لم يختلف الحال كثيراً بقرية بنى عدى التابعة لمركز منفلوط بأسيوط عن باقى القرى المجاورة التى راح أبناؤها ضحية التسيب والإهمال، فالصراخ والعويل هزّا أرجاء القرية حزناً على سائق الأتوبيس «على حسين على» وشهرته «على السمين»، الذى لقى حتفه مع الأطفال فى نفس الحادث المروع. يقول ابن عمه محمد سيد: «ابن عمى دفع حياته ثمناً للفوضى والتسيب والإهمال، وترك لزوجته 4 أطفال لا عائل لهم، وهم «نجاة» بالصف الخامس الابتدائى، و«ندا» بالصف الثالث الابتدائى، و«حسين» بالحضانة، والرضيع «حسن» 9 شهور». ويضيف، كان ابن عمى متديناً، ولا يفوته فرض واحد، ويعمل منذ 5 سنوات سائقاً للأتوبيس، التابع لمعهد نور الأزهر النموذجى، التابع لجمعية الجعفرية، وهى جمعية خيرية، وكان يرافقه باستمرار مساعده عمر عبدالرحمن، الذى لقى مصرعه أيضاً فى نفس الحادث، ويقيم أيضاً ببنى عدى. ويصفه صديقه خلف محمد «عامل» بأنه كان هادئ الطباع، ويحب الجميع، ويؤكد أنه كان قائد سيارة محترفاً، واعتاد أن يسير ببطء ورزانة، وأثناء فترة خدمته بالجيش، كان يعمل سائقاً، ويحمل رخصة درجة ثانية، مضيفاً أنه كان باراً بوالدته المسنة وأشقائه ال6. وحمّل أحمد رمضان، جار السائق، السكك الحديدية مسئولية وقوع الحادث قائلاً «شهود العيان أكدوا أن الخدمة المكلفة بالوردية الصباحية على المزلقان لم تكن موجودة، والسائق راح ضحية للفوضى والتسيب والإهمال مع الأطفال الأبرياء»، مؤكداً أن جميع مزلقانات السكك الحديدية وخاصة قرى أسيوط تفتقد لجميع وسائل السلامة والأمان.