية والرياضية، حيث يعمل البرنامج على توفير المساعدة والخدمات الإرشادية للحكومات والمنظمات غير الحكومية والخبراء لمواجهة التحديات المتطورة التي تواجهها التربية البدنية والرياضة، أما المحور الرابع فيتمثل في الاهتمام بقضايا الشباب حيث تسعى اليونسكو لتعزيز وتمكين الشباب والتواصل معهم، والاستجابة لتوقعاتهم وأفكارهم، وتطوير المهارات المفيدة وطويلة الأمد. وأوضح سفير مصر باليونسكو، أن المحور الخامس والأخير فيتمثل في مكافحة المنشطات حيث ثبت أن تعاطي المنشطات يزعزع الأسس المعنوية والأخلاقية التي تستند إليها الرياضة، ويعرّض صحة الذين يتناولون هذه المواد للخطر، وتسهم اليونسكو بفعالية في مكافحة المنشطات نظرا لرغبتها في صون الطابع العادل والمنصف للرياضة وحماية الشباب الذين يمارسونها.وأختتم تصريحه بالتأكيد على أهمية هذا البرنامج حيث يعد منبراً دولياً لتعبئة ودعم الدول الأعضاء، كما يعهد إليه بمسؤولية تعزيز ودعم مبادرات بناء القدرات وتشجيع التعاون مع المنظمات غير الحكومية لزيادة الوعي بدور العلوم الاجتماعية. وأوضح أن الدول الأعضاء تسعى بالبرنامج لتحقيق الاندماج الاجتماعى باعتباره عنصرا هاما لمكافحة الفقر وتقليص أوجه التفاوت والتقدم باتجاه تحقيق العدالة الاجتماعية، وتمكين الفئات المهمشة وتوفير فرص العمل، ولا سيما بالنسبة للشباب. وأكد أن الدول الأعضاء ستوجه جهودها من خلال هذا البرنامج لبحث أفضل السبل لمواجهة التغيرات البيئية بهدف التصدي للأزمات العديدة التي يسببها استنفاد الموارد الطبيعية ونقص المواد الغذائية والطاقة، والعمل على الحد من آثار التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية من خلال تعزيز التعاون بين البحث والعمل، وتعزيز القدرات العلمية والمهنية والمؤسسية لا سيما في البلدان النامية.