تعيش مصر حالياً أجواء ثورة ثانية، فى ظل الدعوة لمظاهرات «جمعة غضب» غداً لإسقاط الإخوان، وتصاعد حدة الاشتباكات و«حرب الشوارع»، بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزى، فى شارع محمد محمود وميدان التحرير لليوم الثالث على التوالى أمس، مما أوقع عشرات المصابين من الجانبين، نتيجة للقصف المستمر للقنابل المسيلة للدموع ورصاص الخرطوش والمولوتوف، واقتحمت قوات الأمن المركزى ميدان التحرير ب«المدرعات» 3 مرات لتفريق المتظاهرين، فى الوقت الذى فتح فيه المحتجون 3 جبهات للاشتباك مع الشرطة، وقطعوا شوارع «قصر العينى، ويوسف الجندى، والشيخ ريحان». وشهدت المواجهات اعتداء عشرات المتظاهرين على اللواء أسامة الصغير، مدير أمن القاهرة، ب«الأحذية»، أثناء تفقده للحالة الأمنية فى المنطقة المحيطة بمقر وزارة الداخلية، وحرق آخرون مكتب قناة الجزيرة بالكامل بقنابل المولوتوف وحطموا واجهته الزجاجية، بعد أن حاولوا اقتحامه بحجة عدم حياديته فى التغطية واستضافة شخصيات إخوانية تصف المتظاهرين بالبلطجية، فيما اعتلى الجنود مبنى المدرسة الفرنسية، وألقوا الحجارة على المتظاهرين، مما دفع الأخيرين إلى الرد، وهو ما أسفر عن تحطم زجاج المدرسة بالكامل واحتراق جزء من مبناها، وحرق بعض قاعات الجامعة الأمريكية، بينما شهدت المنطقة المحيطة بمجلس الشعب تكثيفاً أمنياً شديداً بوجود 8 مدرعات و20 عربة أمن مركزى وآلاف الجنود متخذين وضع الاستعداد. وأعلنت وزارة الداخلية بيانها رقم 6، وقالت إن قواتها ألقت القبض على 118 من مثيرى الشغب، سواء بالتعدى على قواتها أو مهاجمة المنشآت والممتلكات العامة. وقال اللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية، فى مؤتمر صحفى، أمس، إن هناك تعليمات للضباط والأفراد بضبط النفس إلى أقصى درجة، فنحن مع المظاهرات السلمية، لكننا لن نسمح لأحد باقتحام الوزارة لأنه لو انهارت الداخلية سينهار الأمن». وتابع: «كان لدينا بعض المعلومات بخصوص بعض المندسين لاستهداف المنشآت الشرطية، وعندما خرج البيان قالوا إن الشرطة تريد استهداف المتظاهرين، وهذا الكلام غير صحيح، لأننا نطبق القانون فقط، وما تصدينا له هو كل ما يعوق حركة المواطنين وبالقانون، مثل قطع الطرق والسكك الحديدية، ولم نواجه أى مظاهرة سلمية». من جانبها، دعت قوى ثورية لتنظيم مليونية حاشدة غداً بميدان التحرير والميادين الكبرى بالمحافظات تحت شعار «جمعة الغضب لإسقاط الإخوان»، رداً على اشتباكات «محمد محمود»، ودعت صفحة «ثورة الغضب الثالثة» ل«جمعة غضب ثالثة»، تحت شعار «نفد صبرنا.. الشعب يريد إسقاط النظام»، وطالبت حركة 6 أبريل على لسان محمود عفيفى المتحدث الإعلامى، الرئيس محمد مرسى بإقالة فورية للحكومة بعد أن أثبتت فشلها. وفيما دعت صفحة «حملة تأييد اللواء محسن الفنجرى لرئاسة الجمهورية» إلى حرق مقار الإخوان غداً، قال صابر أبوالفتوح، القيادى بالجماعة: إن الإخوان سيحمون مقارهم ومؤسسات الدولة، والشعب لن يسمح بأن تتحول ثورتهم لتخريب وفوضى، موضحاً أن حق الشهداء لا يأتى بحرق مقار الداخلية ومديرية أمن الإسكندرية وتهديد مجلس الشورى والجمعية التأسيسية.