أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليوم، أن أكاديمية أثينا في اليونان كرمت شابة سورية على شجاعتها وإنسانيتها بعد أن احتضنت رضيعتين في عرض البحر لأربعة أيام متتالية بعد أن غرق قارب يحمل عشرات اللاجئين. وكشفت المفوضية أن القصة تعود حين قررت الشابة السورية دعاء وخطيبها باسم مغادرة مصر التي لجأوا إليها في بداية الأزمة السورية. وأشارت المفوضية إلى أن الشابة وخطيبها دفعا كل ما يملكان لمهربين من أجل نقلهم بحرًا إلى سواحل أوروبا، لافتة إلى أن المركب مليء بعشرات المهاجرين، وكان مهترئًا، مضيفة أنه انقلب المركب بمن فيه بعد الابحار، وأن "باسم" تمكن من إنقاذ "دعاء" بعد أن وجد إحدى العوامات. وفيما نقلته المفوضية عن "دعاء"، فإن شيخًا فلسطينيًا سبح باتجاه دعاء وباسم، وكان يحمل رضيعة عمرها 9 أشهر، أشار إلى أنها حفيدته، طالبا من "دعاء" أن تنقذها لأنه لم يعد قادرا على مواصلة السباحة بالرضيعة، وبعد تركها عند الشابة السورية، استسلم العجوز لمياه البحر، وبعد ساعات اقتربت سيدة ومعها رضيعة عمرها نحو 18 شهرًا، أودعتها ل"دعاء" واستسلمت بدورها للبحر. وقالت "دعاء"، إن خطيبها باسم بعد ساعات من المحنة طلب منها أن تسامحه، لأنه لم يعد قادرا على أن يرعاها والرضيعتين، فغرق مثل كثير ممن كانوا على ظهر المركب، مشيرة إلى أنها بقيت متشبثة بالرضيعتين لمدة أربعة أيام متواصلة، لا تملك لهما طعاما ولا ماء، لافتة إلى كل ما ملكته من الدعاء والأغاني والقصص. بعد أربعة أيام وفي ظلام الليل، كانت تسمع محركات سفينة تجارية، وظلت تصرخ لنحو ساعتين قبل أن يعثر عليها طاقم السفينة الذين قالوا أنهم أمضوا وقتًا مضنيًا في العثور عليها من خلال تتبع صوتها. تجدر الإشارة إلى أن الطفلة ذات ال9 أشهر فارقت الحياة على ظهر المركب الذي أنقذها بسبب المعاناة التي كابدتها ونقص الغذاء، أما الطفلة الأخرى 18 شهرًا، تم إنقاذها ونقلها إلى إحدى المستشفيات في اليونان.