يبحثون عن ظل ليختبئوا فيه من ارتفاع حرارة الطقس الحارقة، يهمهمون للمارة بأصواتهم "انقذونا"، فيقتربون منهم لوضع بقايا الأطعمة والمشروبات، وآخرون يركلونهم بأقدامهم خوفا من أسنانهم الحادة التي من الممكن أن تفترسهم، لكن ما تطمح له تلك الحيوانات المتجولة في الشوارع ليلا ونهارا، هو مكان يقدم لهم الرحمة التي تحدثت عنها الأديان. تجولت "الوطن" في الشوارع حتى تنقل همهمات الحيوانات الضالة إلى المواطنين، موجهة سؤال للمواطنين "ممكن تربي حيوان بلدي في بيتك"؟، وكانت الإجابات صادمة، فالبعض رفض لمبدأ تربية الحيوانات من الأساس، وآخرون تعجبوا من السؤال بسؤال "حيوان بلدي؟!". في شعور بالاستنفار، قال محمد رمزي "ولا بلدي ولا أي حاجة"، كاشفا عن أسبابه بقوله "الحيوانات مضرة على الأطفال، إحنا ناقصين أمراض مش كفاية اللي موجودة في الأكل والشرب". واتفقت معه منال رمضان بجمله "لأ طبعا بلدي إيه، دول بياكلوا من الشارع وكلهم أمراض". وبضحكة ساخرة قال فتحي صابر "هي ناقصة زحمة مش كفاية الحر اللي عايشين فيه". "للحيوانات مكان وللإنسان مكان، كما نصت الأديان" عبارة أشبه بالشعر العامي، الذي عبر بها إبراهيم حسن، عن رفضة لتربية الحيوانات . لم نجد من يوافق على تربية حيوان ضال من الشارع، سواء كان قطط أو كلاب، إلا رحاب الصاوي التي قالت "ممكن أخد قطة وأربيها عشان جوزي بيحب القطط". "أه عادي قبل كده أخذت قطة من الشارع وربتها، وعاشت معايا كتير، بعد كده اتسرقت"، هكذا كانت إجابة محمد علي الذي وافق على تربية حيوان بلدي من الشارع، بعد رفض أناس كثيرون.