أثارت جامعة القاهرة جدلا واسعا عقب إعلان الدكتور جابر نصار رئيس الجامعة، منع المنتقبات من إلقاء المحاضرات والدروس النظرية والتجارب العملية في مختلف كليات ومعاهد جامعة القاهرة، وبررت جامعة القاهرة صدور هذا القرار بسبب حرصها على التواصل مع الطلاب وحسن أداء العملية التعليمية. ولم يكن هذا القرار الأول من نوعه بجامعة القاهرة، بل كانت هناك مشكلات عدة أثارتها الجامعة من قبل، حيث زعمت القيادات السلفية في عام 2009 أن جامعة القاهرة منعت 160 طالبة من دخول المدينة الجامعية، لارتدائهن النقاب. ودائما ما يدافع رموز الفكر السلفي عن النقاب، ويشددوا على ضرورة ارتدائه، فقال الداعية السلفي محمد حسين يعقوب، خلال تصريحات تليفزيونية سابقة، إن "النقاب بمثابة فرض"، مستشهدا بالصحابيات اللواتي دعون على ضرورة ارتدائه. كما دافع الداعية السلفي أبي إسحق الحويني، عن النقاب، وذلك خلال تصريحات تليفزيونية له، وقال إن "من يقول أنه عادة فهو يخلط الدين بالسياسة"، مضيفا "إذا كانت المرأة محرمة فلا تنتقب". ولم يتوقف الدفاع عن النقاب عند هؤلاء فقط بل هاجم حازم صلاح أبو إسماعيل القيادي السلفي، خلال برنامج تليفزيوني له في عام 2011 من يقولون إن ارتداء النقاب والحجاب حرية شخصية، قائلا: "من ترفض ذلك فعليها تغيير عقيدتها". دفاع قادة الفكر السلفي عن النقاب لم يدم طويلا، فسرعان ما تحولت مواقفهم من الدفاع عنه إلى تبرير عدم السماح للمنتقبات بممارسة العملية التعليمية في المدارس والجامعات، فبعد أن هاجم نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي، القرار الذي أصدره الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، ووصفه بأنه "مخالف للإسلام ويُحدث تمييزا ضد فئة معينة من أجل مذهبها الديني"، تراجعت الدعوة السلفية بأن هذا القرار صائب، وجاء ذلك على لسان القيادي بالدعوة السلفية عبدالمنعم الشحات، الذي قال إن "الطالب يحتاج أن يرى شفايف المدرسة وهي تنطق الكلمات، ودا مفيهوش مشكلة". وعن تضارب أراء السلفيين في مسائل كثيرة عامة، وفي النقاب خاصة، قال الدكتور أسامة القوصي الداعية السلفي، والباحث في شؤون التيار الإسلامي، إن "هذا التضارب المتكرر هو ضريبة خلط الدين بالسياسة والسياسة بالدين، فليست هذه المرة الأولى التي يحدث تضارب في تحريم شيء أو تحليله داخل الدعوة السلفية، فعندما سئل ياسر برهامي عن رأيه في منع المنتقبات من التدريس بالجامعة قال: إن هذا مخالف للشريعة الإسلامية والقرآن وكلام العلماء كما أنه مقيد للحريات، وبعد علمه بالأمر كاملا أوضح برهامي أنه تسرع في الحكم". ووصف "القوصي"، في تصريحاته ل"الوطن"، هذا التراجع داخل الدعوة السلفية ب"المراوغة السياسية"، مؤكدًا أن هذه ليست المرة الأولى، إذ سبق وأن حدث ذلك في موضوع تحية العلم والسلام الوطني.