ليست مجرد خيوط تحيط معصم صاحبها، يعتقد البعض فى قدرتها على الحماية وجلب الحظ، تختلف أسماؤها، هى «تميمة»، «حظاظة»، و«بريسلت»، ارتداها أهل الجاهلية قبل الإسلام كتمائم تحميهم، واعتقد قدماء المصريين فى قدراتها السحرية، مطورين أشكالها وألوانها والمواد المصنوعة منها، وكذلك الرموز المتدلية منها، كالجعران ومفتاح الحياة. تاريخ طويل من الاعتقاد فى قدراتها امتد إلى التراث الشعبى المصرى، فالسيدة حديثة الولادة ترتدى سبعة خيوط بيدها لتحميها من شر زوارها، وكبار السن يرتدونها لتخفيف آلام العظام، فهى حسب المعتقد السائد «تمتص الرطوبة من العظام». المهتمون بالسحر أيضاً يولونها اهتماماً خاصاً، و«منتدى السحر السفلى» ينصح رواده من الراغبات فى جلب الحبيب باستخدام الحظاظة: «سبعة خيوط صوفية، كل خيط لون، يتم عقدها سبع مرات، ومع كل عقدة تدعين بما تريدين سبع مرات، ثم يجرى تبخير المكان باللبان الدكر والكزبرة الجافة، ويتم دفنها بعد ذلك فى عتبة المكان». الكثير من الحكايات والأساطير تدور حول «الحظاظة» التى لم يعد أمر تعلمها صعباً. غلاب سمير أبوغلاب يتولى تعليمها للراغبين مقابل 65 جنيهاً، لكن دون أساطير أو حكايات.. تخرّج الشاب العشرينى فى كلية الهندسة، لكنه عمل فى «الحظاظات»، كوّن فريقاً من المحبين وقدّم دورات تدريبية فى هذا المجال بالمراكز الثقافية والفنية: «أتابع كل الأساطير التى تدور حول هذه الخيوط، لا أؤمن بها، لكننى فى الوقت نفسه أعلم أنها تمنح لصانعها ومرتديها بعض السعادة». يشير الشاب إلى أن صناعة الحظاظة تستغرق وقتاً يسمح لصانعها بالتأمل والتفكير. ل«غلاب» فريق عمل مكون من 12 شخصاً، يصنع «الحظاظات» بأنواعها: «بعضها يستغرق 10 دقائق وبعضها يأخذ أكثر من ساعة ونصف الساعة، والأسعار تبدأ من 10 جنيهات وتصل إلى 150».