تتزاحم اللافتات، ويعلو صوت مكبرات الصوت، يحث الناس على انتخاب أحد المرشحين.. تلك كانت الطريقة التقليدية في الدعاية الانتخابية التي يعرفها جيدا الشارع المصري، عند كل موسم انتخابي، لكن الموسم الانتخابي الحالي يختلف كليا بعد انتشار ظاهرة "أغنية المرشح"، حيث لجأ الكثير من المرشحين إلى عمل أغنية خاصة به للحصول على صوت المرشح. في إحدى حارات حي"أبو قتادة" الضيقة، تتراص عشرة كراسٍ أو أقل، على إحدى ضفتي الحارة، يجلس عليها المرشح الانتخابي عن دائرة بولاق الكابتن أشرف أمين، المرشح المستقل عن الدائرة، يحيطه بعضا من مؤيديه، بينما يرتفع صوت "الدي جي"، بأغنية تحمل اسمه "انتخبوا أشرف أمين"، يتراقص حولها مؤيدوه، ويحرص سائقو "التوك توك" من محبي المرشح على تشغيلها. الأغنية التي تحمل اسمه والتي تأخذ أسلوب الأغاني الشعبية، كتبها وغناها له محبوه على حسابهم الخاص بحسب حديثه ل"الوطن"، فالمغني الذي يؤدي الأغنية هو مطرب شعبي اسمه عماد السيد، وكاتب كلمات الأغنية مؤلف يدعى ياسر عبدالله، وكل الفريق الذي أنتج الأغنية من محبي أشرف أمين، وعبروا عن دعمهم له بهذه الأغنية. يعتمد أشرف أمين في دعايته الانتخابية على الطرق التقليدية، فاللافتات التي تحمل اسمه وصورته منتشرة بكثرة في شوارع حارته، لكنه في الوقت نفسه يؤكد أن الأغنية تقربه من الشارع أكثر، وحققت انتشارا واسعا بين مؤيديه.. "الأغنية فيها معاني كتير بتشد انتباه الناخب، وبتعبر إن أنا من الناس وأخوهم"، كما أنها تلخص برنامجه الانتخابي في كلمات. مرشح ببولاق: الأغنية تقربني من الشارع أكثر.. وهي إهداء من محبيني "كلمة شرف مننا ووعد الحر دين، يشهد علينا ربنا بنرشحك يا أمين، ابن المنطقة أشرف أمين رمز الراديو رقم 2، يسعى على عهدنا مبدأنا كلنا، يعبر عننا، وإن شاء الله تعالى رايتنا هتبقى فوق.."، تلك أبرز كلمات الأغنية التي تمثل صلب الدعاية التي يعتمد عليها أشرف أمين لجذب أهل دائرته لانتخابه. دائرة 6 أكتوبر كانت شاهدة على أغنية أخرى، تروج للمرشح "أحمد مسعود" الذي حصل على رمز التمساح، جاءت في كلمات الأغنية "أحمد مسعود في الخير موجود، رمز التمساح في الخير تلقاه، أحمد مسعود ده راجل تاخدوا منه كلمة، عايش وسطينا يعني عارف مشاكلنا"، وهي الأغنية التي تنتشر أيضا بين مؤيدي المرشح الانتخابي. المرشح عن دائرة الدقي والعجوزة، عبدالرحيم علي، له أغنيته الخاصة التي تروج له، والتي تحرص حملته على تشغيلها في الشوارع، وهي تلك الأغنية التي أهداها له المطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم، وهي الأغنية التي تحمل عنوان "يا عبدالرحيم يا علي هتنجح في الانتخابات"، وهذه هي المرة الثانية التي يدعم فيها شعبولا أشخاصا بعدما غنى من قبل لعمرو موسى. عمرو هاشم: لا يمكن الاعتماد على الأغنية كعامل أساسي في الدعاية الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، يرى أن انتشار ظاهرة "أغنية المرشح"، يمكن أن تنجح وتؤدي الغرض منها في جذب الناخب، على حسب البيئة الموجود فيها المرشح، ففي وجه قبلي وبحري، حيث تنشط العائلات، قد لا تنجح مثل هذه الأغاني في استقطاب المرشح، والطريقة المثلى لجذب المرشح تكون عن طريق المشاركة في المناسبات والزيارات، وعمل لقاءات جماهيرية لكسب ثقة العائلات المختلفة. وأضاف عمرو، في تصريحاته ل"الوطن"، أن الوضع يختلف في المدينة، فالأغنية الخاصة بالمرشح قد تجد قبولا ورواجا بين الناخبين، خاصة مع انتشار مثل هذه الأغاني بين فئات الشباب، لكنه في كل الأحوال لا يمكن الاعتماد على الأغنية كالوسيلة الأساسية لاستقطاب الناخبين، وجذبهم نحو دعم المرشح.