يحتفل المسلمون في بقاع العالم المختلفة، بعيد الأضحى المبارك، ففي موسكو، استعد ألماز عبدالرحمنوف، عشية العيد، لمعرفة المسجد الذي سيؤدي فيه صلاة العيد، حيث أقيمت صلاة العيد هذا العام في 39 ساحة في موسكو وضواحيها، إضافة إلى المساجد الرئيسية والجامع الكبير، بعدما اتفق على شراء وتوزيع الأضحية مع المجازر المتخصصة، وبعد صلاة الفجر كانت يوليا جمال الدينوفا زوجته، أعدت مائدة مملوءة بأشهى الحلويات، لتجتمع حولها الأسرة في منزلهم، الذي تزينه بمصنوعات يدوية، إضافة إلى الهدايا والمفاجأت التي يحضرونها للضيوف المهنئين بالعيد. ومثل باقي الأسر المسلمة في موسكو، تأتي الاستعدادات للعيد مع بداية شهر ذي الحجة، ويكون الحديث مع الأطفال حول فضائل الأيام العشر من ذي الحجة وشعيرة الحج، حيث يقرأ ألمز ويوليا لأطفالهم قصص عن تاريخ الحج ومكانته في الإسلام. يقول عبدالرحمنوف: "الأسرة اعتادت على الاحتفال في هذا العيد بصورة حقيقة، حيث يرتب كل واحد منا إجازته في العمل، وننهمك في ترتيب أجواء العيد، وتبدأ زوجتي منذ المساء في إعداد الطعام، أما أنا والأطفال فنشتري جميع الأشياء الضرورية، وتحاول زوجتي دائما مفاجأتنا بطبق جديد في العيد، لكنه غالبا ما يكون من اللحم، أما الطبق الرئيسي الذي يجري تحضيره في المنازل الروسية، فهو من لحم الضأن ويسمى دجيزبيز، لأن أمعاء الخروف تطلق هذه الأصوات بالتحديد عندما يجري قليها في الآنية".
يستطيع أي مسلم يعيش في موسكو، أن يوزع لحم أضحيته دون أن يغادر المنزل، حيث تعرض عدد من الشركات والمجازر خدماتها في موسكو وضواحيها، فيما يتعلق بذبح الأضاحي وتوزيعها من خلال حجز مسبق، حيث تمكن الشركات المضحيين من توصيل الأضحية إلى البيت بدقة، والتي تكون مذبوحة ومعبأة وفق ضوابط الشريعة الإسلامية، بحسب ما ذكر موقع "روسيا ما وراء العناوين". وتتولى مؤسسات متخصصة في العاصمة الروسية، جمع الأموال لشراء وتوزيع الأضاحي على المحتاجين، حيث يكون لديها قوائم معدة مسبقة بأسمائهم، وتبلغ تكلفة شراء خروف للأضحية 90 دولارا في تترستان وباشكورتيتستان، ويبلغ سعر الخروف في كل من موسكو وإيجوشيتيا والشيشان إلى 120 دولار، ونظرا لارتفاع الأسعار، يشتري بعض المسلمين في الريف "خروف" لتربيته قبل العيد بشهرين تقريبا، بحث يكون سعرها أرخص من وقت العيد. وتقول زولفيا شابانوفا ربة منزل من أصول داغستانية: "الاحتفالات في موسكو تختلف عن الاحتفالات في داغستان، كالعادة نحضر طعاما، ويذهب الرجال للصلاة في المسجد. وتضيف شابانوفا: "قبل يوم من حلول عيد الأضحى، نصوم ونقرأ القرآن الكريم، في موسكو من الصعب ذبح الخراف في منازلنا، حيث إننا في داغستان نضحي بالخروف في دارنا، أما في موسكو فنذهب إلى المسجد ونقدم أضحية هناك في مكان مخصص لذلك، ومن ثم نوزع لحم الأضحية على الأقارب والفقراء، وفي اليوم الأول لعيد الأضحى نحتفل مع أسرتنا، أما في اليوم التالي فنزور أصدقائنا وأقاربنا". منذ عدة سنوات، تطوع ألماز ويوليا مع آخرين، لتنظيم لعبة "عيد كويست"، وهي خاصة بعيد الأضحى المبارك، كما أنها نوعا من الحج التعليمي للأطفال، حيث تعرفهم على مراحل الحج وأساس هذه الشعيرة، ويشارك في لعب "حج كويست" نحو 200 طفل، يساعدهم معلمون ومتطوعون وآباؤهم.