ظاهرة حديثة تداولها رواد صفحات التواصل الاجتماعى مؤخرا وهى بيع وشراء خواتم العقيق والفيروز بأسعار باهظة تحت دعوى التبرك وجلب الرزق والوقاية من الحسد والسحر. ولم يعد بيع الخواتم والأحجار الكريمة كالعقيق والياقوت والفيروز، وقفا على الزينة، وروج هؤلاء لطرق ومعالجات لاستحضار ما يسمى ب «خادم الخاتم»، لجلب الأزواج والمحبة الى القلوب . ودشن المشعوذون وراغبو النصب على رواد الفيس بوك صفحات لبيع الخواتم بأسعار باهظة.
ويؤكد علماء الأزهر أن تلك الظاهرة لا تمت للدين بصلة، وتخالف منهج الإسلام الصحيح كما يقول الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، والذى أوضح أن المسلم عليه أن يؤمن بالله وبالقدر، وأنه لا يقع فى ملك الله إلا ما يريد، وأن ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن، ومن أراد شيئا من رزق أو نحوه فليدع ربه، (إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله)، وكل ما يشاع عن الخواتم هى عادات عربية قديمة لا أصل لها من الصحة، واعتماد الإنسان فى رزقه على خواتم كل هذه أمور شرك خفي، وقد تكفل الله بالرزق، فى قوله تعالى: (وما من دابة فى الأرض إلا على الله رزقها). وفى سياق متصل أكد الدكتور مختار عبدالرحيم مرزوق، عميد كلية أصول الدين بأسيوط، أن ما يشاع الآن على مواقع التواصل الاجتماعى بأن هناك بعض الخواتم غالية الثمن والتى يلبسها الشباب لجلب الرزق أو الحظ أو لدفع مكروه أو للزواج من إنسانة معينة وما إلى ذلك، كل ذلك لا أصل له فى كتاب الله ولا فى سنة النبي، صلى الله عليه وسلم، بل إن الإنسان يحرم عليه أن يلبس هذه الأشياء بهذه النية، لأنها تدخل فى باب التمائم التى كان يلبسها بعض العرب فى أيام النبي، صلى الله عليه وسلم، ظنا منهم أنها تدفع عنهم السوء، أو علاج المس، ولكن النبي، صلى الله عليه وسلم، حرم هذه الأشياء، فقال صلى الله عليه وسلم «من علق تميمة فقد أشرك»، وقال فقهاء المسلمين إنه يحرم ارتداء هذه الأشياء بهذه النية، وأيضا هناك ما يعرف فى صعيد مصر الآن باسم (المشهرة) ترتديها المرأة الحامل حتى لا ينزع لبن الطفل من ثديها، وكل هذه الأشياء سواء ما يفعله بعض الناس فى صعيد مصر أو بعض الشباب الذين يرتدون الحظاظات، يخالف الإسلام، وتساءل كيف يشاع أنها لعلاج المس، والله يقول: (الَّذِى خَلَقَنِى فَهُوَ يَهْدِينِ. وَالَّذِى هُوَ يُطْعِمُنِى وَيَسْقِينِ. وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ. وَالَّذِى يُمِيتُنِى ثُمَّ يُحْيِينِ. وَالَّذِى أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِى خَطِيئَتِى يَوْمَ الدِّينِ). ويضيف، أما علاج الحسد أو العين أو الهم أو الغم أو جلب الرزق وما إلى ذلك، فهذا أمر قد تكفل به القرآن الكريم، وسُنة النبى صلى الله عليه وسلم، وفى ذلك قول الله تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) وعن علاج العين، فإن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال لبعض أصحابه حينما علم أن أطفالهم تسرع إليهم العين، علمهم صلى الله عليه وسلم، أن يقولوا «أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة» وقال صلى الله عليه وسلم لهم، إن هذه الكلمات ما كان إبراهيم عليه السلام يعوذ بها إسحاق وإسماعيل، وما إلى ذلك من التحصينات النبوية الشريفة. وأوضح أن النبي، صلى الله عليه وسلم، علم أصحابه إذا أرادوا نفعا أو أن يدفعوا ضرا، أن يلجأوا إلى الله عز وجل بالدعاء، ومن المناسب هنا أن نذكر الحديث الصحيح المشهور الذى قال فيه النبي، صلى الله عليه وسلم، «واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك، فلن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعت على أن يضروك، فلن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك». وحذر الشباب الذين يرتدون الخواتم أو الحظاظة» وما إلى ذلك من الظن أنها تجلب النفع أو تدفع الضر، أما عن التزين بأى خاتم من هذه الخواتم عدا الذهب، وبشرط أن يكون بنية الزينة فقط، وليس بغرض أى شيء آخر، فهذا لا بأس به، أما ما يذكره الناس عن أن بعض الخواتم لها خادم، وهذا الخادم ينفع صاحب الخاتم فكل هذه خرافات، ما أنزل الله بها من سلطان.