قال خبراء الطاقة النووية فى مصر، إن روسيا أول دولة فى العالم تنشئ محطات نووية، بتشغيل مفاعل BR-1، وهو نموذج لأول مفاعل فى العالم نيوترونى سريع «مفاعل مولد سريع» عام 1955، ما جعل الدب الروسى الأبرز فى التنافس العالمى فى إنشاء المحطات النووية لسابقة خبرته. وبدأ حلم الدب الروسى بالصناعة النووية الروسية مع مشروع القنبلة النووية عام 1942، عندما بدأت أعمال البحوث والتطوير لاستخدامات اليورانيوم فى المجال العسكرى، وكان الهدف الاستراتيجى للاتحاد السوفيتى هو التسليح النووى، وخاصة إنتاج البلوتونيوم الخاص بالأسلحة النووية، البلوتونيوم ينتج فى مفاعلات نووية تستخدم الماء كمبرد، وتستخدم الجرافيت كمهدئ للنيترونات، وهذه المفاعلات مصممة للعمل بنظام القنوات الرأسية Channel-type، وعناصر الوقود النووى «كريات أسطوانية» من اليورانيوم الطبيعى مرصوصة داخل أنابيب clad مصنوعة من الألومنيوم، وحزم الوقود توضع فى القنوات الرأسية، وهذه القنوات موضوعة داخل جرافيت قلب المفاعل، ولتسوية (تسطيح) الطاقة وتوزيع النيترونات على كامل قلب المفاعل، فقد كان يوضع كمية قليلة من قضبان الوقود النووى عالى التخصيب بجانب قضبان الوقود الأصلية. ورأى مراقبون للصناعة النووية الروسية أن حادثة تشرنوبل النقطة الفاصلة فى تاريخ التكنولوجيا النووية، حيث اتخذت عدة تدابير لتحسين سلامة تشغيل محطات RBMK، بينها تخفيض معامل الفقاعات Void على التفاعلية، عن طريق تركيب من 80-90 ماص للنيترونات absorbers إضافية ثابتة فى قلب المفاعل لمنع تشغيله عند قدرة منخفضة «لابد فى المقابل زيادة نسبة التخصيب لليورانيوم»، وزيادة عدد قضبان التحكم المطلوب وجودها فى قلب المفاعل «أثناء حالة التشغيل المستقر للمفاعل» من 26-30 إلى 43-48. ما يميز التكنولوجيا النووية الروسية أنها تنشئ مفاعلات «المولدة السريعة»، حيث التفاعل الانشطارى المتسلسل يتم بواسطة النيوترونات السريعة، ولا يوجد مهدئ للنيترونات الخارجة من الانشطار، وهذا النوع من المفاعلات النووية يقوم بجانب توليده للكهرباء بتوليد مواد نووية انشطارية جديدة «بلوتونيوم»، والتى تستخدم بدورها كوقود فى مفاعلات أخرى لتوليد الطاقة الكهربائية، أى أن هذا النوع من المفاعلات ينتج مواد نووية انشطارية أكثر مما يستهلكه، ومن هنا تأتى تسميته مفاعل «مولد». وما يزيد من عوامل الأمان النووى داخل التكنولوجيا النووية الروسية، بخاصة المفاعلات النووية الروسية من نوع VVER، استخدام الماء الخفيف كمبرد ومهدئ للنيترونات، وهى مفاعلات ماء مضغوط PWR، وتماثل المفاعلات الأمريكية والغربية باستخدامها لوعاء ضغط، وهى من تصميم الشركة الروسية OKB Gidropress، والموديلات المختلفة منها تغطى مدى واسعاً من إنتاج الطاقة الكهربية، تبدأ بمفاعلات 400 ميجاوات وتتدرج حتى تصل إلى مفاعلات 1500 ميجاوات.