سكان العقارات المنهارة بإمبابة لرئيس الوزراء: «مرميين رمية الكلاب»

«حسن»: مهندسة الحى تلقى التهمة على صاحب العقار الحاصل على ترخيص إزالة.. و«فكرى»: «الحى عايزنا نسكن نادى البوهى اللى كله مشبوهين وبيضربوا حقن ومخدرات»
فى الوقت الذى كانت تستعد فيه مصر للاحتفال بافتتاح القناة الجديدة كان سكان شارع أبورية، المتفرع من شارع زكى مطر بإمبابة، يتأهبون لاستقبال كارثة ستحل بهم لتلقى بهم وبأطفالهم فى عرض الشارع، مئات من الأهالى بين رجال ونساء وفتيات وأطفال يحتضنهم شارع زكى مطر بعد أن خرجوا من شارعهم الذى تحول إلى كومة من الحجارة، إثر سقوط أحد المنازل على البنايات المقابلة له مساء الأربعاء الماضى، ما أدى إلى حدوث تصدعات وشروخ كبيرة فى البيوت المجاورة.
وفى شارع عرضه 10 أمتار تقريباً، تجلس النساء اللاتى خشين على أرواحهن وأطفالهن فى منتصف الشارع وعلى جانبيه بعد أن نصب الأهالى المتضررون، وعددهم يبلغ 63 أسرة، صواناً قطعوا به الشارع حتى يستجيب لهم أى مسئول، وتجلس بينهم نعمة رمضان، إحدى السيدات التى استوطنت مصطبة عريضة على أحد جوانب الشارع المكتظ بالسكان المشردين، ليصبح موطناً وملجأً لها عوضاً عن شقتها التى انهارت وتحولت إلى أنقاض فى لمح البصر، مناشدة رئيس الوزراء، إبراهيم محلب، التدخل لإنقاذ الأهالى من كارثتهم والحفاظ على أبنائهم من الضرر الواقع عليهم، قائلة: «بناتنا فى الشارع يا محلب، ومرميين رمية الكلاب».
وتبدأ القصة عندما حصل أحد المواطنين على ترخيص من رئاسة حى إمبابة لإزالة منزله المكون من طابقين، ثم استعان ببلدوزر لإزالة الطابقين وتم إزالة الركام بطريقة عشوائية أثرت على المنزل المجاور له رقم 37 فى غياب ممثلى الحى الذين منحوه ترخيص الإزالة، ما أدى إلى حدوث شروخ فى المنزل، وحضر ممثلون عن الإدارة الهندسية فى الحى لمتابعة الأوضاع، إلا أن المهندسين أبلغوا الأهالى بإخلاء المبنى بعد تساقط أتربة من أسقف المبنى المكون من 6 طوابق.
وقال كريم حسن، أحد قاطنى الشارع، إن الأهالى أصابتهم حالة من الفزع بعد تساقط الأتربة من أسقف المنزل، وأضاف: «قلنا للناس كلها تنزل وبعد آخر واحد نزل من البيت اتهد على البيتين والناس بقت تجرى وتقع فى الشارع من الفزع»، لم يستطع أى من سكان المنزل أو المنازل المجاورة الحصول على أى أجهزة أو متعلقات داخل المنزل المنهار، فى وجود ممثلين عن الحى الذين فروا هاربين من غضب الأهالى».
وتابع «حسن»: «مهندسة من الحى تدعى (هند) ألقت التهمة على صاحب العقار الحاصل على ترخيص إزالة بأنه تصرف بطريقة خاطئة، وأخبرت الأهالى بالصعود والحصول على متعلقاتهم إلا أنهم رفضوا خشية من السقوط وبالفعل سقط المنزل مع آخر شخص نزل من المنزل»، قائلاً: «الحمد لله محدش جراله حاجة بس الناس دلوقتى مرمية فى الشوارع».
وقال أحمد فكرى، نجل صاحب العقار المنهار رقم 37، إن الأهالى ذهبوا إلى الحى للقاء رئيس الحى، إلا أن الحى أبلغهم بأنهم سيمنحون بدل سكن قيمته تتراوح بين 300 جنيه و500 جنيه، وأن الحى لا يمكن أن يوفر لهم مساكن بديلة على الرغم من وجود مساكن خاصة بالحكومة مخصصة للكوارث وتوجد فى منطقة المطار بإمبابة، وتابع: «بنتعامل بكل برود مش عاملين حساب بنات وستات بيباتوا فى الشوارع، وفى الآخر عايزين يداروا على فضيحتهم ببدل سكن»، وطالب بمحاسبة المقصرين فى حى إمبابة والتحقيق مع من أصدر التصريح الخاص بالإزالة والذى تسبب فى انهيار عقار كامل وتصدع أكثر من 15 منزلاً فى الشارع.
وأضاف «فكرى» أن الأهالى حرروا محضراً جماعياً ضد رئيس الحى والمتسببين فى الأزمة فى قسم شرطة إمبابة يحمل رقم 8998 إلا أنه حتى الآن لم يضبط رئيس الحى أو أى مسئول مهمل تسبب فى الكارثة، مشيراً إلى أن الأهالى افترشوا الأرض فى شارع زكى مطر العمومى الذى يتفرع منه شارع أبورية الذى تحول إلى منطقة خطر.
وقال أحمد محمد عبدالعزيز، صاحب العقار رقم 35، المجاور للعقار المنهار: إنه ترك المنزل هو وكل أفراد سكانه فى حالة من الرعب تاركين كل متعلقاتهم، وإن كل فرد نزل بما كان يرتديه فقط، وإن مسئولى الحى حضروا فى اليوم التالى وحذروا من صعود أى فرد منزله أو المنازل المجاورة، وتابع: «الحى عايزنا نسكن نادى البوهى اللى كله مشبوهين وبيضربوا حقن ومخدرات».